الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تفاصيل خارطة طريق جونسون لرفع الإغلاق.. كيف تتعايش بريطانيا مع فيروس كورونا؟

صدى البلد

أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم، الأحد، خطة حكومته "المشروطة" لإعادة فتح يسمح للناس في إنجلترا بقضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق اعتبارًا من يوم الأربعاء.


وحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، قال "جونسون"، إن الأشخاص الذين لا يستطيعون العمل من المنزل يجب أن يعودوا إلى أماكن عملهم، ولكن عليهم نجنب وسائل المواصلات العامة.


وكشف عن نظام تحذير أو إنذار بشأن تفشي فيروس كورونا "Covid Alert" ذات المستويات الخمسة، والذي سيترتب عليه مدى سرعة تخفيف قيود الإغلاق المفروضة لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد  "كوفيد 19".



وأعرب "جونسون"، عن أمله في أن تكون الخطوة التالية في أقرب وقت ممكن بحلول 1 يونيو، وهي عودة بعض التلاميذ إلى المدارس في إنجلترا.


وقال "جونسون"، إن هذه المرحلة ستشمل أيضًا إعادة فتح المتاجر ، لكنه حذر من أن هذا لن يحدث إلا إذا دعمه العلم، وجاء بناء على استشارة وموافقة خبراء الصحة.


ويمكن أن تشهد الخطوة التالية إعادة فتح بعض شركات الضيافة (المطاعم والكافيهات) والأماكن العامة الأخرى،"إذا كانت الأرقام تدعمها"، ولكن ليس قبل 1 يوليو.

وأوضح أن هذه الخطوات تشكل جزءًا من رسم أولي لخريطة طريق لإعادة فتح المجتمع. وقال:"ليس هذا هو الوقت المناسب لإنهاء الإغلاق هذا الأسبوع، وبدلا من ذلك فإننا نتخذ أولى الخطوات الدقيقة لتعديل إجراءاتنا".

وأكد جونسون أن الغرامات المفروضة على  "الأقلية الصغيرة" التي تنتهك قواعد الإغلاق ستزداد.

وأضاف  جونسون،  الظروف التي سيعاد فيها فتح المدارس والمحلات التجارية وخلال هذه الفترة من الشهرين القادمين، "لن نتحرك فقط على أمل أو ضرورة اقتصادية..سيقودنا العلم والبيانات والصحة العامة، ويجب أن أؤكد مرة أخرى أن كل هذا مشروط ، كل هذا يتوقف على سلسلة من الاحتمالات الكبيرة".

وشرح  أن الرقم 'R' معدل تكاثر الفيروس، سيكون حاسما في تقرير ما إذا كان يمكن تخفيف الإغلاق أكثر. قال الخبراء أن إبقاء R أقل من 1 ، مما يعني أن شخصًا مصابًا بالفيروس ينقله إلى شخص آخر، هو الأولوية.

وقال "إن الأمر يعتمد علينا جميعا، البلد بأسره،  لاتباع النصيحة، ومراقبة التباعد الاجتماعي، وإبقاء ذلك الرقم منخفضًا".

وعن عودة العمال إلى أماكن عملهم، ذكر جونسون مجالي البناء والتصنيع كأمثلة على أنواع الصناعات، حيث سيتم تشجيع عملية إعادة تشغيلها الآن بشكل مباشر.

وأضاف أن أماكن العمل ستتلقى توجيهات حول كيفية أن تصبح الشركات آمنة من تفشي فيروس كورونا.


وتابع أنه بالإضافة إلى قدرتهم على مغادرة المنزل عدة مرات كما يرغبون في ممارسة الرياضة أو أخذ حمام شمسي في الحدائق العامة، سيكون بمقدور الناس في إنجلترا الذهاب إلى وجهات أخرى.


وواصل: قريبا سيتم فرض الحجر الصحي على الأشخاص القادمين إلى بريطانيا عن طريق الجو، وفي بيان مشترك في وقت لاحق ، وافق جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن تدابير الحجر الصحي لن تطبق بين فرنسا والمملكة المتحدة 'في هذه المرحلة'.


وأشار مقال منشور على "بي بي سي"، إلى أن جونسون يحاول فعل "المستحيل"، يريد إعادة الحياة إلى طبيعتها، مع التحكم في مدى انتشار فيروس كورونا ومحاصرته مع قليل من الأمكانيات المتوفرة لفعل ذلك، مع عدم وجود لقاح، تعول الحكومة على قدرتها على احتواء أي تفشي محلي للفيروس، لكن المشكلة هي أنه حتى مع الاختبارات الإضافية التي تم إجراؤها على مدار الشهر الماضي، هناك فجوات كبيرة في قدرة المملكة المتحدة على قمع الفيروس.


في تقارير بريطانية منشورة خلال الأيام القليلة الماضية، قالت وسائل الإعلام إن جونسون يواجه انتقادات واسعة وسط تقارير بأنه يرفع شعارا جديدا في مواجهة كورونا، وهو "البقاء في حالة تأهب"، ماتسبب في موجة من الانتقادات، وسط تحذيرات من أن حصيلة وفيات كورونا في بريطانيا قد تصل إلى 100 ألف حالة بحلول نهاية العام، في حال تخفيف إجراءات الإغلاق بسرعة أكثر من اللازم.


وقالت صحيفة "ديلي ميل" إن الحكومة البريطانية ستضع  الخطط لاستخدام "تأثير الأصدقاء"،  لضمان الامتثال للتعليمات والقواعد الجديدة، حيث سيخبر الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا الأشخاص المحيطين بأنهم ربما يكونوا أصيبوا بالعدوى، وأن أن يعزلوا أنفسهم.


ومع ذلك، فإن التعليمات المحدثة بـ"البقاء في حالة تأهب" و"السيطرة على الفيروس وإنقاذ الأرواح"، أثارت العديد من انتقادات الشخصات العامة، التي تعتقد أن "البقاء في حالة تأهب" نهج ضعيف للغاية لا يمكن من خلاله السيطرة على انتشار الفيروس وانتقال العدوى.


ويأتي ذلك بعد أن تلقت المجموعة الاستشارية العلمية الحكومية للطوارئ (SAGE) تحذيرات من أنه قد يكون هناك 100.00 حالة وفاة في بريطانيا بحلول نهاية عام 2020، إذا تم تخفيف الإجراءات بشكل أسرع من اللازم.


وهناك مخاوف عالية المستوى من أن رسائل "البقاء في المنزل" الحكومية كانت فعالة للغاية، حيث أظهر أحد الاستطلاعات أن 90% من البريطانيين يعارضون رفع القيود هذا الأسبوع.


وقال مصدر حكومي لصحيفة "صنداي تايمز"، "وجهة النظر تقول إن الجمهور سيغفر لنا الأخطاء التي ارتكبت عند الدخول في حالة الإغلاق لكنهم لن يغفروا لنا الأخطاء التي سنرتكبها عن الخروج منها".


وأشارت الصحيفة إلى أن نظام الإنذار الجديد  من خمسة مستويات، يديره مركز الأمن الحيوي المشترك، لمراقبة مخاطر الفيروس في جميع أنحاء البلاد وتشجيع التزام الجمهور بالإجراءات الجديدة.


وستتراوح التنبيهات بين المستوى الأول (الأخضر) والمستوى الخامس (الأحمر) ، مع وجود بريطانيا حاليًا في المستوى الرابع، وسيديره مركز مشترك للأمن الحيوي، والذي سيكون مسؤولا عن الكشف عن البؤر المحلية لفيروس كورونا "كوفيد 19"، حتى يتمكن الوزراء من زيادة القيود عند الضرورة للمساعدة في تقليل معدلات الإصابة.