بدأت أناملها تتحرك نحو "عدة الشغل" تتحسسها وتتحرك معها مشاعر الألفة، ثم بدأت في استخدام الشاكوش والمسامير في تنفيذ بعض الأشكال شبه الهندسية، واستطاعت كسر قاعدة “إزايأشتغل في مجال غير مجالي”، فلم تنظر لشهادتها مثل الآخرين، فقط فكرت كيف تبني مستقبلها، حتى لو كان بناؤه عن طريق مهنة لا يتحملها سوى الرجال.. كل هذا مشهد بسيط من حياة المهندسة آيات عبد المعطي.
تقول المهندسة آياتفي تصريحات لـ"صدىالبلد": "بداية عملي بالنجارةكانت عن طريق الصدفةمنذ ٣ سنوات عندما شاهدت صورةلإحدى صديقاتي وهي تحمل منشارا مصاحبا له أول عمل قامت بتصنيعه ،فكتبت لها تعليقا على الصورةبتشتغلي عليه إزاي ومكنش في بالي حتي أنها هترد عليا وكان مجرد فضول، بعتتلي كل التفاصيل و تواصلت مع "عم أحمد "ومن هنا بدأت المشوار".
واستكملت آيات: "بدأت أتعلمعلى يديه الصنعة، وأعجبت بصنع الأثاث وتقطيع الأخشاب، وبدأت بتقليد وتنفذ ما أراه، وبعدها وقفت على الماكينات واستخدمت المعدات حتى عرفت أصول المهنة وأنواع الخشب وألوانه واستخداماته.
وأشارت إلى أن الأمر لم يكن يشغلها ولم تفكر فيه، ولكنها عندما بدأت بتجربة المعدات بنفسها أحبت المهنة ولم تجد أي صعوبة في تعلمها وإتقانها.
وذكرت أنها استعانت بفيديوهات تعليمية على الإنترنت وأيضا ساعدها في تسويق منتجاتها عن طريقة صفحة خاصة بعرض منتجاتها، مضيفة أنها واجهت الكثير من السخرية في بداية عملها"انتي بنت ازاي تشتغلي نجارومش هتكملي"، ولكنها لم تلتفت لذلك أو تعيره اهتماما بل أصبح حافز لها لتثبتلهم أن ليس هناك فرق بين رجل وامرأة.
"مهنة النجارة لا تتعارض مع أنوثة البنت"، وضحت آيات بهذه العبارة عدم اتفاقها مع من يعارضون عمل الفتاة بالنجارة، وقالت لو مفهومنا عن الأنوثة هو عدم عمل الفتاة بالمهن الصعبة وانحصارها على مهن معينة فقط، أعتقد أننا بحاجة إلى النظر في مفهوم الأنوثة من جديد.
وتختتم: "حلمي إن الورشة تكبر وأنا أتعلم أكتر وأدخل معارض ومسابقات بأعمالي".