الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مواطنون بقرى دمياط يواجهون الأمطار بأسقف من خشب وطوب لبن

مواطنون بقري دمياط
مواطنون بقري دمياط يواجهون الامطار باسقف من خشب

تبدأ معاناة الكثير من الأسر الفقيرة بدمياط كل عام مع دخول فصل الشتاء، وسقوط الأمطار والنوات الشتوية السنوية التى تحول الشوارع إلى برك من المياه والطين، وأغلب الاسر التى تعانى هى التى تتمركز في المناطق العشوائية والقرى الفقيرة والعزب النائية بالمراكز التى تعانى من عدم وجود صرف صحى، إضافة إلى تدنى الحالة المعيشية لتلك الأسر الفقيرة، فأغلب المنازل مصنوعة من القش والألواح الخشب والطوب اللبن.

وتلك المنازل تتساقط فور سقوط الأمطار لأنها كما يطلق عليها سكانها "أسقف بسدود من الخشب"، فبمجرد وجود نوة موسمية بفصل الشتاء كالنوة التي تعرضت لها البلاد اليوم، الخميس، والمفترض أن تستمر إلى يوم السبت المقبل، والتى كشفت عن مدى تدنى الإمكانيات والإجراءات الاحترازية التى من المفترض أن تكون المحافظة اتخذتها لمواجهة الإعصار المتوقع حدوثه خلال تلك الفترة، حيث غرقت أغلب القرى بسبب مياه الأمطار وعدم وجود بنية تحتية للطرق بدمياط.

الأمر لا يقف عند غرق الشوارع، بل كشفت النوة عن تساقط وانهيار تلك الأسقف على الفور، وتعرض أرواح سكان تلك المنازل للخطر ولا يجدون مأوى لهم ويفترشون العراء والشوارع.

موجة الأمطار الرعدية وسوء الأحوال الجوية كشفت عن تدنى الحالة الاقتصادية لأغلب الأسر بالمحافظة، فهناك أسر معدمة تعيش بالقرى والعزب ولا يصل إليهم أى خدمات تذكر ولا أى إعانات من قبل الجمعيات الخيرية أو مديرية التضامن الاجتماعى، وأغلب تلك الأسر تفترش الشوارع رغم البرودة القارسة نظرا لانهيار أسقف منازلهم ودخول مياه الأمطار لها وغرقها.

وتنتشر المناطق العشوائية على أطراف المدن الرئيسية بدمياط ووسطها حتى وصل عددها إلى 79 منطقة.

ومن أكثر المناطق العشوائية والقري التى تأثرت بشكل مباشر بهطول الأمطار بدمياط؛ السيالة، وغيط النصاري، وشط جريبة، وعزبة الأحمدي، وعزبة اللحم، وكوم الفئران، وشط الملح ومنطقة الجبانة، والعتر، وجمال عبد الرازق، وجزيرة العلايلى، ومناطق المثلث، والشعراء وأرض العزبى، وبعض قرى كفر سعد والزرقا.

وقوبلت جولة الدكتورة منال عوض، محافظ دمياط، سيرا على الأقدام بمنطقة كورنيش النيل بمدينة دمياط، لمتابعة عمليات شفط وسحب مياه الأمطار بالشوارع، بسيل من الانتقادات عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك:، حيث علق الكثيرون من أهالي دمياط بأن المحافظة بها الكثير من المناطق التى تعانى من تراكم مياه الأمطار بالشوارع وانسداد البالوعات، وتعانى على مدار اليوم من عدم وجود سيارات لشفط مياه الأمطار، على عكس منطقة كورنيش النيل والشوارع الرئيسية التى يتم رفع مياه الأمطار بها بشكل دائم.

تقول أمانى مصطفى، من سكان شط جريبة، إن مأساتها هى وأبناؤها تبدأ مع قدوم فصل الشتاء، فمنزلها مكون من طابق واحد أرضي، وقامت بعمل ما يطلق عليه "عرشية"، أى أنه مصنوع من ألواح الخشب والسدود، وبمجرد سقوط الأمطار يغرق المنزل ويتحول إلى بركة من المياه، فهو غير مبنى من الطوب والحالة الاقتصادية والمادية لا تسمح ببناء المنزل من الطوب والخرسان.

وأضافت أن الجمعيات الخيرية التى تأتى للقرية دورها مقتصر على تقديم المعونة متمثلة في توزيع البطاطين فقط، في حين أن أغلب سكان منازل القرية في حاجة إلى بناء أسقف لمنازلهم لحمايتهم من مياه الأمطار والنوات.

وقال أحمد عاطف، أحد سكان أم الرضا بكفر سعد، إن المنازل بالقرية أغلبها مبنى من الخشب والطوب اللبن، والذى بمجرد أن تتعرض البلاد لنوة شتوية تنهار أسقفها وتبدأ المعاناة في تشردهم بالشارع، ولجأوا كثيرا إلى مديرية التضامن الاجتماعى ولكن دورها اقتصر على توزيع البطاطين وبعض المواد الغذائية، فى حين أن الأهالى بحاجة إلى النظر اليهم بعين الاعتبار وبناء أسقف للمنازل التى ما زالت لا تعلم شيئا عن الخرسانة.

 وأكد أن جميع المنازل وقت سقوط الأمطار تغرق في "شبر ميه"، وهناك بعض الشباب من أهالى مركز كفر سعد قاموا بجمع تبرعات لبناء أسقف لبعض المنازل وليس جميعها، فكان من باب أولى أن تقوم الأجهزة التنفيذية في الدولة بهذا الدور.

وقالت عواطف شوقي، ربة منزل، إن أغلب سكان القرى "ناس على قد الحال، عايشين اليوم بيومه"، لا يملكون أن يكون بالبناء الخرسانى لبيوتهم وهم يحتاجون وحدات سكنية تصلح للمعيشة بدلا من العشش التى يسكنون بها، وبمجرد دخول فصل الشتاء تتحول تلك البيوت إلى بركة من الماء والطين نتيجة لتساقط الأمطار.

 وأضافت أن سكان العشوائيات هم الدرجة البسيطة بل الفقيرة جدا، فلا يملكون من حطام الدنيا سوى منازل متهالكة وأبسط الإمكانيات بها، فأغلب المنازل ليس بها صرف صحى ولا يوجد به فرش ولا بطاطين للغطاء بفصل الشتاء، فهم يواجهون الأمطار بأسقف من خشب وصاج.

وطالبت المسئولين بالنظر بعين الشفقة إلى فقراء القرى بدمياط ليعيشوا بشكل آدمى.