هل يجوز أن تمتنع المرأة عن زوجها وتساومه ماديًّا على ذلك؟،وصف الله تعالى الزواج بالميثاق الغليظ، وهذا الوصف لم يصف الله به إلا ميثاق النبيين قال تعالى: «وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا»، وهذا الميثاق الغليظ يحتِّم على الزوجين إن تعسرت العشرة بينهما أن يتحمل كل منهما الآخر وأن تكون المعاملة بينهما بالمعروف.
والزواج القائم على غير رويَّة، والمعلق على مطامع وأهداف وأسباب مؤقتة كقضاء الشهوة لا يستمر ولا ينجح، فكل ما يفكر فيه بعض الناس من أطماع شهوانية ودنيوية هي أطماع زائلة؛ فإن أراد الشخص شيئًا غير الديمومة في الزواج، وإرادة الإعفاف، فالله سبحانه يعلمه وسيرد تفكيره نقمة عليه.
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إنه لايجوز للزوجة الامتناع عن زوجها مساومته ماديًا على ذلكالمالكية رأوا حرمة هذا الأمر، مشددًا على أنالله تعالى أمر المرأة بطاعة زوجها، وجعل حقه عليها عظيمًا، وبيَّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عِظَم هذا الحق في قوله: «لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا» رواه الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وقال: حديث حسن غريب.
واستشهد «جمعة» في إجابته عن سؤال: «هل يجوز أن تمتنع المرأة عن زوجها وتساومه ماديًّاعلى ذلك؟» بقولصلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا لَعَنَتْهَا الْمَلائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ» متفقٌ عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وأكد أنعقد الزواج هو عقد على البُضع من جانب الزوجة في مقابل النفقة من جانب الزوج، فما دام الزوج قائمًا بالحقوق المادية من ملبسٍ ومطعمٍ ومسكنٍ فعلى المرأة واجبُ تسليم النفس، ولا يجوز لها المساومة في مقابل واجب.
وأفاد بأن ما تفعله هذه المرأة من امتناعها عن زوجها ومساومته ماديًّا على ذلك حرامٌ شرعًا، وهي متعرضةٌ بذلك لغضب الله تعالى، ويجب عليها شرعًا أن تقلع عن ذلك.
حكم امتناع المرأة عن فراش زوجها