الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فيروز نبيل تكتب: الحب فى زمن المهرجانات

صدى البلد

سنحتفل خلال ساعات قليلة بعيد الحب هذه الظاهرة المستحدثة من عدة سنوات قليلة حيث أصبح عيد الحب مثله مثل الأعياد القومية ينتظرها الجميع من العام للعام فالكل يفكر بنوع الهدية التي سوف يهديها لحبيبته وهى غالبا تنحصر بين الورود والدباديب الحمراء وأيضا الكل يبحث عن مكان مناسب للسهر والاحتفال بهذه المناسبة مع الحبيب وتتزين جميع الكافيهات والمطاعم باللون الأحمر وغالبا ترتدي النساء فساتين باللون الأحمر وتوحي كل المظاهر فى هذا اليوم بالحب والرومانسية ولكنها للأسف مظاهر فقط وأكبر مثال على ذلك هو ارتفاع نسب الطلاق بشكل مرعب وعدد القضايا الكبير بمحاكم الأسرة عكس الماضي تماما فعند سماع كلمة طلاق بالماضي كانت تحدث صدمة للجميع وتعتبرها بعض العائلات كارثة كبرى وبمقارنة بسيطة جدا بين ما يحدث الآن وبين الماضي نجد أنه بالماضي كان يوجد حب حقيقي دون الاحتفال بعيد له فى يوم محدد بالسنة لأنه باختصار كان الحب موجود فعلا طوال أيام السنة ولا يحتاج لتحديد يوم ليتذكره المحبين كان الحب يتجسد بكل معانيه فى أغاني السيدة أم كلثوم والمبدع عبد الحليم حافظ وفايزة أحمد ونجاة والجميلة ورده مع الحان بليغ حمدي وغيرهم من نجوم الزمن الجميل, فكل شيئ فى هذا الزمان كان يتم فعله بمنتهى الصدق والحب لذلك كانت تصل هذه الأغاني ومعانيها لقلوب الناس سريعا و لأنهم أيضا كانوا يُدركون جيدا معنى الحب الحقيقي. أما الأن للأسف أصبحنا نسمع أغاني المهرجانات فى كل المناسبات للتعبير عن حالة الحب بين الشباب وخصوصا فى احتفالاتنا بعيد الحب وأصبح حمو بيكا وحسن شاكوش وغيرهم هم نجوم هذا الزمن وأنا فى الحقيقة لست ضد أغاني المهرجانات بشكل مطلق و لا ضد هؤلاء بشكل مطلق لكن ضد تداول هذه الأغاني لألفاظ بذيئة تؤدي لإنهيار الذوق العام وتَضُر الشباب أنا ضد الفوضى بشكل عام ضد أن يصبح البلطجي نجم سينما وفنان وأن يصبح ما لا مهنة له مطرب أو نجم سوشيال ميديا يقلده الشباب ويعتبرونه قدوة لهم فَمن الممكن أن نتقبل نوع جديد من الفن أو المزيكا يتماشي مع الإيقاع السريع لهذا الزمن لكن من غير المقبول أن نسمع أغاني يُذكر فيها أنواع من المخدرات والخمور بمنتهى البساطة وتصبح هذه النوعية من الأغاني هي ما تمثل الهوية الفنية المصرية بعد ما كانت مصر هى مقر ومنبع للفن الراقي الأصيل ونجوم الطرب الأصيل.
وإذا ما عدنا لمضمون مقالي اليوم وهو الحب فى زمن المهرجانات تجد مجموعة من الأسئلة المهمة تتبادر إلى ذهني مثل:
هل الحب تأثر بهذه النوعية من الأغاني أم هذه الأغاني هى انعكاس لحالة انهيار مضمون الحب وسطحيته حاليا؟
هل الشباب يفضل هذه النوعية من الأغاني أم أنه لا يجد من يصنع له أغاني تلائم أفكاره وإيقاع الحب السريع الذي يعيشه حاليا ولكن بكلمات راقية ومزيكا تناسب إيقاع الزمن الذي يعيشه ؟
لماذا لا يتم تفعيل دور وزارة الثقافة ودار الأوبرا المصرية لعمل حفلات شبابية تجذب شريحة كبيرة من الشباب لسماعها وتحتفل بعيد الحب ولكن بنوعية أغاني جيدة تصنع توازن بين الكلمة الجيدة والإيقاع السريع؟ 
فمن الممكن الوصول الى أصوات الشباب الموهوبين والفرق الشبابية الجيدة التي تبحث عن فرصة كى تُظهر مواهبها من خلال عمل مسابقة فنية سنوية مثلا تتولاها وزارة الثقافة المصرية للمواهب المختلفة فى الغناء والتمثيل والشعر والرقص وتتبنى الفائزين فيها فنيا وتنتج لهم عروض فنية وتقيم لهم حفلات غنائية على مسارحها أو فى ساحات الأوبرا المكشوفة أليس هذا أفضل من أن يبحث الشباب على نوعية الفن الهابط والكلمات المبتذلة 
وفى النهاية أتمنى أن يتم تفعيل قيم الحب الحقيقي فجوهر الحب أهم بكثير من مظاهر الحب المزيفة واعتقد عندما نجد مضمون الحب سوف نجد معه أيضا الفن الراقي.. دمتم فى حالة حب حقيقي.