الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعاء لتقوية الإرادة .. كلمات علمها النبي لأصحابه

دعاء لتقوية الإرادة..
دعاء لتقوية الإرادة.. كلمات علمها النبي لأصحابه

دعاء لتقوية الإرادة ينبغي لكل مسلم أن يحرص عليه، فالإدارة أعظم قوى الإنسان، ومن دونها لا يمكنه أن يقبل على عمل ما أو يُحجم عنه، و تعني الإرادة مثابرة المرء واندفاعه للقيام بعمل معين بصرف النظر عن العوائق والمصاعب التي سوف يواجهها في طريق إنجازه للعمل، وتحقيق أهدافه التي تحقق كيانه وذاته، والإدارة أو العزيمة موجود منذ قديم الأزل، و النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يحث أصحابه على قوة الإرادة، وكان يطلب من ربه - عز وجل- ذلك.

دعاء لتقوية الإرادة: 

روى عن شداد بن أَوس - رضى الله عنه-قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يعلمنا أن نقول: «اللَّهمَّ أنِّي أسألُكَ الثَّباتَ في الأمرِ والعزيمةَ في الرُّشدِ، وأسألُكَ شكرَ نعمتِكَ، وحسنَ عبادتكَ ، وأسألُكَ قلبًا خاشعًا سليمًا، وخلقًا مستقيمًا ولسانًا صادقًا ، وعملًا متقبلًا، وأسألُكَ من خيرِ ما تعلمُ ، وأعوذُ بكَ من شرِّ ما تعلمُ ، وأستغفرُكَ لما تعلمُ فإنَّكَ تعلمُ ولا أعلَمُ وأنتَ علَّامُ الغيوبِ»، ( جامع الترمذي). 


أهمية الدعاء: 

ويعد هذا الدعاء في غاية الأهمية لتقوية الإرادة لكل مسلم، فقد اشتمل على أعظم مطالب الدنيا والآخرة، ولهذا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- شداد بن أوس والصحابة -رضى الله عنهم- بالإكثار من هذا الدعاء فقال: « يا شداد بن أوس، إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات»، وفي لفظ : « إذا اكتنز الناس الدنانير والدراهم, فاكتنزوا الكلمات ...».  


شرح الدعاء: 

قوله: ((اللهم إني أسألك الثبات في الأمر)): صيغة عامة يندرج تحتها كل أمر من أمور الدنيا والآخرة، والثبات عليها يكون بالتوفيق، والسداد، وأعظم ذلك الثبات على الدين والطاعة، والاستقامة على الهدى، وقد جمع اللَّه- تبارك وتعالى- كل هذه الأمور في قوله: «يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ». 

وقوله: ((والعزيمة على الرشد)): أي في أمور معاشه وآخرته، والرشد هو الصلاح، والفلاح, والصواب، فلذلك كانت العزيمة على الرشد مبدأ الخير؛ فإن الإنسان قد يعلم الرشد، وليس له عليه عزيمة، فإذا عزم على فعله أفلح؛ فلهذا كان من أهم الأمور سؤال اللّه -تعالى- العزيمة على الرشد؛ ولهذا علم النبي -صلى الله عليه وسلم- أحد الصحابة أن يقول: « قل اللهم قني شر نفسي، واعزم لي على أرشد أمري». 

قوله -صلى الله عليه وسلم- ((وأسألك موجبات رحمتك)): أي: نسألك من الأفعال، والأقوال، والصفات التي تتحصل بسببها رحمتك، والتي توجب بها الجنة التي هي أعظم رحماتك، كما قال -تعالى-: «وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّه هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ». 

قوله: ((وعزائم مغفرتك)): العزائم: جمع عزيمة: وتعني: أسألك أن ترزقنا من الأعمال والأقوال والأفعال التي تعزم، وتتأكد بها مغفرتك، وهذا الدعاء من جوامع الكلم النبوية، فإنه سأله أولًا أن يرزقه ما يوجب له رحمة الله -عز وجل- ومن فعل ما يوجب له الرحمة، فقد دخل بذلك تحت رحمته التي وسعت كل شيء. 

قوله: ((وأسألك شكر نعمتك)): أي أسألك التوفيق لشكر نعمك التي لا تُحصى؛ لأن شكر النعمة يوجب مزيدها، وحفظها، واستمرارها على العبد، كما قال الله -تعالى-: «وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ»، والشكر يكون: بالقلب، واللسان، والأركان.

