الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ترامب والبُمب


اعترف بأننى لم أتابع فى حياتى تغريدات لرئيس اجنبى سوى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، ولاادرى لماذا اتابعها بكل هذا  الشغف. كنت فى بادىء الامر اتابعه لكى اضحك مثلما كنت اتابع حلقات لمذيع شعبى المتابعة كى اخرج من ضغوط الحياة ومن مشاكلها واضحك ملىء فمى كما يقال . ولكنى مع الوقت اصبحت متابعتى لترامب ذات مغزى سياسى فكلما قرأت له تغريدة اعقد مقارنة بين كونها صادرة من رئيس القطب الاوحد فى الكرة الارضية وماذا لو قالها رئيس عربى . وصرت على هذا النهج لفترة طويلة اجمع تغريداته وادرسها جيدا واخرج مايعنيه ومايريده منها ثم اتخيل رئيس او زعيم او حتى  رجل اعمال اطلق هذه الكلمات ؛ فأجد ان مايقوله الرئيس الامريكى لم يصرح به على مدى تاريخ الولايات المتحدة الذى لم يتخطى ثلاثة قرون اى رئيس لهذا الكيان المهيمن على القرارات الدولية والتوجهات العالمية . معظم تغريدات ترامب عفوية ولاتحمل حنكة سياسية ولكنها ذات اهداف خبيثة وايضا من الممكن ان تفسرها بأنها عنجهية وبأنه يقولها من قبيل مسمى اللى مش عاجبه يدب دماغه فى الحيط، كما انه من الممكن تفسيرها من منطلق المثل الشعبى الاصيل ( القوى عايب ) . فتارة تجد الرئيس الامريكى يغرد ساخرا من كوريا الشمالية ورئيسها وتارة اخرى مداعبا اياه ، وفى معظم تويتاته تجده يتحدث بروح المواطن وليس الرئيس بمعنى غياب الحنكة السياسية ، مامضى من تغريدات ترامب كما يقال كوم وماجد منها كوم اخر منذ ازمة فيروس كورونا وغزارة ماقاله على تويتر من تغريدات بدأها بتسمية الفيروس بالفيروس الصينى ورفضه اية مطالب بالاعتذار عن هذه التسمية التى تسبب مشاكل سياسية مع الخصم التجارى السياسى الاقتصادى الصين ، ثم اتبع ترامب تغريداته بأخريات لشعبه مؤكدا فى معظمها انه اى ترامب بجلالة قدره هو الوحيد القادر على انعاش الاقتصاد الامريكى لانه هو من قام بذلك منذ توليه الرئاسة فى اشارة منه الى ماحصل عليه من تريليونات من المنطقة العربية ، شلال التويتات الترامبية لم يتوقف بل استمر ليصل لنصيحته بحقن المصابين بكورونا بالديتول والفينيك مادام هذان المحلولان يقضيان على الفيروس وقوبلت هذه التويته بسيل من الانتقاد جعله يتراجع ويصف ماقاله بالمزاح ، ولايتوقف ترامب عند هذا الحد بل يهاجم رئيس منظمة الصحة العالمية ويطلق ذلك فى تويته يرد عليها الاخير بانتقادها ورفض محتواها . وتتواصل تغريدات الرئيس الامريكى ليذكر فى احدثها الفاظا غريبة لواحدة من الفنانات الشهيرات كانت تربطها علاقة برجل اعمال صديق له ، لايتوقف سيل التويتات عند ذلك بل لمهاجمة ترامب لصحفية لمجرد ان ملامحها صينية مع انها امريكية الجنسية وهو الامر الذى يقابله احتدادا من الاخيرة وتطالب بتوضيح مايقصده ويعنيه ولكنه يتجاهلها ويوجه حديثه لاخرى محملا اياها انها لم تبادر بسؤالها فأعطت الفرصة لهذه الصينية بالحديث قبلها وعندما تحاول الصحفية ان تدافع عن ماقاله الرئيس عنها يغلق عليها الميكرفون وينهى مؤتمره الصحفى ويقول ذلك فى احدث تغريداته .. كل هذه المواقف والطرائف ان صح تسميتها جعلتنى اسأل نفسى هل هذه هى الديمقراطية الامريكية ؟ وهل الشعب الامريكى راض عن رئيسه متقبلا تويتاته متفهما  لاهدافه منها؟ لم اهتم بالاجابة على هذه التساؤلات بقدر تخيلى او تصورى ماذا لى كانت صادرة من منطقتنا هذه وهل كانت ستقابل بنفس ردة الفعل ؟ وهل كانت وسائل الاعلام ستتركها تمضى ولاتتوقف عندها مثلما يحدث فى الغرب ؟ وايضا هناك ثمة استفسار عن وضعية الاكلون على موائد اصحاب السلطات ماذا سيكون ردة فعلهم وافعالهم ؟ 
مما لاشك فيه ان كورونا وان تركت اثارا سلبية جمة الا انها فتحت بابا اخر من عالم افتراضى فيه من الاراء والسياسات ما يجعله مادة خصبة للدروس المستفادة مستقبلا على كافة الاصعدة . لابد ان ندعو باستمرار كورونا حتى لاتحرمنا  من تغريدات اغرب رئيس امريكى منذ نشأتها وربما حتى نهايتها !!!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط