الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسرار لا تعرفها عن اسم الله الجبار ..فيديو

اسم الله الجبار
اسم الله الجبار

قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن من أسماء الله الحسنى اسم الله الجبار، وهو له دلالة على الرحمة والرقة والعطف واللطف والرأفة والحنين. 


وأضاف «خالد» في الحلقة الثامنة عشرة من برنامجه الرمضاني «كأنك تراه» أن "الجبار" هو الذي يجبر المنكسرين، وهذا الاسم يراد به الحزانى، لمن ظُلِم، لليتامى، لكل من أُهين أو كُسر وهو مظلوم.. "الجبار" هو الذي يجبرك عندما تلجأ إليه بكسرِك فهو الذي يُجبِر المنكسرين. 

وأشار خالد إلى أن هناك نوعين من الكسر: كسر للأبدان وكسر للقلوب، لافتًا إلى أنه إذا كان الأطباء يُجبرون كسر الأبدان فإن الله سبحانه وتعالى يُجبر كسر القلوب. 

وذكر أن من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "يا جابر كل كسير". وكان يقول أيضًا: "الضعفاء والخائفون في كنف الله عز وجل". لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم ارزقني حب المساكين" لأنهم في كنف الجبار. 

"جابر" أم "جبار"؟
أوضح خالد أن الفرق بينهما هو أن "الجابر" قد يُجبرك مرة أو مرتين، لكن "الجبار" يُجبرك كلما لجأت إليه، مبينًا أنه قد يسمى شخص بـ "جابر" ولكن لا أحد يسمى بـ "الجبار" إلا الله سبحانه وتعالى، مضيفا: "من صور جبر الله لك أن يُنسيك الإساءة التي تعرضت لها من أحد الأشخاص"، داعيًا كل من يشعر بانكسار إلى أن يصلي ركعتين للجبار.

ورأى خالد أن "الكارثة الحقيقية هي أن تنكسِر ولا تلجأ للجبار! سوف يوسوس لك الشيطان بأنك منافق إذا لجأت للجبار في حينها، وأن عليك أن تلجأ إليه بعد حل مشكلتك، لأن الشيطان على علم بأنك سوف تشعر بأحلى لحظة عبودية عندما تلجأ إليه منكسرًا وهي منتهى القرب ومنتهى الحنان من الله سبحانه تعالى".

ومضى خالد في حديثه عن اسم الله الجبار، قائلًا: "قاعدة يجب أن تعتقد فيها: "إذا انكسرت ولجأت لله، فلن يُرجِعَك". قد يؤخر الله الجبر لحكمة يعلمها، لكنه لن يرجعك". 

وضرب مثلًا بقصة أم موسى باعتبارها خير مثال على ذلك، فقد كان فرعون يقتل الذكور من المواليد، وقد وضعت أم موسى سيدنا موسى وأوحى الله لها: "...أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ..." وبعدها قال الله تعالى: "...وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ" (القصص: 7)، وقد وردت هذه القصة بعد ذكر قصة فرعون وبني إسرائيل (قضية أُمة)، واعتبرها دليلًا عن أن القلب المكسور غالٍ عند الله! ثم يقول الله تعالى، "فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ..." (القصص: 13).

لجوء النبي صلى الله عليه وسلم للجبار:
وذكر خالد كيف أن النبي صلى الله عيه وسلم أوذي وضرب بالحجارة يوم الطائف، وكان يبلغ من العمر خمسين عامًا، وكان يبحث عن مكان يأوي إليه مع زيد بن حارثة، فدعى النبي شاكيًا إلى الله دون أن يطلب منه شيئًا، قائلًا، "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس. أنت رب العالمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي. إلى من تكلني؟ إلى بعيدٍ يتجهمني؟ - حال الأُمة حاليًا - أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي". ثم يأتي طفل صغير يسمى عدَّاس يقدم عنب للنبي ويجري حوار معه يعرف منه أنه رسول الله، فينزل عدَّاس مُقبِلًا قدمي النبي. 

وعلق خالد على ذلك قائلًا: "لابد أن يجبُرك! قد يجبُرك الله تدريجيًا لحكمةٍ يعلمها، ولكن لابد وأن يُجبر خاطرك ولو بإشارة. ثم يأتي الجبر الكامل وهي رحلة الإسراء والمعراج. وبالنسبة لأمتنا، فهذا هو أنسب وقت تحتاج الأمة فيه إلى أن يجبُرنا الجبار!".

كي يجبرك، يأخذ الحق ممن ظلمك
وبين الداعية الإسلامي، أن الله تعالى يقصم كل من يظلم، حتى يجبر المظلوم، "فهو جبار للمظلومين، جبار على الظالمين. إذا كنت منكسرًا، ومن كسرك لم يتب ومُصِرًا على ما فعله بك، فسيجبرك الله ويأخذ لك الحق ممن كسرك". 

الفرق بين "الجبار" و"المنتقم"
ونوه بأن "المنتقم" علاقة بالظالمين فقط، لكن "الجبار" الأصل فيها للمظلومين، لكن ليتم حق المظلومين، فلابد أن يُؤخذ من الظالمين، محذرًا من خطورة أن يبات الإنسان ظالمًا: "إياك أن تنام ليلتك وأنت ظالم". 

الجبار يوم القيامة
اعتبر خالد أن أصعب موقف يوم القيامة هو يوم ينادى على البشر للعرض على الله سبحانه وتعالى. يذكر أنه حينها سينادى: هلم للعرض على الجبار!" ينادى باسم الله "الجبار" هنا لأنك في الدنيا كنت إما منكسِرًا أو ظالمًا. 

وأكمل: "تخيل وقفتك بين يدي الله وحقوق الناس! وتخيل أنك تقول لله: "يا رب، كما جبرت بخاطري في الدنيا، اجبر بخاطري في الجنة، اجبر بخاطري يوم القيامة" فيجبرك، أو تقول له، "يا رب، لقد ظلمت في الدنيا ولكنني علمت أنك الجبار فذهبت يوم السادس من رمضان وجبرت بخاطر فلان، اجبر بخاطري اليوم يا رب".

نوع آخر من الجبر
ومضى خالد ناصحًا: "إذا أرددت أنم يجبر ربنا بخاطرك .. اجبر بخاطر الناس .. ما عبد الله بشيء أحب إليه من جبر الخواطر .. أحب خلق لرسول الله كان " جبر خواطر الناس". 

أكثر الناس جبرًا لخواطرهم من الله
حذر خالد من خطورة كسر خاطر الوالدين، أو أن تدمع أعينهما أو تحمر وجوههما أو تنكسِر قلوبهما، مشيرًا إلى أن القرآن يحكي مرة على لسان سيدنا يحيى في قوله، "وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا" (مريم: 14)، ومرة على لسان سيدنا عيسى في قوله: "وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا" (مريم: 32). 

وتابع محذرًا: "إياك أن تشعر بالعار من أبيك أو أمك أو تَكسِر بخواطرهما، وذلك بألا تريدهما أن يظهرا أمام أصدقائك!". وقال خالد إن ثاني ممن يحبر الله خاطرهم، المرأة، مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "رفقًا بالقوارير"، داعيًا إلى جبر بخاطر اليتامى، يقول النبي: "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة".

وحث خالد على التخلق باسم الله "الجبار"، قائلًا: "ابحث عن مسكين، أو اذهب لملجأ أو مستشفى، اجلب معك هدية، ابن خالك محتاج رعاية، ابتسم في وجه فقير، امسح على رأس يتيم، إلخ... لكي تقول لله يوم القيامة، "جبرت بخاطر فلان، فاجبر بخاطري"، ولكي يعرف كل الناس أن هذا الدين لإصلاح الدنيا وليس عبارة عن روحانيات فقط."