الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لفيروس كورونا.. وجه آخر


رغم الفزع والرعب الذي يعيشه العالم كله بسبب فيروس كورونا إلا أن لهذا الوباء وجها آخر.. وأرجو ألا يعتبر كلامي هذا تهوينا للكارثة التي يعيشها العالم ولكنها النظر إلى مأساة الكورونا نظرة أخري.. فقد جمع شمل الأسرة مرة أخرى وأعاد إليها المعني الذي افتقدناه كثيرا جريا وراء لقمة العيش فانشغل رب الأسرة كما انشغلت الأم كل في عمله وإذا اجتمعا ارتفعت أصواتهما بالأوامر لأطفالهما حتى يستذكروا دروسهم، فالعالم كان يعيش سباقا ماديا رهيبا ولا بقاء فيه لمن يتوقف لالتقاط أنفاسه، وكما تجمعت الأسرة اجتمعت مصر كلها على قلب رجل واحد، بل العالم كله فى مواجهة عدو لا يفرق بين الأسود والأبيض، وبين الغنى والفقير، وبين الآسيوى والأوروبى والأمريكى والأفريقى، كل بنى البشر فى الهم سواء نفس الأعراض.. رشح والتهابات وتشنجات وآلام حادة بالجهاز التنفسى.


مصر قدمت نموذجا حيا للدول التي قرأت حقيقة الحرب التى تواجه المجتمع الإنسانى كله، وهو ما يستحق أن نوجه الشكر للرئيس السيسي الذي وجه الحكومة مبكرا فاستبقت الحرب ونجحت فى نقل الصورة الحقيقية عن المرض إلى المجتمع بمختلف الوسائل من أجهزة إعلام رسمية وموثوقة إلى مواقع التواصل الاجتماعى هكذا بدأت الإدارة المصرية لأزمة فيروس كورونا.. 


وقبل ذلك قدمت الحدث بوجهه الحقيقي ووثقت معلوماتها ببيانات منظمة الصحة العالمية، ونجحت بإجراءات متدرجة فى منع الاختلاط والتجمعات وفرض العلاج الناجع الأول على الجميع وهو العزل، وفى خط الدفاع الأول وزارة الصحة المصرية بكل أبطالها بدءا من عمال الخدمات وأطقم التمريض إلى الأطباء والعلماء والخبراء فى الأوبئة والأمراض الفيروسية، ولخصت وزيرة الصحة هالة زايد الموقف فى اعترافها بأننا جهزنا  "36 مستشفى بكافة الأجهزة والاستعدادات لمواجهة المرض فى كل أنحاء الجمهورية لم نستخدم منهم حتى الآن إلا 6 مستشفيات فقط، وهو تصريح يحمل الكثير من الثقة ويحمل أيضا الكثير من المؤشرات على حجم الخطر!".


وقدمت هذه الحرب معيارا آخر للتقدم والتخلف فى سياسات الحكومات ليس لأسباب اقتصادية وحجم معالجتها لقضايا المجتمع وقفزاتها فى مؤشر التنمية ولكن لقدرتها على  تقليل حجم الكارثة، واستنفار قوى المجتمع بمبادرات جماعية للمعاونة من أجل النجاة، هكذا كانت الحكومة المصرية، وكان نجاحها سببا فى تقليص حجم الإصابات وتقليل الخسائر التى تبشر بالخير فى بداية الأسبوع الثانى سواء بالتزام المواطنين بقرارات منع الاختلاط وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الفردية الضيقة لموجهة ذروة الهجوم من الفيروس المدمر!.

 

وعلى المستوى العالمى..  فإن خبراء البيئة والمناخ يعيشون الآن أزهى عصورهم بعد سنوات وسنوات من الجدل والمناورة بين القوى العظمى شرقا وغربا لدعم جهود البيئة ووقف اتساع ما يسمى بطبقة الأوزون، فقد أدى الركود والتوقف والشلل التى أصابت المصانع وترسانات السلاح العالمية، إلى حدوث تحسن في درجة نقاء الهواء فوق الصين وأوروبا وأمريكا بسبب توقف الانبعاثات الحرارية ، وقد شاهدت الخرائط والصور التى نشرها المعهد الملكي الهولندي عن نقاء الجو لقلة انبعاثات ثاني أوكسيد النيتروجين، فوق يوهان الصينية وفوق إيطاليا وبرلين وباريس ولندن ونيويورك وفلوريدا، وهى نفس الأماكن التى شهدت كثافة انتشار فيروس كورونا، ولكن العبرة ليست لحالة نقاء الجو فى يوم أو عدة أيام بل العبرة فى الاستمرار وتحويل هذا النقاء لسياسات لفترات طويلة!


وعلى مستوى التوترات.. على مناطق النفوذ فى العالم آمل وأدعو الله أن يستجيب المتصارعون  إلى دعوة أمين عام الأمم المتحدة بإعلان وقف إطلاق النار، لتوحيد جهود مواجهة وباء كوفيد-19، وآمل أن يتم دعم هذا الاعلان بقرارات لمجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للوقف الفورى للنزاعات فى اليمن وسوريا وليبيا!


ومسك الختام.. عن جهاز المناعة المصرى أتحدث بفخر عن جيشها وأبطاله سواء فى الخدمة الطبية والاستعداد لاستقبال حالات العزل إلى دوره فى القضاء على الأزمات والاختناقات فى السلع والخدمات للحفاظ على توفير الحاجات الأساسية للمواطنين، وتوفير المستلزمات الطبية للمواطنين للوقاية من المرض مثل الكمامات والماسكات والجوانتيات ومحاليل التعقيم والتنظيف، إلى جانب دوره الأساسي فى الحرب على جماعات الإرهاب الشرسة الجاهزة للانقضاض وتعكير استقرار وأمن الوطن وقت الأزمات.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط