قال الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم؛ إمام وخطيب المسجد الحرام، إن شهر رمضان المبارك وفد إلينا كعادته في إبانه لم يتخلف، وموضع زمانه لم يتوان، لقد أتاكم الضيف على صورته، غير أن حال مستقبليه غير حالهم من قبل.
اقرأ أيضًا..دعاء للميت في رمضان 2020 مكتوب في أول جمعة .. يجعل الله يرحمه رحمة تكفي أهل السماء والأرض
وأوضح «الشريم» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن رمضان وفد إليهم في ثنايا جائحة جاثمة، كدرت صفوهم، وأذكت فرقهم، وأقلت فوقهم غياية حزن وقلق، أخذت بأفئدتهم كل مأخذ حتى أضحوا كأن على رؤوسهم الطير، لقد وفد إليهم هذا الشهر المبارك على حال لم يعهدها كبيرهم، ولم يسمع بها صغيرهم، جائحة حالت بينهم وبين ما عهدوه في عباداتهم وأعمالهم واقتصادهم وحلهم وترحالهم.
اقرأ أيضًا..علامات حضور ملك الموت.. 7 أمور إذا رأيتها فاعلم أن روح المحتضر تفارق جسده
وتابع: وأن يخلفهم فيما فقدوه خيرًا، ويجعل ما أصابهم طهورًا لهم ورفعة في درجاتهم، وعظة لهم وذكرى، فيما يستقدمون من دنياهم وما يستأخرون، وما يأخذون منها وما يذرون، مستلهمين حال أمر المؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، ليظفروا إثرها بالبشرى، والصلاة من الله عليهم، وبرحمته وهدايته لهم «وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ».
واستشهد بما قال ابن القيم -رحمه الله-: “إن في القلب شعثًا لا يلمه إلا الإقبال على الله، وعليه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه”.