الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأطباء في عيون وقلوب المصريين.. بطولات الجيش الأبيض مدعاة للفخر والتقدير.. والنقابة تسعى لبطولات وهمية على حساب المرضى

الجيش الأبيض
الجيش الأبيض

لم يتوانى أطباء مصر عن بذل التضحيات من أجل خدمة الشعب المصري، وتقديم كل ما في وسعهم في المعركة ضد فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، والحد من انتشاره في البلاد.

وعلى قدر التضحية والتفاني في العمل، قوبل الأطباء بدعم معنوي هائل من الدولة المصرية والشعب المصري الذي حفظ لهم الجميل وأعلى منزلتهم وقدّر جهودهمن وذلك من خلال حملات شكر وعرفان من خلال وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي فضلا عن إطلاق أغاني وطنية خاصة لدعم الأطباء وتوثيق أدوارهم البطولية في مواجهة المرض.

"الجيش الأبيض" كان لقبا جديرا بمن وهب نفسه وعلمه للتصدي لهذا المرض، وهي مرتبة عليا ينالها من استحق من أصحاب الياقات البيضاء من الأطباء والممرضين، إذ أن وصمهم بالجدية ونسبتهم إلى لفظة المؤسسة العسكرية، من أعلى مراتب الفخر والتقدير والإيمان بأن ما يواجهونه معركة حياة أو موت بالفعل.


الرئيس السيسي كان حاضرا بالفعل قبل القول، فلم يكتف بالشكر والإشادة فحسب، لكنه أصدر قرارا بزيادة رواتب ومكافآت الأطباء مع بدء أزمة كورونا.

لكن.. بعض الأثواب البيضاء لا تنفك عن بعض الشوائب التي قد تعلق بها، وبعض الأصوات التي لا تسعى إلى اكتمال الصورة بـ وجهها الأمثل، حتى تتنتهز الفرص وتتحين المواقف لتطفو على الساحة بقضايا خلافية قائمة في الأصل على الرد والرد العكسي دون أي فائدة حقيقية على ارض الواقع أو أثر ايجابي مترجم عمليا لمواجهة الازمة التي نحن بصددها.

البداية كانت من حديث رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي الذي عدد فيما سبق جهود وزارة الصحية والجيش الأبيض في مواجهة الازمة، لكنه أطلق تصريحات في حديثه الاخير عن أسباب زيادة الإصابات وقال منها إن عدم انتظام بعض الأطباء بالمستشفيات كان سببًا في زيادة عدد الوفيات بكورونا خلال الفترة الماضية.

وأوضح مدبولي أنه حدث تغيب من عدد من الأطباء، حسبما لوحظ في بعض الأماكن، وعدم انتظام الأطقم الطبية في أداء عملها، كما قال إنه وجّه المحافظين باتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك.

والمتأمل لتصريحات رئيس الوزراء قد يجد من المنطق ما يبرر قوله، فالاطباء بشكل عام يؤدون أدوارهم بجندية وفداء مطلق، بينما شأنهم كشأن العاملين في اي مؤسسة في الحكومة قد يتقاعس منها افراد عن اداء دورهم، وهي سمة فردية لا تنطبق على الجمع.

المتحدث باسم مجلس الوزراء، المستشار نادر سعدن قال نصا في مداحلة هاتفية إن الغالبية الكاسحة من أطباء مصر هم الوجه المنير وهم من استحق لقب جيش مصر الأبيض، ولكن هناك قلة من الأطقم الطبية غير ملتزمة ونتج عنها قصور في تقديم الخدمات الطبية.

وعن تصريحات الدكتور مصطفى مدبولي قال المتحدث إن رئيس الوزراء لم يعمم وقال بعض الأطباء وليس جميعهم.

نقابة الاطباء المصرية، كان لها حق الرد بحكمة وعقلانية في ظل تلك الأزمة، بعد دراسة التصريحات والعودة إلى مغزاها الحقيقي ووضعها في ميزان الواقع والمنطق.


لكن انتقادات كثيرة وُجهت غلى نقابة الاطباء بسبب التصعيد من الأزمة واستخدام التصريحات الرنانة والخروج على وسائل الإعلام
الموجهة ضد الدولة المصرية وكذا وسائل التواصل الاجتماعي بقصد شق الصف والتأثير على عمل الأطباء العاملين في مستشفيات العزل على مستوى الجمهورية، ممن يضربون مثلا رائعا في التضحية والفداء ويترفعون عن القضايا الوهمية والتصريحات المثيرة والازمات المفتعلة.

كان جديرا بنقابة الأطباء ومجلس إدارتها أن ترجئ كل ما يمكن إرجائه من ملاحظات أو رد على تصريحات لحين عبور الأزمة، من مبدأ تقديم الأولويات ودعم حالة التكاتف من أجل عبور الأزمة، وان تبادر بتقويم بعض سلوكيات الأطباء ممن ثبت بالواقع والدليل تراخيهم في أداء أدوارهم وتعمد عدم استقبال مرضى في بعض المستشفيات، ولماذا لم ترد نقابة الاطباء على شكاوى المواطنين أو تحاسب من تقاعس عن اداء خدمته وأساء للكادر الطبي وأهدر حق زملائه من المتفانين في العمل. 

وكان جديرا أيضا بأعضاء نقابة الأطباء، أصحاب الخبرات العلمية الرفيعة أن يوجهوا هذا الوقت الثمين في مواجهة المرض المستشري بدلا من إضاعته في البحث عن قضايا وهمية، والحقيقة ان طبيبا في مستشفى العزل أو ممرضا منكبا على رعاية المرضى في غرف العناية المركزة، أحق واجد بالاهتماما الإعلامي من اعضاء النقابة الذي حادو عن المسار واستثاروا الرأي العام وعمدوا إلى تثبيط همم الاطباء الأبطال الذين يواجهون الموت في كل لحظة.

مصر في تلك الفترة لا تحتمل انشقاقا، ولا ترضى أن تبخث حق أحد، وقد كان الجيش الأبيض في قلوب وعيون المصريين، ساهرا على صحته وعازما على مواجهة العدو البيولوجي المستجد، شأنه في ذلك شأن الجيش المصري الحامي للبلاد على حدودها، لكن كل ثانية في مواجهة هذا المرض تتطلب عملا جادا وجهدا مضاعفا، لا قيل ولا قال ولا بطولات وهمية على صفحات التواصل لن تزيد فيروس كورونا إلا تغولا في رئات المصريين.