الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موجة غضب في العالم العربي بعد اختيار توكل كرمان ضمن مجلس رقابة فيسبوك.. تفاصيل

توكل كرمان
توكل كرمان

برز اسم اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل، توكل كرمان، كـ «إضافة غريبة» لقائمة أعضاء مجلس الرقابة العشرين الأولى على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، الأمر الذي أثار موجة عارمة من الغضب عربيا وعلامات استفهام كبيرة، بسبب تاريخها المعروف ومواقفها السياسية، وقربها المشهود من تنظيم الإخوان، والمصنّف في عدد من دول الشرق الأوسط كـ «تنظيم إرهابي».


وتضم هيئة الإشراف الجديدة لـ «فيس بوك» أربعة كراسي: رئيسة الوزراء الدانماركية السابقة هيلي ثورونينج شميديت، وأستاذ كلية القانون بجامعة ستانفورد مايكل ماكونيل، وأستاذ بكلية الحقوق بجامعة كولومبيا جمال جرين، وعميد كلية القانون بجامعة لوس أنديس كاتالينا بوتيرو مارينو.


اقرأ أيضا: 


وبصرف النظر عن كارمان، كونها اختيرت مؤخرا من بين الأعضاء الآخرين الناشطة الحقوقية الكينية ماينا كياي، والناشطة الحقوقية الباكستانية نيجات داد، والمحررة السابقة للنشرة الإندونيسية جاكرتا بوست، إندي بايوني.


وذكر موقع Facebook أنه اختار الرؤساء المشاركين الأربعة الذين ساعدوا بدورهم في اختيار بقية الأعضاء الـ 16.


وأعلن فيسبوك أن «مجلس الرقابة عبارة عن هيئة خارجية يمكن لأعضاء مجتمعنا الطعن فيها بشأن بعض قرارات المحتوى الأكثر أهمية».


وأشارت شركة التواصل الاجتماعي إلى أنها تتوقع من الأعضاء «اتخاذ بعض القرارات التي لن نتفق معها دائمًا في Facebook - ولكن هذه هي النقطة: إنهم مستقلون حقًا في ممارستهم للحكم المستقل».


ومن المتوقع أن تؤثر قرارات مجلس الرقابة على "إرشادات الإشراف على المحتوى" على Facebook وInstagram.


وقال برنت هاريس، مدير السياسة العامة في فيسبوك، إن الشركة «ستنفذ قرارات المجلس ما لم ينتهك ذلك القانون». خلال الأشهر القليلة المقبلة، ويتوقع المجلس المشكل أن ينمو إلى حوالي 40 عضوًا.


ويعتقد خبراء أنه من خلال اختيار كرمان للدور المؤثر، فشل فيسبوك في التعرف على الرابط بين الدعوة الأيديولوجية للإخوان المسلمين والنشاط المتطرف.


وصنف عدد من دول المنطقة جماعة الإخوان بأنها منظمة إرهابية، ويجري التحقيق في الروابط الإرهابية للمنظمة في العديد من الدول الغربية، ونشط عدد من قادة القاعدة في البداية مع الإخوان.


وتعرض موقع فيسبوك مرارًا وتكرارًا لانتقادات بسبب فشله في معالجة انتشار الأيديولوجيات المتطرفة على منصته، بعد أن هاجمه منتقدون، بمن فيهم مشرعون أوروبيون، وأعلن فيسبوك العام الماضي عزمه على تحديث سياسته بشأن «مكافحة الكراهية والتطرف».


ولكن من المفارقات أن التوضيحات التي أصدرتها في سبتمبر الماضي بدت وكأنها تخفض الصلة بين الإرهاب والأيديولوجية المتطرفة.


وقال فيسبوك: «نتطلع دائمًا لمعرفة أين يمكننا تحسين وتنقيح نهجنا، وقمنا مؤخرًا بتحديث كيفية تعريف المنظمات الإرهابية بالتشاور مع مكافحة الإرهاب والقانون الإنساني الدولي وحرية التعبير وحقوق الإنسان وخبراء تطبيق القانون».


وأضاف أن «التعريف المحدث لا يزال يركز على سلوك المجموعات، وليس على أيديولوجيتها».


وعندما فازت كرمان بجائزة نوبل للسلام لعام 2011 عن «دورها في احتجاجات الربيع العربي» ، نشر موقع الإخوان على شبكة الإنترنت بيانًا على تويتر يصفها بأنها «عضو في جماعة الإخوان اليمنية»، ما أثار تكهنات وانتقادات واسعة النطاق حول ارتباطها بـ المجموعة.


وعلى الرغم من الخلافات التكتيكية حول التحالفات في حرب اليمن، يعد كرمان شخصية قيادية في حزب الإصلاح اليمني، وهو أحد أعضاء جماعة الإخوان.


ودافعت كرمان مرارًا وتكرارًا عن جماعة الإخوان، واصفة الجماعة بأنها «واحدة من ضحايا الطغيان الرسمي والإرهاب في المنطقة، وهو ما يقدمه ترامب لدعمه ومساعدته».


وزعمت أنها تعتقد أن دور الحركة في المنطقة «سينمو» بالضرورة في المستقبل.


وأثار اختيارها ضمن المجلس الإشرافي للمنصة الاجتماعية الأكثر انتشارا في الدول العربية رد فعل غاضبا لدى العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الأمر الذي يثير الارتباك والسخرية من اختيار إدارة الفيسبوك للناشطة اليمنية المعروفة بنشاطها المتطرف ومواقفها الخلافية أكثر من التزامها بالخدمة العامة.


وفقًا لخبراء، فإن فيسبوك موقع مدفوع بشكل رئيسي هدفه التأثير على السياسيين وصناع القرار في الغرب؛ لتجنب القيود التنظيمية التي يمكن أن تؤثر على إيراداته.


وقال المدير التنفيذي لمشروع مكافحة التطرف، ديفيد إيبسن: «يواصل Facebook دفع الحجج الخادعة لإثارة الارتباك والخوف بين المشرعين في محاولة للحفاظ على الوضع الراهن والحد من مسئولية صناعة التكنولوجيا ومسئوليتها».


وأضاف: «بدلًا من الإملاء للمسئولين الحكوميين حول كيفية الحفاظ على سلامة الجمهور، يجب على مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك بدلًا من ذلك وقف جهود الضغط والتركيز على إبقاء المحتوى المتطرف والإرهابي خارج منصاتهم».


ويضيف اختيار كرمان إلى المجلس الاستشاري على فيسبوك شكوكا حول الميول السياسية لمنصة الإعلام الاجتماعي، ومن غير المرجح أن يعزز مصداقية الشركة في العالم العربي، حسبما يقول الخبراء.


وليس أدل على تطرف توكل كرمان من اعترافاتها السابقة بالتورط في جريمة اغتيال الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح، إذ كشفت وسائل إعلامية يمنية عن قيام جماعة الحوثيين المدعومة من إيران بإخراج عناصر تابعة لتنظيم جماعة الإخوان الارهابية من السجن متورطين في محاولة اغتيال الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح في العام ٢٠١١م بتفجير مسجد دار الرئاسة.


وأفادت تقارير يمنية سابقة بأن اتفاقا رعته قطر وقدمت فيه مبالغ كبيرة جماعة الحوثيين من أجل اخراج عناصر الإخوان المتورطين في تلك الجريمة من السجن تحت مبرر تبادل أسرى بينهم وبين الإخوان.. حسب ما نقلت وكالة «خبر» اليمنية، في تقرير نشرته العام الماضي.


في ذات السياق، اعترفت كرمان القيادية في تنظيم الإخوان بأن المتورطين في استهداف «صالح» هم من شباب ما يسمى ثورة فبراير في اعتراف واضح بوقوف تنظيم الإخوان في جريمة اغتيال صالح وكل قيادات اليمن.