الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

توفي أحباؤه أمام عينيه وهو طفل.. مآسٍ في حياة محرم فؤاد جعلته الفنان الحزين

صور نادرة للفنان
صور نادرة للفنان محرم فؤاد

الحزن الذي لم يفارق قلبه بدا واضحا على ملامحا، عُرف في بدايته الفنية بالفنان الحزين، ظنا من الجميع أنه يصطنع الحزن أو أنه يستغل ملامحه الحزينة في كسب تعاطف المزيد والمزيد من الجمهور، ولكن الحزن الذي لم يفارق الفنان الراحل محرم فؤاد كان بسبب مآسٍ شخصية تحدث عنها في حوار قديم بعد ثلاث سنوات فقط من تقديمه أول أدواره في فيلم «حسن ونعيمة» عام 1959.


وفاة والدته 
عاش الفنان الراحل محرم فؤاد يتيما منذ طفولته، فحين كان في الخامسة من عمره توفت والدته، هذا اليوم لم ينسه أبدا، ظل كالندبة ذات العلامة الواضحة على الجسد، وكان محرم يومها واقفا على خشبة المسرح المدرسي يؤدي أحد الأدوار حتى تفاجأ بقدوم أخيه مسرعا.


لم يتحدث شقيقه معه أو يفجعه بحقيقة ما حدث، سحبه من يديه مسرعا إلى المنزل مفضلا أن يشاهد الفتى الصغير والدته وهي تفارق الحياة، كانت هذه هي الصدمة الأولى في حياة محرم فؤاد وظلت أزمة نفسية مؤرقة لعدة سنوات، لا يغيب عن باله مشهد والدته وهي تودع الحياة على فراشها.


يقول محرم فؤاد في حوار قديم له، إنه لم يستطع أن يقدم لها أي مساعدة، ظل واقفا يشاهدها ويذرف الدموع فقط، وظل مشهد وفاتها يطارده يوميا في أحلامه، ولم يفارقه في شبابه أيضا، حيث فسر تعدد زيجاته بأنه كان يبحث عن حنان الأمومة المفقود في كل سيدة عرفها.


فن ممنوع 
كانت هذه هي عقدته الوحيدة وسبب حزنه المستمر، حتى بدأ يتعايش مع غيابها، ووجد في الموسيقى سبيلا لإسعاد نفسه، إلا أن والده منعه من الاستمرار في طفولته قائلا: "ممنوع حد من عيالي يشتغل في الفن".


وكان لوالده رأي في ذلك، فقد كان يعتبر كل الفنانين يسيرون في طريق مملوء بالأشواك والآلام، وعلى الرغم من حيه للموسيقى إلا أنه رأى في حرمان محرم من التدريب على الموسيقى سبيلا لنجاته.


وفاة والده
حين بلغ محرم فؤاد الثانية عشرة من عمره، تلقى الصدمة الثانية في حياته، وكانت وفاة والده، ولكن هذه المرة لم يكن الطفل المدلل الذي يسيطر عليه الحزن فقط، فقد شعر بمسئولية كبيرة تجاه إخوته، ولم يجد وسيلة لمساعدتهم سوى استغلال موهبته في العزف أو الغناء ليكسب منها مالا.


خالف محرم رغبة والده، واستمر في طريقه للفن، والتحق بمعهد الموسيقى، وخلال هذه الفترة وقف يغني على مسرح محمد علي، واشتهر بغنائه للأغاني الحزينة، كان نادرا ما يتم مشاهدته وهو يغني ضاحكا.


الضاحك الباكي
«أنا أحاول الصعود إلى القمة، ولكن الصعود ليس بهذه السهولة، في كل خطوة ارتفع بها أحمل معي زادي من الحزن والألم، وربما كان هذا الحزن هو القوة الدافعة التي تحثني على المثابرة والصبر في العمل»، كانت هذه إجابة محرم فؤاد عند سؤاله على تأثير الشهرة على نسيان أحزانه.


"السعادة! ما هي السعادة؟!"، لم يعرف محرم فؤاد لها معنى على حد وصفه في الحوار الذي أجري معه وهو في الـ 28 من عمره، قائلا إنه لم يشعر بالسعادة إلا في السنوات الخمس الذي عاشها مع والدته فقط، وتابع: "من يدري، لعلي أشعر بالسعادة يوما ما".