الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان وشاكوش ودبوس.. وعصر اليوتيوب


ظواهر غنائية جديدة ظهرت علي سطح المجتمع الغنائي اسمها أغاني المهرجانات وأبطالها رمضان وشاكوش ودبوس، وغيرهم جذبت اغانيهم الجماهير لدرجة أنها وصلت إلى مئات الملايين كما سمعت عن أغنية بنت الجيران مثلا فجأة انتفضت نقابة المهن الموسيقية قرر المطرب الكبير هاني شاكر، منع مُطربي المهرجانات من الغناء، وأقفل الباب "نهائياً" أمامهم، وأكد على عدم منحهم التراخيص لإقامة حفلات موسيقية، وحذر في بيان تداولته وسائل الإعلام، المنشآت السياحية من التعامل معهم، كما دعا شاكر الدولة المصرية للتحكم فيما يذاع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وشبكة الإنترنت عموما!

ولكني اقول أننا مهما حاولنا منعه لن نستطيع أن نمنعه من الوصول إلى جماهيره عبر كل الوسائل التى صارت عصية على الحصر وخارج نطاق السيطرة!

ولا ننسى أننا فى عصر اليوتيوب، وما كان يصلح للتقويم فى عصر الإعلام الجماهيرى التقليدى مثل الإذاعة والتليفزيون والصحافة والفضائيات لم يعد يصلح فى عصر الإعلام والنشر الألكترونى حيث لم يعد مصير صاحب الرسالة سواء كان شاعرا أو مطربا أو ممثلا أو أى بهلوان يتوقف على بضعة آلاف أو بضعة ملايين من القراء أو الأسر فى البيوت أو المشاهدين فى دور العرض أو الحفلات والمهرجانات لكنه ومتابعيه صاروا خارج نطاق السيطرة والحصر عبر حدود الجغرافيا وحواجز الثقافات هناك فى الفضاء البواسع الذى تعيش فيه المدونات واليوتيوب. والسوشيال ميديا!

والجماهير الجديدة لا توفر له الدعم المعنوى فقط أو التشجيع والتأييد الفورى المطلوب لتطوير المستوى وتحسين الأداء لكن هذه الجماهير توفر للمبدع الدعم المادى المطلوب لتطوير التقنيات فى الصوت والصورة والمتعة وبعض هذا الدعم إن لم يكن جميعه مدفوع مقدما وعن حب ورضا من "الفانز"..بل أن الدفع يكون شرطا لفتح القناة أو الاشتراك فى خدمة التوصيل للمنازل والموبايل والعقول والأدمغة!

أرجوكم قبل أن نشكو من أن الذوق العام تأثر كثيرا بعد انتشار أغانى المهرجانات وتبرير المنع وفرض الرقابة وتحصيل الغرامات بحجة أن المجتمع المصرى أمام كارثة كبرى، أرجوكم الانتباه إلى أن الكارثة الكبرى ليست فى هؤلاء خاصة إذا كانوا إفراز طبيعى للمجتمع لكن الكارثة الكبرى أننا تركنا لهم الساحة دون دراسة واستسهلنا العزل وهو أيسر الحلول!

وهنا أتساءل:

أين الباحثون والإخصائيون فى علوم الاجتماع؟

هل درسنا لماذا تغير ذوق الشريحة الكبرى من الناس؟

هل جرى مسح شامل لحركاتهم وكلماتهم ورقصاتهم والمضامين التى تروج لها؟

هل جربنا أن نساعدهم ونرشدهم ونرشد الكلمات التى يستخدمونها؟

هل درسنا القاعدة العريضة من الفانز الجدد وسلوكياتهم وثقافتهم وطبقاتهم ولماذا يلهثون وراء الفن الجدبد ؟

مهما حاولنا منع هذه الأغاني فهي ستتهرب وتنتشر بين الناس فالممنوع مرغوب دائما.

ولكن علينا أن نعرف هل هذا النوع من الأغاني أصبح طفرة أو نوع جديد في عالم الغناء ماذا يعجب الناس فيها كيف يمكننا تنقيحها من الألفاظ السيئة.

المنع لي هو الحل ولكن الدراسة ومحاولة فهم ما يحدث وتطوير هذه الأغاني هو الحل.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط