الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف أعرف اتجاه القبلة الصحيح عند الصلاة في منزلي؟

كيف اعرف اتجاه القبلة
كيف اعرف اتجاه القبلة الصحيح عند الصلاة في منزلي

كيف اعرف اتجاه القبلة الصحيح عند الصلاة في منزلي.. تعد استقبال القبلة شرط لصحة الصلاة اتّفق الفقهاء جميعهم بلا استثناء على أن استقبال القِبلة  شرط لا بد من توفره حتى تكون الصلاة صحيحة مقبولة وقال تعالى" قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ  فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا  فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ  وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ  وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ  وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ".

معرفة اتجاه القبلة لها أكثر من طريقة منها الشمس فمن خلال معرفة الجهة التي تغرب منها الشمس أو تشرق، يمكن تحديد اتجاه القبلة، فيقف الشخص مواجهًا مثلًا لجهة الشرق، فتكون جهة الغرب من خلفه، وعن يساره جهة الشمال، والجنوب عن يمينه (الجنوب هو اتجاه القبلة) كذلك يمكن بوضع جهة شروق الشمس عن اليمين، فتكون جهة القبلة من الخلف، وذلك في الفترة ما بين الصباح إلى ما قبل الظهر، وتكون من الأمام من بعد الظهيرة إلى غروب الشمس. 

نجم القطب الشمالي جعل الله سبحانه وتعالى النجوم لنهتدي بها، ومنها نجم القطب الشمالي والذي يستعان به في تحديد جهة الجنوب، فهو ثابت لا يتحرك من مكانه. 
ظل الإنسان وقت الظهيرة تتعامد الشمس مع الكعبة المشرفة، فلو وقف أحدهم في الشمس في هذا الوقت، وحدد اتجاه ظله، قتكون جهة القبلة بعكس جهة الظل.

الطريقة الأكثر شيوعًا لمعرفة اتجاه القبلة فهي البوصلة، كما أن الاستفادة من ظاهرة تعامد الشمس على مكة المكرمة للاستدلال على القبلة، وتوضيح ذلك أنّ مكة المكرمة تقع في شمال خط الإستواء، وأنّ الشمس في فصل الصيف والشتاء تتحرك شمال وجنوب هذا الخط، وبذلك ستمُرّ الشمس على مكة مرتين في السنة، المرة الأولى عند مرورها شمال خط الإستواء، والمرة الثانية أثناء رجوعها، وعند دخول وقت صلاة الظهر حسب التوقيت المحلي لمكة تكون الشمس عمودية تمامًا على مكة المكرمة، فمن ينظر إلى الشمس يكون مستقبلًا لجهة القبلة، حيث إنّ الشمس في تلك اللحظة تكون فوق مكة مباشرة.

 يوجد يومان تكون الشمس فيهما عموديّة على الجانب الذي يقابل الكعبة من الجانب الآخر من الكرة الأرضيّة، فيكون اتجاه القبلة عكس اتجاه الشمس تمامًا، فمن يُعطي ظهره للشمس تكون الجهة أمامه هي جهة القبلة.

أحكام متعلقة بصحة استقبال القبلة ذكر العلماء بعض الأحكام المتعلّقة بصحة الصلاة، أو بطلانها بناءً على استقبال القبلة، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضها:لا تصحّ الصلاة إلّا باستقبال القبلة، ولا بأس ألّا يصيب المصلّي عين الكعبة، ولكن لا يجوز أن يكون اتجاهها خلفه، أو عن يمينه، أو عن شماله أثناء الصلاة، وقد يكون انحراف المصلي عن الكعبة على شكلين؛ هما: انحرافٌ بسيطٌ، فحينئذٍ تصحّ صلاته، وليس عليه شيءٌ.

 انحرافٌ شديدٌ؛ بأن يكون توجّه المصلي بعيدًا جدًا عن اتّجاه الكعبة، فيجب على المصلي إعادة صلاته يعتبر الاجتهاد ظنّيّ لا يقينيّ للمجتهد، فإن أدرك أنّه قد أخطأ في الاجتهاد بعد الصلاة، فقد اختلف العلماء أنّه لا يعيد الصلاة، باستثناء الشافعي الذي قال بوجوب إعادة الصلاة. 
الاجتهاد في معرفة القبلة.

ذكر العلماء أنّ من ترك الاجتهاد مع القدرة عليه، والتحرّي والبحث عن القبلة؛ فصلاته باطلةٌ عند الجمهور من العلماء إذا كان المصلّي في الطائرة في السماء، وأراد أن يصلّي نافلةً فينوي في الصلاة دون تحرٍّ وسؤالٍ عن القبلة؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يصلّي النافلة وهو على ظهر راحلته بالسفر ولا يغير اتّجاهها، أمّا إن أدركته فريضةٌ، فعليه أن يسأل مضيفي الطائرة عن مكانه تحديدًا، ويتوجّه بناءً عليه نحو مكان الكعبة، ويجوز له أن ينوي الجمع بين الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء، جمع تأخيرٍ فيصلّيها على الأرض بعد وصوله.

الحكمة من مشروعية تحديد القبلة لكل ما شرعه الله تعالى حِكَمٌ ظاهرة وباطنة، وعلى المسلم أن يُسّلِّم لذلك تسليمًا مطلقًا، وتحديد جهة القبلة هدفه تحديد الجهة التي يتوجه إليها المسلم عند الصلاة، فحين يريد الإنسان شيئًا عليه أن يتوجه جهة ذاك الشيء، وأشرف الجهات هي الكعبة المشرفة.

يمكن استنتاج عدة حكمٍ من حصر قِبلة المسلمين في الكعبة المشرفة دون غيرها من الأماكن، ومن تلك الحِكم  استقبال الكعبة المشرفة تنفيذ أمر الله -سبحانه وتعالى- في قوله: (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ).

الكعبة المشرَّفة هي أسمى الجهات وأشرفها، لذا جعلها الله وجهةً لمن أراد مناجاته وقصد وجهه الكريم من خلال الصلاة، ومن شرف الكعبة المكرَّمة أن نُهِي شرعًا عن استقبال الكعبة وقت قضاء الحاجة كان العرب يعتزون بالبيت من خلال الطواف به، وطلب البركة من خلاله، وحتى يصرف الله عنهم ما كانوا عليه من تقديسٍ وتدنيسٍ لقبلته المُشرفة أمر عباده باستقبال المسجد الأقصى، فلمّا أطاعوا الله وتوجهوا تلقاء المسجد الأقصى رغبةً فيما عند الله لا في ذات المكان حولهم للمسجد الحرام، حوّل قِبلتهم للمسجد الحرام؛ حتّى يتربّى المسلمون على السمع والطاعة في جميع أحوالهم، قال ابن كثير: (إنّ الله تعالى اختار له التوجه إلى بيت المقدس أولًا؛ لما له تعالى في ذلك من الحكمة، فأطاع ربَّه تعالى في ذلك، ثمّ صرفه إلى قِبلة إبراهيم وهي الكعبة، فامتثل أمرَ الله في ذلك أيضًا، فهو -صلوات الله وسلامه عليه- مُطيعٌ لله في جميع أحواله، لا يخرج عن أمر الله طرفةَ عينٍ، وأمّته تبعٌ له).