الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. إنجي فايد تكتب: نساء في الظل

صدى البلد

تعيش المرأة في وقتنا الحالي عصرها الذهبي، ويشاركن بست وزيرات في الحكومة، ورؤساء هيئات، وتقلدن مناصب دولية و أخريات حققن نجاحا علي المستوي العملي المدني و الاجتماعي، وكاتبات وصحفيات وعضوات برلمان وسيدات أعمال. ويعد هذا الشهر هو شهر المرأة، ففي الثامن منه نحتفل بيوم المرأة العالمي ،  وعيد الأم ٢١.  


وكعادة التاريخ تشتهى بعضهن و تظل  اخريات في الظل بالرغم من دورهن الكبير الذي يمارسنه علي مدار التاريخ الإنساني. وهنا يأتي دورنا  لإنصاف بعضهن، فنجد أن الملكتين ” نفرتيتي وحتشبسوت" نالتا أكبر شهرة عند الأطفال والكبار، ولكن الي جانب هذا توجد سيدات وجب تسليط الضوء عليهن.  وأول هذا الخيط هي الملكة"حتب حرس" زوجة الملك سنفرو صاحب الأربع أهرامات وأم الملك خوفو. ووجد اسمها علي آثار عديدة ترجع لعصر سنفرو مما يدل علي أهميتها في ذلك الوقت، فهي صاحبة أول أثاث جنزي  مكتمل لملكة محفوظ في المتحف المصري..ومع كل هذا هي صاحبة اللغز الذي لا يزال يحير علماء الآثار، حيث عثروا علي الأثاث الجنائزي في بئر بمقبرة في الجيزة ولكن ليس بمقبرتها الأصلية ..ولم يعرف حتي الآن السبب وراء انتقال هذا الأثاث بعيدا عن مقبرتها وأين مومياؤها؟.


وهل سمعتم عن الملكة " نيت إقرط"؟ أول سيدة حكمت مصر في نهايات الدولة القديمة،  وكما ورد عند مانيتون هي آخر ملوك الأسرة السادسة،  ويأتي ترتيبها بعد الملك "مرنرع الثاني”   التي كانت زوجته وكانت ملكة للوجهين القبلي والبحري، ولا نعرف بالتحديد عدد سنوات الحكم ولكنها قليلة، إلا انها كانت شخصية قوية حيث ظهر اسمها بين الملوك في بردية تورين وأطلق عليها هيرودوت اسم "نيتوقريس".

 
"تتي شيري" أم سقنن رع وجدة :كاموسا وأحمس..الملكة من الدولة الوسطي دعمت ابنها الوحيد في نضاله في حرب التحرير ضد الهكسوس، ورأته يستشهد أمام أعينها متأثرا بجراحه وصارت مكلومة وتابعت دورها في حياة أحفادها ووقفت الي جوارهم يدا بيد مع الملكة إياح حتب التي شهدت: كاموسا حفيد الأولي وابن الثانية بعد استشهاده في كفاحه ضد الهكسوس، ووقفا مع أحمس وأقنعا رجال الدولة بخوض آخر معارك حرب التحرير وحققوا النصر .

 
ومن ضمن سيدات الظل الملكة "تي" زوجة الملك امنحتب الثالث عرف وعصره بـ"العصر الذهبي والرخاء، والإزدهار".. وأصدر الجعارين التذكارية حاملة اسمها احتفالا بالزواج منها، أولي الملكات التي وجدت لها تماثيل بحجم الملك، ولها تمثال  ولزوجها في المتحف المصري، أمر ببناء قصر جميل كبير لها في البر الغربي عرف باسم" قصر الملقطة" مازالت البعثة الأمريكية تعمل هناك، كما أمر زوجها الملك بصناعة مركب مذهب لتبحر به في البحيرة المقدسة بالقصر. ولم تكن الملكة "تي" المحببة لزوجها فحسب بل كانت قوية الشكيمة وسيدة مؤثرة، حيث ورد اسمها في رسائل تل العمارنة  عندما أرسل  ملوك الشام وسوريا خطابات يطلبوا منها أن تقنع أخناتون بعدم التمادي في دعوته.

 
ويذكر بعض العلماء  أن الملكة "تي" قامت بحبس الملكة "نفرتيتي" في القصر الشمالي بتل العمارنة بعد وفاة أخناتون لأنها كانت من أنصاره ومؤيديه، وهو ما يفسر لنا سبب اختفاء اسم "نفرتيتي" ..وقد عاصرت " تي" فترة حكم توت عنخ آمون، حيث عثروا علي خصلة من شعرها في مقبرته وعند تحليلها ومقارنتها بشعر موميائها تأكد العلماء أنها لها وعرفت مومياؤها باسم "Elder lady” .

 
ولم تختلف الملكة "توسيرت"  عما سبق الإشارة لهن، وهي مثل الملكة ""نيت إقرط"، لم يكتب عنها الكثير.، ولكن ما عرف عنها إنها الزوجة الرسمية لسيتي الثاني الذي حكم ١٠ سنوات وبعد وفاته ورث ابنه الصغير" رمسيس سبتاح" الحكم، وكان من زوجة غير رسمية. ولكن الملكة "توسيرت" كانت الوصي عليه والحاكم خلال فترة الحكم بعدما توفي الملك الصغير في السنة الثالثة من حكمه، فتولت"توسيرت" زمام البلاد  لمدة سنتين قامت خلالها بارسال بعثات الي سيناء لجلب النحاس ، أنشأت معبدا جنائزيا لها في طيبة، وعثر علي مقبرتها في وادي الملوك االتي لم يكتمل زخرفتها حيث اغتصبها "سيت إن أخت" مؤسس الأسرة ٢٠. ولا يعرف بعد سبب موتها إذ
يحيط به الغموض.

وللحديث بقية