الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل قول الحمد الله حال العطس في الصلاة يبطلها؟ الإفتاء تجيب

حكم قول الحمد لله
حكم قول الحمد لله بعد العطس أثناء الصلاة

هل قول الحمد الله حال العطس في الصلاة يبطلها؟ .. إذا عطس المصلي أثناء الصلاة فهل يشرع له أن يحمد الله أو لا؟ في ذلك أقوال للعلماء، فمنهم من قال يحمد الله في نفسه ولا يحرك به لسانه، ومنهم من قال ولا في نفسه، ومنهم من قال يحمد الله ويحرك به لسانه بحيث يسمع نفسه.

عطس وهو يصلي فهل يحمد الله؟

من عطس وهو في الصلاة فإنه يشرع له أن يحمد الله سبحانه، سواء كانت الصلاة فرضًا أو نفلًا، وبذلك قال جمهور العلماء من الصحابة والتابعين، وقال به الإمام مالك والشافعي وأحمد، على خلاف بينهم: هل يسر بذلك أو يجهر به، والصحيح من قولي العلماء ومذهب أحمد أنه يجهر بذلك، ولكن بقدر ما يسمع نفسه، لئلا يشوش على المصلين.

ويدل لذلك عموم ما روى البخاري (6224) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَإِذَا قَالَ لَهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ».

ويؤيد ذلك أيضًا ما وروى الترمذي (404) عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَطَسْتُ، فَقُلْتُ: الحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، مُبَارَكًا عَلَيْهِ، كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرَفَ، فَقَالَ: «مَنِ المُتَكَلِّمُ فِي الصَّلَاةِ ؟»، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ، ثُمَّ قَالَهَا الثَّانِيَةَ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ، ثُمَّ قَالَهَا الثَّالِثَةَ، فَقَالَ رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ ابْتَدَرَهَا بِضْعَةٌ وَثَلَاثُونَ مَلَكًا، أَيُّهُمْ يَصْعَدُ بِهَا».

اقرأ أيضًا: حكم تشميت العاطس في الصلاة ..فيديو
أكد الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الفقهاء اتفقوا على أن المصلي لو عطس في الصلاة وقال «الحمدلله» لا تبطل صلاته لأنهم عدوا ذلك من قبيل الذكر.

وأضاف «عبد السميع»، في إجابته عن سؤال: « ما حكم تشميت العاطس في الصلاة ؟»، أن من الأشياء التي تبطل الصلاة الحركة أثنائها، فالشافعية قالوا إنه لو اشتمل الركن على 3 حركات بطلت صلاته، والحركة تعرف بحركة البدن كله، فمثلاً لو خطى المصلي خطوة ليست لأجل مصلحة الصلاة كأن ينضم لصف مثلاً ويصل الفرجة الموجودة وهذا بثلاثة خطوات متتالية بطلت صلاته.

وأشار إلى أن تحريك الإصبع أو ربط الأزرار في القميص لا تبطل الصلاة، موضحًا أن مما يبطل الصلاة ترك شرط أو ركن من أركان الصلاة، كاستقبال القبلة أو الوضوء أو ستر العورة.

كيفية تشميت العاطس

قالت دار الإفتاء، إنه يسن للعاطس إذا عطس أن يحمد الله فيقول: «الحمد لله»، ولو زاد: «رب العالمين» كان أحسن كفعل ابن مسعود - رضي الله عنه-، ولو قال: «الحمد لله على كل حال» كان أفضل كفعل ابن عمر رضي الله عنهما، وقيل: يقول: «الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه» كفعل غيرهما.

واستشهدت «الإفتاء» فى إجابتها عن سؤال: « ماذا يقول من عطس، وماذا يقال له؟»، بما روى عن سالم بن عبيد - رضي الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ: الْحَمْدُ للهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، أَوِ: الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»، رواه أحمد.
واستدلت أيضًا بما ورد عن أبي هريرة - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -قال: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ: الْحَمْدُ للهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ» رواه أبو داود والحاكم.

حكم تشميت العاطس

وأوضحت أن التشميت هو: الدعاء بالخير والبركة، وقد اتفق الفقهاء على مشروعيته، واختلفوا في درجة المشروعية، فذهب الجمهور إلى أنه واجب، وذهب الشافعية إلى أنه سنة.

واستندت إلى ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَحَمِدَ اللهَ فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يَقُولَ: يَرْحَمُكَ اللهُ»، رواه البخاري.

صيغة التشميت

وأضافت أن التشميت يكون بقول المسلم لأخيه العاطس: «يرحمك الله»، فيرد عليه العاطس بقوله: «يهديكم الله ويصلح بالكم».

وواصلت: وذلك لما ورد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُل: الْحَمْدُ للهِ، وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَإِذَا قَالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ» رواه البخاري.

حكم الرد على تشميت العاطس

وبينت فى فتواها بأن حمد العاطس سنةٌ، والتشميت واجبٌ عند الجمهور وسنةٌ عند الشافعية، والرد على التشميت سنةٌ.

واختتمت أنه إن لم يحمد اللهَ العاطسُ بعد عطسته فلا يشمت؛ لحديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتُوهُ، فَإِنْ لَمْ يَحْمَدِ اللهَ فَلا تُشَمِّتُوهُ»، متفق عليه.

اقرأ أيضًا: