الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

احذر.. فعل يستهين به كثيرون في وقت البلاء ويجعل هلاكهم محققاً

احذر..فعل يستهين
احذر..فعل يستهين به الكثيرون في وقت البلاء فيجعل هلاكهم محقق

قال الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه في حال الابتلاء يتبين من يعبد ربه، ومن يعبد هواه في الابتلاء تمايز الصفوف بين أهل الإيمان وأهل النفاق، منوهًا بأن العالم تجتاحه جائحة وباء كورونا التي لا تعرف الحدود، ولا تستأذن في الدخول، ولا تحدها سلطة، ولا يمنعها مانع. 

وأوضح «بن حميد» خلال خطبة العيد اليوم بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، أن هذه الجائحة أظهرت ضعف الإنسان، وقلة حيلته، وقصر نظره، فلا الثراء منها يمنع، ولا الفقر يوقع فيها، جيش أبرهة هلك بالأبابيل، والنمرود هلك ببعوضة ، وهذا المخلوق الضعيف أمات مئات المئات ، وحبس الناس، وقطع الاتصالات، أغلقت الحدود، وأعلنت الطوارئ، وتوقفت الرحلات.

اقرأ أيضًا:

وأضاف أن دروس هذه الجائحة وعبرها، منها: درس الابتلاء ، فالبلاء مع الصبر يقوي القلب، ويمحو الذنب ، ويقطع العُجْب ، ويُذْهِب الكِبّر ، ويذيب الغفلة، ويحيي الذكر ، ويستجلب دعاء الصالحين ، ويوقظ من الركون إلى الدنيا ، ويحصِّل رقة القلب، والاستسلام للواحد القهار ، ففي الابتلاء يراجع العبد علاقته بربه ، وصدقَه في الالتجاء إليه وحده ، وحسن توكله عليه، وقطعَ كل أسباب التعلق بغيره.

اقرأ أيضًا:

واستدل بما جاء في الحديث: "لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه، وولده، وماله حتى يلقى الله ،  وما عليه خطيئة " ، رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح ،   ويقول الحافظ بن القيم رحمه الله : "فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن،  والابتلاء لطغوا ، وبغوا ، وعتوا "،  الله أكبر كبيرا كما أمر، والله أكبر إرغاما لمن جحد به وكفر ،  والحمد لله ما اتصلت عينه بنظر ، وأذن بخبر .


وأشار إلى أن من دروس هذه النازلة : التبتل في العبادة ، وإحسان الوقوف بين يدي الله ، فقد كان الإمام مسروق بن الأجدع التابعي الجليل - رحمه الله - يمكث في بيته أيام الطاعون ويقول :" أيام تشاغل فأحب أن أخلو للعبادة "،  وأصدق من ذلك وأبلغ قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : " العبادة في الهرج كهجرة إليّ".

ونصح : يا عبدالله هاجر إلى الله وإلى رسوله بقلبك وعبادتك ، سبح بحمد ربك ، وَصَلِّ ، وتصدق ، وصم ،   واعمل صالحا ، والزم بيتك ، وعليك بخاصة نفسك ، تحفظ نفسك ، وتحفظ غيرك، آيات التخويف إذا تعامل معها العبد التعامل الشرعي عظم أجره ،  واطمأن قلبه ، وزاد إيمانه ، وعظم ثباته، يقول النعمان بن بشير رضي الله عنه : " إن الهلكة كل الهلكة لمن يعمل بالسيئات وقت البلاء " .