قمة الصين - أفريقيا.. بكين تلغي ديون القارة.. ودولها أول المستفيدين من لقاح كورونا

ترأس الرئيس الصيني شي جين بينج، اليوم الأربعاء، مؤتمر القمة الاستثنائية الصينية الأفريقية للتضامن في مواجهة وباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" عبر الفيديو كونفرانس من العاصمة بكين التي تشهد بدايات موجة ثانية من تفشي الفيروس بعد السيطرة عليه في مايو.

وألقى رئيس الصين خطايا بعنوان "هزيمة كوفيد 19"، والذي دعا خلاله إلى بذل المزيد من الجهود لتعبئة الموارد اللازمة ، والتمسك معا بالتعاون ، والقيام بكل ما يلزم لحماية حياة الناس وصحتهم وتقليل تداعيات كورونا.

اقرأ أيضـًا: لمناقشة تداعيات كورونا.. الرئيس الصيني يترأس قمة صينية إفريقية استثنائية 

وقال بينج في القمة التي شهدت حضور مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس:"لقد تسببت الهجمة المفاجئة لفيروس كورونا في خسائر فادحة في البلدان حول العالم، مع فقدان مئات الآلاف من الأرواح الثمينة. وفي مواجهة كورونا، صمدت الصين وأفريقيا أمام اختبار وتحدٍ خطير. لقد خاض الشعب الصيني معركة شرسة وقدم تضحيات هائلة للسيطرة على الوضع في الصين. ومع ذلك، ما زلنا ندرك خطر عودة ظهور المرض. وبنفس الروح، أقامت الحكومات والشعوب في أفريقيا جبهة موحدة، واتخذت، بالتنسيق الفعال من قبل الاتحاد الأفريقي، إجراءات قوية لإبطاء انتشار الفيروس بشكل فعال. هذه بالفعل جائت تلك النتائج بشق الأنفس".

وأضاف:"قدمت الصين وأفريقيا دعمًا متبادلًا وقاتلا جنبًا إلى جنب. ستتذكر الصين دائما الدعم القيم الذي قدمته لنا أفريقيا في ذروة معركتنا مع فيروس كورونا. في المقابل، عندما ضرب الفيروس أفريقيا، كانت الصين أول من سارعت إلى المساعدة، ومنذ ذلك الحين صمدت مع الشعب الأفريقي".

وتابع:"لا يزال كورونا يؤثر على أجزاء كثيرة من العالم. تواجه كل من الصين وأفريقيا مهمة هائلة تتمثل في مكافحة الفيروس مع استقرار الاقتصاد وحماية سبل عيش الناس. يجب علينا دائما أن نضع شعبنا وحياتهم في المقدمة والوسط. يجب علينا تعبئة الموارد اللازمة، والتكاتف معًا، والقيام بكل ما يلزم لحماية حياة الناس وصحتهم وتقليل تداعيات الفيروس".

وأكد بينج التزام الصين في بذل كل ما بوسعها في دعم أفريقيا أمام كورونا، وستستمر في مساعدة البلدان الأفريقية من خلال توفير الإمدادات ، وإرسال فرق الخبراء ، وتسهيل شراء إفريقيا للإمدادات الطبية في الصين، و"ستعمل الصين مع إفريقيا على تقديم مبادرة الرعاية الصحية التي تم تبنيها في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني - الأفريقي ، وتسريع بناء مستشفيات الصداقة الصينية الإفريقية والتعاون بين المستشفيات الصينية والأفريقية المزدوجة. سنعمل معًا على بناء مجتمع صيني أفريقي للصحة للجميع. نتعهد بأنه بمجرد الانتهاء من تطوير ونشر لقاح كورونا في الصين، ستكون البلدان الأفريقية من بين أول المستفيدين".

وأعلن:"في إطار منتدى التعاون الصيني - الأفريقي ، ستلغي الصين ديون البلدان الأفريقية ذات الصلة في شكل قروض حكومية بدون فوائد مستحقة الدفع بحلول نهاية عام 2020. وبالنسبة لتلك البلدان الأفريقية الأكثر تضررا من فيروس كورونا والتي تتعرض لضغوط مالية شديدة، ستعمل الصين مع المجتمع الدولي لمنحهم المزيد من الدعم، من خلال وسائل مثل زيادة تمديد فترة تعليق الديون، لمساعدتهم على التغلب على الصعوبة الحالية. نشجع المؤسسات المالية الصينية على الاستجابة لمبادرة تعليق خدمة الديون (DSSI) لمجموعة العشرين وعقد مشاورات ودية مع الدول الأفريقية وفقًا لمبادئ السوق لوضع ترتيبات للقروض التجارية بضمانات سيادية. ستعمل الصين مع الأعضاء الآخرين في G20 لتنفيذ DSSI ، وعلى هذا الأساس، نحث G20 على تمديد تعليق خدمة الديون إلى مزيد من البلدان المعنية ، بما في ذلك تلك الموجودة في أفريقيا".

كما تعهد الرئيس الصيني بأن " تدعم الصين أفريقيا في جهودها لتطوير منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية وتعزيز الاتصال وتعزيز سلاسل الصناعة والإمداد. ستستكشف الصين تعاونًا أوسع مع أفريقيا في أشكال تجارية جديدة مثل الاقتصاد الرقمي والمدينة الذكية والطاقة النظيفة وشبكات الجيل الخامس 5G لتعزيز تنمية أفريقيا وتنشيطها".

واختتم:"اتفقنا في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني - الأفريقي على العمل معًا لبناء مجتمع صيني أفريقي أقوى مع مستقبل مشترك. تمثل القمة الاستثنائية للصين وأفريقيا اليوم بشأن التضامن ضد كورونا خطوتنا الملموسة للوفاء بالالتزام الذي قطعناه على أنفسنا في قمة بكين والقيام بدورنا في التعاون الدولي ضد فيروس كورونا. أنا مقتنع بأن البشرية ستهزم الفيروس في نهاية المطاف، وأن الشعبين الصيني والأفريقي على استعداد لاحتضان أيام أفضل في المستقبل".