EN 
واحد من أبرز الشخصيات في تاريخ المملكة المتحدة بل وفي القرن العشرين، سياسيا بريطانيا، وضابطا بالجيش، وكاتبا، شغل السير وينستون تشرشل منصب رئيس وزراء المملكة المتحدة منذ عام 1940 حتى عام 1945، وبسبب سياسته الحكيمة قاد بريطانيا للفوز في الحرب العالمية الثانية، وقادها مجددا في الفترة من عام 1951 حتى عام 1955.
تمتع تشرشل بشعبية في بريطانيا وفي جميع أنحاء الغرب، حيث يعتبر قائد منتصر في زمن الحرب، ولعب دورًا مهمًا في الدفاع عن الديمقراطية الليبرالية في أوروبا، وتم الإشادة به كمصلح اجتماعي وكاتب بارع، ومن بين العديد من الجوائز التي حصل عليها جائزة نوبل في الأدب.
ولد السير تشرشل، واسمه بالكامل وينستون ليونارد سبنسر تشرشل، في 30 نوفمبر عام 1874 في أوكسفوردشاير، لعائلة مختلطة بين الجنسيتين الإنجليزية والأمريكية، ونشأ في عائلة أرستقراطية ثرية، التحق وينستون بالجيش البريطاني في عام 1895، وشهد على الهند البريطانية، حرب الأنجلو-السودان، حرب البوير الثانية، واكتسب شهرة كصحفي ومراسل حرب وكتب كتبًا عن مغامرته.
اقتحم تشرشل المجال السياسي وبقوة، فقد انتخب نائبا في البرلمان في عام 1900، وانضم في البداية باعتباره من المحافظين، حتى انشق ليصبح من الأحرار في عام 1904. وشغل تشرشل منصب رئيس مجلس التجارة، وزير الداخلية، واللورد الأول للأميرالية، وبطل إصلاح السجون والتأمين الاجتماعي للعمال.
أشرف تشرشل خلال الحرب العالمية الأولى، على حملة جاليبولي، وأثبت أنه كارثة ثم استقال من الحكومة وخدم في جهة تابعة للاسكتلنديين في الجبهة الغربية، وفي عام 1917، عاد إلى الحكومة تحت قيادة ديفيد لويد جورج، بعد ذلك تولى منصب وزير الدولة لشؤون الحرب، وأخيرا للمستعمرات، والإشراف على المعاهدة البريطانية الايرلندية وسياسة الشرق الأوسط في بريطانيا.
بعد عامين من البرلمان ، شغل منصب وزير الخزانة في ستانلي، وعمل على عودة الجنيه الإسترليني العملة الرسمية في عام 1925، وطور الاقتصاد البريطاني.
مثل تشرشل خمس دوائر انتخابية خلال مسيرته كعضو في البرلمان، بالنسبة إلى حياته المهنية فقد كان عضوا في الحزب الليبرالي في الفترة من عام 1904 حتى عام 1924، ثم أصبح عضوا في حزب المحافظين في الفترة من عام 1940 حتى عام 1955.
تولى تشرشل أيضا في عام 1930 زمام المبادرة في الدعوة إلى إعادة التسلح البريطاني لمواجهة التهديد المتزايد من ألمانيا النازية، وعند اندلاع الحرب العالمية الثانية أعيد تعيينه كقائد أول، وفي عام 1940 أصبح رئيسا للوزراء ليحل محل نيفيل تشامبرلين، وأشرف تشرشل على تورط البريطانيين في جهود الحلفاء الحربية ضد ألمانيا، مما أدى إلى النصر في عام 1945.
وقد حظيت قيادته في الحرب على إشادة واسعة النطاق، وبعد هزيمة المحافظين في الانتخابات العامة عام 1945، أصبح تشرشل زعيما للمعارضة، وخلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي، حذر علنًا من "الستار الحديدي" للنفوذ السوفيتية في أوروبا وعزز الوحدة الأوروبية، حتى أعيد انتخابه في عام 1951 وانشغل في فترة ولايته الثانية مع الشؤون الخارجية.
وعمل تشرشل محليا على بناء المنازل للمواطنين، وتطوير أسلحة نووية، والعمل على تحسين الصحة العامة، حتى استقال تشرشل من منصب رئيس الوزراء في عام 1955، وعلى الرغم من أنه ظل نائبا حتى عام 1964 فق، إلا أنه عند وفاته في 24 يناير عام 1965 حصل على جنازة رسمية .
