مراقبون:
* مجلس الأمن يتخذ خطوة مهمة تجاه أزمة سد النهضة وعقد جلسة طارئة يعكس اقتناع الأعضاء بوجهة النظر المصرية
* مصر ستحضر الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن حول سد النهضة بمشاركة السودان إثيوبيا إذا ما رغبا في المشاركة
* المجلس بات مقتنعا بــ أن قيام إثيوبيا بالإعلان بشكل منفرد وأحادي بملء الخزان يهدد السلم والأمن الدوليين
قررت الرئاسة الفرنسية لمجلس الأمن خلال شهر يونيو الجاري، قيام مجلس الأمن بالنظر في موضوع "سد النهضة" في جلسة مفتوحة ستعقد خصيصا لهذا الغرض يوم الإثنين المقبل 29 يونيو 2020، وذلك بمشاركة الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا إذا ما رغبت المشاركة، وهو تطور هام ارتباطا بموضوع سد النهضة، واستجابة للطلب الذي تقدمت به مصر يوم 19 يونيو 2020 بتناول مجلس الأمن لموضوع سد النهضة ومشاركة مصر في جلسة المجلس التي سوف تتناول الموضوع.
وبحسب عدد من المراقبين فإن أهمية هذه الخطوة تعكس اقتناع مجلس الأمن، كونه أحد الأجهزة الرئيسية للأمم المتحدة والجهاز الأممي الأساسي المعني بالموضوعات الخاصة بحفظ السلم والأمن الدوليين، وبنظر النزاعات والحالات التي يترتب على استمرارها تهديد للسلم والأمن الدوليين، بوجهة النظر المصرية بان استمرار عدم تحقيق تقدم في المفاوضات المرتبطة بسد النهضة مع قيام إثيوبيا بالإعلان بشكل منفرد وأحادي عن اعتزامها ملء السد في شهر يوليو 2020، هو وضع غير مقبول ويؤدي إلى خلق حالة يترتب على استمرارها تهديد للسلم والأمن الدوليين.
وقامت كتيبة الدبلوماسية المصرية باتصالات ومشاورات رفيعة ومكثفة خلال الأيام الماضية مع الدول أعضاء مجلس الأمن، وقامت بالتنسيق الوثيق مع فرنسا كونها دولة رئاسة مجلس الأمن خلال شهر يونيو الجاري، وعلى ضوء العلاقات الثنائية الوطيدة بين البلدين والتي تجمع كذلك بين الرئيسين السيسي وماكرون، وكذا مع الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت قد استضافت في واشنطن عدة جولات للمشاورات الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان وكانت حريصة على عقد جلسة لمجلس الأمن حول الموضوع وقدمت في هذا الصدد طلبا رسميا لعقد الجلسة.
جهد من الأصدقاء
وأسفرت الجهود عن نجاح فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبعد مشاورات مضنية مع الدول أعضاء المجلس في الحصول على توافقها بنظر المجلس لموضوع سد النهضة بما يتسم به من حساسية وطابع فني، وعلى الاتفاق على عقد الجلسة لهذا الغرض يوم الاثنين 29 يونيو الجاري.
وتم التأكيد على الدول الأعضاء أن الغرض من الرغبة المصرية في عرض الموضوع على المجلس هو الإصرار من جانب مصر على التوصل لاتفاق وتتجنب التصرفات الأحادية الجانب، ومنع الوصول بالوضع إلى حالة تهديد السلم والأمن الدوليين بالمنطقة.
ودعا أمس سيريل رامافوزا رئيس جنوب إفريقيا، ورئيس الاتحاد الإفريقي، لعقد اجتماع طارئ لمكتب الاتحاد الإفريقي مع الأطراف الثلاثة لأزمة سد النهضة "مصر وإثيوبيا والسودان، علي مستوي القمة غدًا الجمعة 26 يونيو، بتقنية الفيديو كونفرانس في الثالثة مساءً بتوقيت القاهرة.