قوله: ((وحسن عبادتك)): يكون بإتقانها، والإتيان بها على أكمل وجه، ويكون ذلك على ركنين: الأول: الإخلاص لله -تعالى- فيها، والثاني: المتابعة فيما جاء في الكتاب الحكيم، وسنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-. 


وقوله: ((وأسألك قلبًا سليمًا)): هو القلب النقي من الذنوب، ومن الأهواء والبدع، ومن الفسوق والمعاصي: كبائرها، وصغائرها، الظاهرة، والباطنة، كالرياء، والعجب، والغِل، والغش، والحقد، والحسد، وغير ذلك، وهذا القلب السليم هو الذي لا ينفع يوم القيامة سواه, قال اللَّه- تعالى-: "يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ *إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ". 

قوله: ((ولسانًا صادقًا)): أي محفوظًا من الكذب، والإخلاف بالوعد، وهو من أعظم المواهب, وأجل المنح ؛ فإنه أول الطريق إلى درجة الصديقيّة التي هي أعلى الدرجات بعد الأنبياء, قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " عليكم بالصدق, فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة, وما يزال الرَّجُل يصدق, ويتحرى الصدق, حتى يكتب عند اللَّه صديقًا..." . 

قوله: ((وأسألك من خير ما تعلم)): سؤال جامع لكل خير ما علمه العبد، وما لم يعلمه، فما من خير إلا وقد دخل فيه؛ لهذا أسنده إلى ربه -تعالى- العليم، الذي وسع علمه كل شيء. 

قوله: ((وأعوذ بك من شر ما تعلم)): وهذه الاستعاذة شاملة من كل الشرور: صغيرها، وكبيرها، الظاهر منها، والباطن، حيث قيد الاستعاذة من الشرور الذي يعلمها سبحانه؛ لأن الله - تبارك وتعالى- يعلم كل شيء، وهذا في غاية التلطف، والأدب، والتعظيم للمولى حال الدعاء.

قوله: ((وأستغفرك لما تعلم)): ختم الدعاء بطلب الاستغفار الذي يعد خاتمة الأعمال الصالحة، كما في كثير من العبادات، وهو  يعم كل الذنوب التي عملها العبد في الماضي، والحاضر، والمستقبل، ((فإن من الذنوب ما لا يشعر العبد بأنه ذنب بالكلية، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر: ((يا أبا بكر لَلشرك فيكم، أخفى من دبيب النمل...)). 

قوله ((إنك أنت علام الغيوب)):  اختتم الدعاء باسم من أسمائه  التي تدل على سعة العلم، فإن (علام) صيغة مبالغة لكثرة العلم وشموله، فهذا توسل جليل للمقام العظيم, فيه غاية الأدب والتعظيم. 


دعاء للنفس بالتوفيق: 

« اللهم إني أسألك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات، وثبتني وثقل موازيني، وحقق إيماني، وارفع درجتي، وتقبل الخير وخواتمه وأوله وآخره وظاهره وباطنه والدرجات العلى من الجنة».

« اللهم إني أسألك الطيبات، وفعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تتوب علي وتغفر لي وترحمني».

« اللهم ارزقنا التوفيق، وزدنا علمًا وعملًا صالحًا، واجعلنا من المتقين المخلصين، اللهم إني توكلت عليك وسلمت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك»

« اللهم افتح لنا خزائن رحمتك، اللهم رحمة لا تعذبنا بعدها في الدنيا والآخرة، وارزقنا من فضلك الواسع رزقًا حلالًا طيبًا، ولا تحوجنا ولا تفقرنا إلى أحد سواك، وزدنا لك شكرًا، وإليك فقرًا، وبك عمّن سواك غنىً وتعفّفًا».

« اللهم سخر لي جميع خلقك كما سخرت البحر لسيدنا موسى -عليه السلام-، وألن لي قلوبهم كما ألنت الحديد لداود -عليه السلام-، فإنهم لا ينطقون إلا بإذنك، نواصيهم في قبضتك، وقلوبهم في يديك تصرفهاكيف شئت، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، ياعلام الغيوب أطفأت غضبهم بلا إله إلا الله، واستجلبت محبتهم».

