الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«عبد الحميد» قصة ملازم أول جاء إلى الدنيا بعد 10 سنوات زواجا.. أخفى على عائلته خدمته بسيناء وعاد إليهم شهيدا

الشهيد الملازم أول
الشهيد الملازم أول عبد الحميد

22 عاما كبر فيها وتربى بين والديه اللذين انتظرا ولادته أكثر من 10 سنوات بعد الزواج في جو أسرى يملأه الحب والمودة والألفة.. "عبده" كما أطلق عليه والداه الابن الوحيد الذكر الذي تربى على الأخلاق ليصبح حلمه الالتحاق بالكلية العسكرية، ويصبح أحد أفراد الجيش.

حلم راوده منذ الطفولة حتى حققه عبد الحميد صبح ابن الـ 22 عاما من قرية ديمشلت بمحافظة الدقهلية، والملازم أول بالجيش، فسرعان ما نال الشهادة في سبيل الدفاع عن الوطن واستحق لقب شهيد الواجب.


أصر الابن الوحيد على الالتحاق بالجيش رغم أنه جاء بعد معاناة 10 سنوات ليصبح ابنهم الأكبر مع ابنة أخرى، ويوافقه والده، موجه التربية والتعليم، على تحقيق حلمه، ليصبح ضابطا في الجيش المصرى، ورغم معارضة الجميع.

تخرج "عبده" في الكلية الحربية وخدم في سيناء ليصبح مشروع شهيد، ولكنه أخفى علي والديه ليمنع القلق عنهما، وأخبرهما بأنه يخدم في محافظة الإسماعيلية، وسافر يوم 12 أبريل إلى عمله بسيناء، وكانت تربطه الاتصالات بأسرته يوميا للاطمئنان عليهم.


عريس الجنة.. هكذا زُفَّ عبد الحميد شهيد الواجب إلى مثواه الأخير بدلا من أن يزف إلى خطيبته، حيث كانا يجهزان لفرحهما عقب عيد الفطر، ولكن خطفه الموت والاستشهاد ليزف عريسا للجنة.

علمت خطيبته من الفيس بوك بخبر استشهاد حب عمرها ولم تصدق ما قاله أصدقاؤه لتصاب بصدمة كبيرة من استشهاد خطيبها، حيث كتبت عبر صفحتها على "فيس بوك"، "عبد الحميد ..كنت بتحب الدعاء دا وكنت كل مرة وانت رايح ادعيلك الدعاء دا، "أنت وديعة الله اودعتك عند الله الذى لا تضيع عنده الودائع".

"فقدتُ الصاحب والسند".. هكذا رثي الأب ابنه والذي أكد أنه كان دائما تمنى الشهادة، ونالها، قائلا "هو أصر يبقى ضابط ولما الناس قالوا ليا ده ابنك الوحيد قلتلهم دى رغبته ودايما كان يقولى ادعيلى استشهد يا بابا الشهادة فخر لأي حد بيحب البلد دى استودعتك عند الله يا ابن عمرى".  


وأضاف والد الشهيد "كان مكلمنى قبلها الصبح بيطمن عليا لأنى كنت تعبان وقالى خد بالك من نفسك ونفسى راحت منى، خدوا منى نور عينى اللى بشوف بيها دى حتة منى جبته بعد سنين، عبد الحميد مشفتوش من قبل رمضان ، مكنش ابنى بس دى أخويا وصاحبى وسندى".

وأصيبت والدته بصدمة كبيرة، قائلة "حلم عمرى اللى استنيته ١٠ سنين كنت بحلم بالخلف ولما جه حسيت ان الدنيا ضحكت ليا، عبده كان كل حاجه ليا ودلوقتى مبقاش عندى حاجة يا حبيب قلب امك يا بنى".

وتابعت "ده فرحه كان قرب وببشترى حاجته مع خطيبته قبل ما بسافر مشفتوش من اسبوعين، كان بيكلمنى كل يوم يطمن عليا انا ووالده واخته مين هيسأل ويهتم زيك يا قلبى".