الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما بين غاز المتوسط ونفط سرت.. ماذا يريد أردوغان من ليبيا ؟

صدى البلد

بدأت تركيا في إرسال جسر من المقاتلات إلى الأراضي الليبية، لدعم ميليشيات الوفاق في سرت الليبية، وهو ما يزيد من التساؤلات حول أطماع أردوغان في البلاد. 

اتفاق السراج واردوغان 
لكي نجيب على التساؤلات نعود إلى نهاية العام الماضي، عقب إعلان فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الليبية، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان توقيع اتفاق عسكري بينهما يمنح لتركيا الحق في الدخول إلى الأراضي الليبية لحماية حكومة الوفاق. 

ويتضح من هذه البنود، الغرض وراء تواجد أردوغان في الأراضي الليبية، وإرسال الالاف من القوات والمرتزقة لمساعدة ميليشيات الوفاق. 

نص هذا الاتفاق على وجود دعم تركي عسكري إلى حكومة الوفاق، عبر التدريب وعقد مناورات مشتركة إلى جانب إنشاء مصانع لتصنيع الأسلحة داخل الأراضي الليبية، ما يتيح لأردوغان وضع قدمه داخل منطقة جديدة بالشرق الأوسط، ويتضح من هذا الجزء من الاتفاق رغبة أردوغان الملحة في التواجد في الشمال الأفريقي ما يجعله ذا سلطة على شواطئ البحر المتوسط، وفي هذا الموقع الاستراتيجي. 

الاستفادة العسكرية 
فيما نصت أيضا الاتفاقية على السماح لتركيا ببيع واستئجار السلع والخدمات العسكرية، وهو ما يمنح لأردوغان حق التدخل في الملف العسكري الليبي بشكل كامل، ويتحكم فيه، بما يخدم مصالحه في المنطقة. 

غاز المتوسط 
يحاول أردوغان عبر تواجده في ليبيا، السيطرة بشكل كامل على الشواطئ والسواحل الليبية، ما يمنحه الحق في التنقيب عن النفط والغاز، وذلك عقب انتهاء دوره في البحر المتوسط بسبب الدور الكبير الذي تلعبه مصر إلى جانب اليونان وايطاليا لإستغلال ثروات المتوسط من الغاز الطبيعي. 

تمنح اتفاقية السراج واردوغان، تركيا حق التنقيب عن النفط والغاز في السواحل الليبية، ما يمنحه ثروات هائلة من ثروات الشعب الليبي. 

يزيد هذا الغرض استغراب الجميع، لأن تركيا لا يربطها أي حدود بحرية مع الأراضي الليبية، بسبب تواجد جزيرة تكريت في وسط الساحلين، ما يعني أن تركيا بعيدة كل البعد عن الشواطئ الليبية، إلا أن نظام اردوغان يبحث عن الغاز من ليبيا، وليس عن تأمين حدوده كما أدعى. 

ميليشيات متطرفة 
يمكن تواجد أردوغان في ليبيا أيضا، الميليشيات والجماعات المتطرفة، وعلى رأسها جماعة الإخوان، التي يدعمها أردوغان من التواجد بشكل قوي داخل المنطقة، وخاصة بالقرب من الحدود المصرية، عقب الصفعة التي تلقوها في مصر بعد فشل مشروعهم فيها. 

مدينة سرت 
عقب اشتداد القتال في الأراضي الليبية بين الجيش الليبي، وميليشيات الوفاق مدعومة بمرتزقة أردوغان، اتضح الغرض الأساسي من التواجد التركي في ليبيا، وهو السيطرة على مدينة سرت الليبية، حيث تتواجد بها حقول النفط الرئيسية في البلاد، في منطقة الهلال النفطي. 

اتضح هذا الامر عقب تصريح أردوغان نفسه في مقابلة تلفزيونية منذ أيام بأنه يخطط للسيطرة على سرت ومنطقة الهلال النفطي، وما ترتب على ذلك بدخول الجيش الليبي إلى المنطقة لتأمينها. 

تعد مدينة سرت هي محور استراتيجي هام في طريق أردوغان للسيطرة على خيرات الشعب الليبي، وبالسيطرة عليها تكون الحقول النفطية بين يد أردوغان، مثلما حدث في سوريا. 

حلم السلطان 
تعد ليبيا أيضا جزء من حلم أردوغان الاستعماري العثماني، بالسيطرة على دول المنطقة، لعودة التاريخ العثماني الإحتلالي، وهو ما اتضح بشكل كبير عقب ظهور صورة لجندي تركي خلفه خريطة المنطقة، حيث وضع على ليبيا العلم التركي، وهو ما يؤكد على رغبته في السيطرة عليها وضمها إلى مناطق نفوذه مثلما فعل في سوريا.