EN 
لم يتوان عن عمله يوما، ولم يفكر في الجلوس في مكتبه بعيدا عن المواطنين ليقي نفسه من الفيروس، ولكنه فضل العمل والتواجد بين المواطنين في وحدة المرور التي يترأسها ليتابع طلباتهم وينهيها، ودائما يسير بينهم ينصحهم باتباع تعليمات الوقاية من فيروس كورونا الذي يهدد العالم ، ولكن هذا كله لم يشفع له أمام هذا الفيروس اللعين حتي أصابه وقضي علي حياته.
لم يكن يعلم المقدم جودة إبراهيم رئيس وحدة مرور بركة السبع بمحافظة المنوفية بأن الام الجسم التي تحاوطه هي بداية إصابته بفيروس كورونا ولكنه لم يعطي لها اهتماما واعتقد أنها الام بسبب ضغط العمل ومتاعب اليوم.
لكن بمرور يومين بدأ يشك في إصابته بالفيروس المستجد بسبب شعوره بالام في الحلق وارتفاع في درجة حرارته فتوقف مباشرة عن الذهاب لعمله وقرر الذهاب للمستشفي لإجراء التحاليل الطبية اللازمة، لتظهر بعدها نتيجة التحاليل النهائية إيجابية ويتأكد إصابته بفيروس كورونا ليتم حجزه فورا بالمستشفي لتطبيق بروتوكول العلاج التابع لوزارة الصحة.
وبدأت رحلته مع مقاومة الفيرس اللعين وفي بادئ الأمر كانت حالته الصحية والنفسية جيدة للغاية وكان يتلقى العلاج بصدر رحب وسعة صدر وكان كله ثقة في تعافيه من هذا الفيروس.
ولكن بعد مرور يومين آخرين بدأت حالته تسوء وبدأ يشعر بأعراض قوية حيث أصبح لا يقوي علي التقاط أنفاسه ليتم فورا الاستعانة بجهاز أكسجين له ليتمكن من التقاط أنفاسه.
بدأت حالته تسوء وصحته تنهار إلى أن تمكن منه الفيروس اللعين وقضي عليه داخل المستشفي لتصعد روحه لربها وتشيع جنازته وسط إجراءات صحية مشددة.
