الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مهمتكم ستكون صعبة.. صحيفة إيطالية: هكذا حقق مبارك نبوءة الملك فاروق

الرئيسان الراحلان
الرئيسان الراحلان مبارك والسادات

"إصلاحي حتى وإن افتقر للكاريزما"، هكذا وصفت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، الذي وافته المنية أمس عن عمر 91 عامًا.

ورأت الصحيفة أن مبارك أعد نفسه جيدًا، وبصمت ودأب، لحمل مسئولية الدولة بينما كان يتولى منصب نائب الرئيس الراحل محمد أنور السادات، واعيًا الدرس، أو لعلها النبوءة، التي كانت آخر ما قاله الملك فاروق للضباط الأحرار قبل مغادرته مصر للمرة الأخيرة، حين قال "مهمتكم ستكون صعبة للغاية.. إن حكم مصر يكاد يكون مستحيلًا".



وأضافت الصحيفة أنه بخلاف الرئيس التونسي الأسبق الراحل زين العابدين بن علي، الذي انتهت حياته في المنفى، والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، الذي قُتل في خضم صراع أهلي أعقب الثورة الليبية، اختار مبارك البقاء في مصر والخضوع للمحاكمة.

وتابعت الصحيفة أن حرب السادس من أكتوبر 1973 صنعت من مبارك بطلًا، بفضل قيادته للقوات الجوية قبل الحرب وأثنائها، الأمر الذي ساهم في اختيار السادات له كنائب للرئيس بعد الحرب بعامين.

وبعد توليه رئاسة البلاد إثر اغتيال السادات، حفظ التاريخ لمبارك مشهدًا مؤثرًا، عندما خطب في مجلس الشعب قائلًا "لم أتصور يومًا أن أقف هنا، لكن قرار الشعب هو بمثابة أمر بالنسبة لي"، ليكفكف دموعه بعدها بمنديله، في مشهد ندر أن يراه المصريون، فتقريبًا كانت تلك المرة الوحيدة التي رأوا مبارك يبكي فيها.

وأضافت الصحيفة أن مبارك تمتع بعلاقات جيدة مع العالم الخارجي، فأقام علاقات صداقة وثيقة مع الزعماء العرب، ونجح في ترميم علاقات مصر العربية، وفي عهده عاد مقر جامعة الدول العربية إلى مكانه القديم في القاهرة، وإثر مشاركة مصر عسكريًا في حرب تحرير الكويت تخلصت من نصف ديونها الخارجية.

أما بالنسبة لنبوءة الملك فاروق، فقد أثبت التاريخ صحتها، فلم يكن حكم مصر سهلًا بالفعل، وانتهى عهد مبارك بأزمات فجرت ثورة الخامس والعشرين من يناير، ليقضي مبارك العقد التالي متواريًا عن الأنظار، ثم يرحل تاركًا الكلمة الأخيرة لحكم التاريخ.