الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ابعد عن أحبابك اليوم حتى تراهم غدًا


أخبار صادمة تلقيناها خلال اليومين الماضيين جعلتني أشعر أنني لابد أن أبعد عن كل من أحبهم حتي يأتي يوم أستطيع أن أراهم مرة أخرى.. 

لا أريد أن أثير الذعر ولكنني أريد أن أشارك في حملة التحذير فكل الأخبار التي صدمتني كان لابد أن نستجيب فيها إلي تعليمات منظمة الصحة العالمية بالعزلة والابتعاد عن الجميع في حجر منزلي.. الخبر الأول كان ما أذاعته قناة CNN الأمريكية بأن الفيروس التاجي كورونا يمكن أن ينتشر عن طريق الكلام والتنفس.. وتظهر الأبحاث فى الصين أن الفيروس يمكن أن يتعلق في الهواء حتى بعد أن يزيل عاملو الرعاية الصحية معدات الحماية أو يتحرك الموظفون للتنظيف، فإن الفيروس يبقى في الهواء أو يظل علي الأسطح والأرضيات ليصيب شخصًا آخر يسير بنفس المكان فى وقت لاحق!

معني هذا أن مقولة ينتقل بالتلامس لم تعد حقيقية بل إنه يعلق بالهواء والتكييف وقد يكون هذا مبررًا لزيادة الأعداد المهولة على مستوى العالم كله رغم الالتزام بالتعليمات.

الخبر الثاني الصادم أيضًا هو انتقال المرض إلى 15 من الفريق الطبي بمعهد الأورام رغم التزام الجميع بالإرشادات والتعليمات الجادة، ومن يدري كم مريضٌ قد أصيب أيضًا ومن المعروف أن مرضي الأورام مناعتهم ضعيفة وتنتقل لهم العدوى بسهولة.

الخبر الثالث أن هناك أسواقًا شعبية في القرى مازالت تقام وبها زحام شديد وهناك جلسات عائلية يتجمع فيها الأهل والأصدقاء وتلتقي العائلات على الغذاء أو العشاء.. البعض مازال لايأخذ الموضوع بالجدية الواجبة.

وأضم صوتي لصوت أستاذنا الكبير صبري غنيم لعمل حملات إعلامية لتكريم جيشنا الأبيض من الأطباء وهيئة التمريض والقائمين علي العلاج في المستشفيات والمراكز البحثية  الذين يُجازفون بحياتهم وحياة أسرهم والمخالطين لهم لحمايتنا وعلاج مرضى الفيروس اللعين.. وهي مرحلة عصيبة ولكن انتشار المرض يجعلنا نضيء النور الأحمر للتحذير وهو ما يقوم به الإعلام، يوعي ويحذر ولكن يمكنه أيضًا مع حملة التوعية أن تكون هناك حملة لتوضيح الآثار النفسية للبقاء في البيت وكيفية مواجهة هذه العزلة سواء بالتفاؤل أو بالأمل يتعاون خلالها الإعلام مع أطباء علم النفس، فالمكوث في المنزل هو الحل الوحيد والعلاج الناجح حتى الآن لتفادي الإصابة.. وأشكر الكاتب الكبير علي الكلمات الرائعة التي قالها في حقي، له مني كل الشكر والتقدير والامتنان..

نحن فى مواجهة عدو لا يرحم وباء خطير يجتاح العالم كله وتواجهه مصر قيادة وحكومة بمنتهي الحرفية والمهنية.. الرئيس عبد الفتاح السيسي يتابع لحظة بلحظة ويتخذ الإجراءات السريعة لحماية الشعب بكل ما تتطلبه هذه الإجراءات الصعبة من قوة وشجاعة باقتدار، لكن بقى أن يستوعب المصريين أننا أمام أسبوع عصيب فى المواجهة نكون أو لا نكون، إما أن نكون أمة شعرت بالمسئولية واستجابت للاشتراطات الطبية والتزم كل مواطن ومواطنة باشتراطات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة بضرورة التباعد وعدم السماح بانتقال العدوى من شخص إلى آخر حتى لا تزداد الإصابات بهذا الشكل الجنونى الذي نراه ونشاهد آثاره المدمرة لحياة البشر فى أكثر الدول تقدمًا وأقواها من حيث الإمكانيات والأنظمة الصحية، ولابد أن يناشد الجميع خليك بالبيت!

والمتابع لمنحنى الإصابات والوفيات المجنون والمتسارع فى الولايات المتحدة الأمريكية وأسبانيا وانجلترا وألمانيا وإيطاليا وكل الدول الأوروبية بعد الصين وإيران وكوريا الجنوبية يكتشف أن أنجح مواجهة للفيروس حتى الآن وأقوى جهاز مناعى يوقف زحف الفيروس هو التباعد وعدم السماح بانتقال العدوى!

لابد أن نأتي علي أنفسنا ونبعد عن أحبابنا اليوم لنستطيع أن نراهم مرة أخري.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط