الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تطوير المؤسسات القومية ضرورة حتمية.. رؤساء تحرير: الصحافة الورقية فشلت فى الوصول للشباب.. وخبراء: يجب الاستفادة من الخبرات الصحفية فى تدريب الصحفيين

اجتماع تطوير المؤسسات
اجتماع تطوير المؤسسات الصحفية

  • نجلاء ذكرى: ما يقدم حاليًا فى الصحف الورقية لا يعطيها فرصة للبقاء
  • ماهر مقلد: الصحف الورقية فشلت في الوصول لفئة الشباب
  • صفوت العالم: أطالب بإعطاء الفرصة للاجيال الشابة لكتابة المقالات فى الصحف القومية 

قضية تطوير المؤسسات الصحفية من أهم القضايا التى تواجه الإعلام، لذلك تم عقد اجتماع مشترك بين الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة كرم جبر، ومجلس نقابة الصحفيين برئاسة ضياء رشوان، لدراسة أوضاع الصحافة القومية وخطط تطويرها المستقبلية في ضوء خطة التطوير المتكاملة التي وضعتها الهيئة، وتم عرضها خلال الاجتماع الأخير مع رئيس مجلس الوزراء.


وفي بداية الاجتماع، قدم كرم جبر، رئيس الهيئة، عرضًا لخطة تطوير المؤسسات الصحفية القومية، مركزًا على جوانبها المتعلقة بالتحول الرقمي والتدريب وتطوير المحتوى وخطة استغلال أصول المؤسسات الصحفية القومية في مشروعات استثمارية توظف عائداتها لتنمية موارد المؤسسات.


وحول هذا الأمر، شددت الكاتبة الصحفية نجلاء ذكرى، رئيس تحرير جريدة "العالم اليوم"، على ضرروة استغلال أصول المؤسسات الصحفية القومية بشفافية، بحيث يتم الإبقاء على كل ما يخدم العملية الصحفية مثل المطابع والصناعات الورقية، وما يخرج عن النشاط الصحفى يمكن التصرف فيه.


وقالت نجلاء ذكرى إنه من الضرورى التفكير بجدية فى مستقبل الصحافة الورقية، لافتة إلى أن ما يقدم حاليًا فى الصحافة الورقية لا يعطيها فرصة للبقاء، فلابد أن تقدم محتوى مختلفا عن ما ينشر فى المواقع الإخبارية والبحث فيما وراء الخبر مع الاهتمام بالبعد الثقافى للمجتمع.


وأكدت رئيس تحرير جريدة "العالم اليوم" أن تطوير المحتوى هو البعد الأساسى فى نمو اقتصاد المؤسسات الصحفية، لذلك يجب أن يكون رؤساء مجالس إدارات المؤسسات ممن لديهم فكر اقتصادى قادر على النهوض بالمشروعات، وبذلك يستطيع تنمية الموارد ولن يحدث صدام مع رئيس التحرير الذى ستكون مهمته أن ينهض بالمحتوى.


وأضافت نجلاء ذكرى أن شباب الصحفيين فى مصر لا يلقون الرعاية الكافية، فهم لا يحصلون على التدريب من جهات تدريب متخصصة أجنبية، مطالبة بأن لا يعمل فى الوسط الصحفى إلا من حصل على تدريب عامين فى معهد دراسات عليا للإعلام حتى إن كان خريج كلية الإعلام، لأنها تدرس مبادئ فقط ونحتاج تعميق هذه الدراسة بشكل أكبر وأكثر تخصصًا.


وأشارت إلى أننا نحتاج فى كل وزارة متحدثا رسميا لا يقتصر دوره على إرسال البيانات للصحفيين، بل أن يقوم بعمل مؤتمر مع الوزير بشكل دائم يعرض فيه الصحفيون أسئلتهم، وأن تكون فى كل وزارة مكتب للصحافة يتواجد فيها الصحفيون.


وشددت على ضرورة استفادة نقابة الصحفيين من خبرات كبار الصحفيين من خلال عقد دورات تدريبية للصحفيين الجدد لنقل الخبرات بآلية منظمة، كما تحتاج المؤسسات لإعادة هيكلة اقتصادية كاملة وتوظيف الكوادر بشكل يدر عائدا على المؤسسة، وأن يحاسب كل مسئول فى نهاية فترته على ما قدمه للمؤسسة من تغييرات وتنمية فى جميع المجالات.


وتابعت: "نحتاج رؤية على مستوى عالٍ من القيادة السياسية بأن يكون الإعلام فى مقدمة قضايا البلاد، لأنه أخطر أداة على المجتمع ولابد من الاهتمام به ليستطيع أن يؤدى دوره الوطنى الصحيح".


فى سياق متصل، قال الكاتب الصحفى ماهر مقلد، مدير تحرير جريدة الأهرام، إن أى تخطيط يستهدف رفع كفاءة المؤسسات الصحفية يكون له نتائج إيجابية، وأعرب عن سعادته بالتوسع في التحول الرقمى فى المؤسسات القومية لأنه تحول العصر ويمكنه تجاوز مشاكل كثيرة.


وأضاف مدير تحرير الأهرام، أنه من المهم أيضًا الحفاظ على الصحافة الورقية وتحتاج لدعم قوى مع إعداد دورات تدريبية للصحفيين ودراسة احتياجات القارئ وتطوير محتوى الصحف ليواكب احتياجات القارئ الشاب، حيث فشلت الصحف فى الوصول لهذه الفئة التى تكون 60% من التعداد.


وأكد أنه لا يمكن للصحف الوصول للشباب إلا عن طريق تغيير المحتوى وتطوير المهنة وأن تكون المواد المنشورة بها قدر الموضوعية، وأن تختلف عن ما يقال فى نشرات الأخبار والانفتاح على العالم الخارجى وإيجاد مواد تحريرية لها علاقة بتطور العصر والتكنولوجيا.


وأشار إلى أن الديون قضية معقدة لأن جزءا كبيرا منها يتعلق بالتأمينات والمبالغ بالملايين وقدرة المؤسسات على الوفاء بالديون معدومة، لافتًا إلى أنه من الطبيعى التفكير فى استغلال الأصول وليس بيعها.


وشدد على ضرورة اختيار القيادات الصحفية التى تتبوأ المناصب فى المؤسسات الصحفية بحيث يكون لديها فكر خلاق تستطيع من خلاله تطوير الموارد والمحتوى معًا.


من جانبه، قال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن خطة تطوير المؤسسات الصحفية قدمت من قبل مرات عديدة ونحتاج خطوات فعلية.


وأضاف "العالم" أن تطوير المحتوى أصبح ضرورة حتمية، وهنا يجب أن ندرك المسئولية المشتركة بين الإدارة الإعلامية للدولة، والعاملين بالصحافة للتطوير والإبداع.


وأشار إلى أن المؤسسات الصحفية بها عدد غير قليل من الصحفيين لم يتم تدريبهم منذ سنوات طويلة، ويجب أن يكون التدريب على عدة مستويات، أولها تدريب الصحفيين ذوى الخبرات للصحفيين الجدد، والتدريب المنظم عبر المؤسسات الصحفية على آليات العمل المختلفة منها الصحافة الاستقصائية والإخراج والصحافة الرقمية وغيره من المجالات التى يجب أن يدركها الصحفى.


وأكد أنه من الضرورى توفير الشفافية فى عضوية نقابة الصحفيين، حتى خريج الإعلام يجب أن يخضع لمقتضيات تدريبية تؤهله للممارسة الصحفية.


وتابع: "إننا نحتاج الأقلام الصحفية الرصينة صاحبة الفكر والرؤيا حتى لو تجاوزت الستين، ويجب أن يستفيد منها المؤسسات الصحفية مع إعطاء الفرصة للأجيال الشابة لكتابة المقالات وتفرد لها المساحات فى الخمس سنوات القادمة حتى تكون هناك فترة انتقالية لتدريب الأجيال الشابة على كتابة المقالات وتوعيتها بسياسة الدولة وقضايا الشأن العام".


ونوه إلى أنه يمكن استثمار الأصول عن طريق  الاستفادة من المطابع الموجودة فى المؤسسات الصحفية فى العمل التجارى، وخلق شراكات مع بعض رجال الأعمال لزيادة الاستثمارات الإعلانية ودراسة الهياكل التى تدير الأصول الإعلانية والتسويقية للمؤسسات الصحفية، ودراسة دقيقة لتوزيع العمولات من الإعلانات.