«اللهم أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر بي، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى علي، رب اجعلني لك شكارًا، لك ذكارًا، لك مخبتًا إليك أوّاها منبيًا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبّت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة صدري».


« اللهم يا ذا الرحمة الواسعة، يا مطلعا على السرائر والضمائر والهواجس والخواطر، لا يعزب عنك شيء، أسألك فيضة من فيضان فضلك، وقبضة من نور سلطانك، وأنسًا وفرجًا من بحر كرمك، أنت بيدك الأمركله ومقاليد كل شيء، فهب لنا ما تقر به أعيننا، وتغنينا عن سؤال غيرك، فإنك واسع الكرم، كثير الجود، حسن الشيم، في بابك واقفون، ولجودك الواسع المعروف منتظرون يا كريم يا رحيم».

«اللهم أسألك أن تيسر لي هذا الأمر وتجعل الخيرة في ذلك إنك على كل شي قدير. اللهم إني توكلت عليك
وسلمت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك. رب أدخلني مدخل صدق، وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا».

« اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا، اللهم إني استودعتك أموري كلها، فوفقني لما تحبه وترضاه يا أكرم الأكرمين، اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم».



دعاء للنفس بالرزق: 

«اللَهم اكفني بِحلالِكَ عن حرامِكَ، وأغنِني بِفَضلِكَ عَمن سواكَ».

« اللهم مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ، وتذِلُّ مَن تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ».

« اللهم إن كان رزقي في السّماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقرّبه وإن كان قريبًا فيسّره، وإن كان قليلًا فكثّره، وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه».

« اللهم ارزقني علمًا نافعًا، ورزقًا واسعًا، وشفاءً من كل داء وسقم، يا من ترزق من تشاء بغير حساب، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، اللهم ارحمني رحمة تغنيني بها عمن سواك، إلهي أدعوك دعاء من اشتدت فاقته، وضعفت قوته، وقلت حيلته، دعاء الغريق المضطر البائس الفقير الذي لا يجد لكشف ما هو فيه من الذنوب إلّا أنت».

«اللهم ارزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا من غير كدٍّ، واستجب دعائي من غير رد، وأعوذ بك من الفقر والدّين، اللهم يا رازق السائلين، يا راحم المساكين، ويا ذا القوة المتين، ويا خير الناصرين، يا ولي المؤمنين، يا غيّاث المستغيثين، إياك نعبد وإيّاك نستعين».

« اللهم رزقًا واسعًا، وشفاءً من كل داء وسقم، يا من ترزق من تشاء بغير حساب، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، اللهم ارحمني رحمة تغنيني بها عمن سواك، إلهي أدعوك دعاء من اشتدت فاقته، وضعفت قوته، وقلت حيلته، دعاء الغريق المضطر البائس الفقير الذي لا يجد لكشف ما هو فيه من الذنوب إلّا أنت، يا غياث أغثني، يا غياث أغثني، يا غياث أغثني».

« اللهم يا رازق السائلين، يا راحم المساكين، ويا ذا القوة المتين، ويا خير الناصرين، يا ولي المؤمنين، يا غيّاث المستغيثين، إياك نعبد وإيّاك نستعين، اللهم إني أسألك رزقًا واسعًا طيبًا من رزقك. يا مقيل العثرات، يا قاضي الحاجات، اقض حاجتي، وفرج كربتي، وارزقني من حيث لا أحتسب، اللهم ارزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا من غير كدٍّ، واستجب دعائي من غير رد، وأعوذ بك من الفقر والدّين، اللهم يا رازق السائلين، يا راحم المساكين، ويا ذا القوة المتين، ويا خير الناصرين، يا ولي المؤمنين، يا غيّاث المستغيثين، إياك نعبد وإيّاك نستعين».

«الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته، الحمد لله الذي استسلم كل شيء لقدرته، الحمد لله الذي ذلّ كل شيء لعزته، الحمد لله الذي خضع كل شيء لملكه. اللهم صل وسلم وبارك على نبيّنا المصطفى محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين».

« اللهم ارزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا، واستجب دعائي من غير رد، وأعوذ بك من الفضيحتين؛ الفقر والدين، اللهم يا رازق السائلين، ويا راحم المساكين، يا ذا القوة المتين، ويا ولي المؤمنين، ويا خير الناصرين، يا غياث المستغيثين، ارزقني يا أرحم الراحمين».