الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مدبولي: العاصمة شهدت نقلة كبيرة في تطوير المناطق غير الآمنة.. وتطوير ميادين القاهرة الخديوية

رئيس الوزراء مصطفى
رئيس الوزراء مصطفى مدبولى

قال الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء ان ما يتم تنفيذه في إطار تطوير القاهرة الكبرى، يهدف إلى إعادتها لثوبها الحضاري الذي كان يميزها بين مدن العالم، خاصة فى ظل وجود 20 مليون مواطن يقطنون القاهرة الكبرى.

وعرض مدبولي دراسة تعود إلى عام 2002، كان قد تم إعدادها  بالتعاون بين وكالة التعاون الدولي اليابانية، ووزارة النقل المصرية، موضحأً أن هذه الدراسة أكدت حينها أن القاهرة إذا لم تشهد تنفيذ بعض المشروعات الخاصة بتطوير الطرق ووسائل النقل الجماعي، ستتوقف الحركة على الطرق بالقاهرة الكبرى، ولن تتجاوز سرعة السيارات 4 كم في الساعة.
 
وأضاف مدبولي أن نتائج هذه الدراسة كانت أساس العمل الذي شهدته القاهرة الكبرى خلال السنوات الماضية، وأبرزها المحاور التي تمت في شرق القاهرة، لافتًا إلى أن حجم العمل الذي تم تنفيذه تجاوز المطلوب، وتم تنفيذ أضعاف الأعمال التي كانت مخططة في إطار هذه الدراسة، وفق رؤية لتطوير كل شبكة الطرق والنقل الجماعي في القاهرة الكبرى، سواء في شرق أو غرب القاهرة، في ظل وجود "العاصمة الإدارية الجديدة"، وكُل المُدن الجديدة التي تشهد أعمال التنمية.

ولفت في هذا الإطار إلى أنه تم تطوير الطريق الدائري القديم، وتم استحداث الطريق الدائري الأوسطي، والطريق الدائري الإقليمي، وتم تطوير كافة الشبكات ومحاور الطرق الرئيسية والطرق السريعة التي تربط ما بينها، ومنها الطرق التي تربط القاهرة بكل من  الاسكندرية، والاسماعيلية، والعين السخنة، والسويس، بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات لتطوير شبكات مترو الأنفاق وخدمات نقل الركاب، والقطار الكهربي والمونوريل، وهما قيد التنفيذ، فضلأً عن مشروعات الطرق الجاري تنفيذها في الجزء الغربي حول المتحف الكبير ـ وإن شاء الله ـ مع افتتاح المتحف الكبير ستكون كل هذه الشبكة مكتملة أيضًا.
 
وأكد رئيس مجلس الوزراء، أن القاهرة شهدت نقلة كبيرة في تطوير المناطق غير الآمنة وغير المخططة والتراثية، في رد عملي على ما يردده البعض من أن الحكومة لدى انتقالها إلى العاصمة الإدارية الجديدة ستهمل العاصمة القديمة.

 وأشار إلى أن الدولة كانت على العكس ترى في خطوة الإنتقال فرصة ذهبية لإعادة رونق القاهرة القديمة، بكل ما بها من زخم وتراث عظيم، قائلًا: نفذنا وننفذ أكثر من 60 ألف وحدة إسكان بديل للمناطق غير الآمنة داخل القاهرة فقط، ونعمل على تطوير المناطق القديمة سواء بالقاهرة الخديوية والاسلامية، وهناك خطة تعرض على رئيس الجمهورية للبدء في تطوير هذه المنطقة التاريخية العظيمة.   

وعرض رئيس الوزراء نماذج لأعمال تطوير القاهرة القديمة، بدأها بمنطقة عين الحياة "عين الصيرة"، حيث عرض وضعها القديم، والجديد، بعد التطوير، موضحا أن الدولة تستهدف أن تكون هذه المنطقة من أجمل مناطق القاهرة، الترفيهية والخضراء والتراثية، لتصبح متنزها حضاريا عالميا في قلب القاهرة، يضم مجموعة من الأنشطة التراثية في قلبها متحف الحضارة والعديد من المناطق الترفيهة الأخرى، إلى جانب البحيرة التي تم رفع كفاءتها وتشجيرها، وإحاطتها بمساحات خضراء واسعة.

كما عرض أعمال تطوير منطقة المدابغ وسور مجرى العيون، مذكرأً بمشهد المنطقة قبل إزالة المباني بالكامل، حيث كانت مساحتها 90 فدانًا، خلف سور مجرى العيون، وتشهد ظروفا البيئية كانت شديدة القسوة، لافتًا إلى أن هناك تصورا تم وضعه لتحويل هذه المنطقة إلى مشروع حضاري كبير جدأً وبالتالى تحويل المنطقة إلى مركز سياحي وتراثي وحضاري ويكون بها حجم كبير من الأنشطة الخدمية والترفيهية.
 
كما تطرق مدبولي إلى مشروع تطوير نهر النيل، "ممشى أهل مصر"، وهو مشروع مهم آخر، حيث أن لدينا 65 كم تطل على كورنيش النيل بالقاهرة، وعرض التصور ما بين كوبري روض الفرج، مرورًا بكل الكباري حتى كوبري قصر النيل، وهذه المرحلة التي يتم العمل فيها حاليًا بالفعل، ويستهدف المشروع أن يكون لدينا ممشى على أعلى مستوى، مثل كل الأنهار في العالم، كشكل وواجهة حضارية للقاهرة، كما عرض مراحل التنفيذ.

وانتقل رئيس الوزراء إلى تطوير ميدان التحرير كجزء من تطوير القاهرة الخديوية، وعرض صورة لتصميم، ورؤية العمل التي استهدفت أن نعيد رونق هذا الميدان العظيم الذي له ذكرى كبيرة جدًا لدى كل المصريين، ونجعل وجهه الحضاري يضارع الوجه الحضاري لكل الميادين العظيمة التي نراها في مختلف أنحاء العالم، وعرض شكل الميدان حاليًا مع تطوير الواجهات والمساحات الخضراء، والإضاءة ليلًا، وأكد أنه سيتم تطوير كافة ميادين القاهرة الخديوية بنفس العمل، كما سيتم تحويل عدد من الشوارع الرئيسية في القاهرة الخديوية إلى شوارع مشاه فقط، كما نرى في كافة المراكز الحضارية العالمية.

وسلط رئيس الوزراء الضوء على أحد أهم المشروعات التي تعمل الدولة على تنفيذها حاليًا وهو "تطوير منطقة مثلث ماسبيرو"، مستعرضًا شكل المنطقة قبل وبعد التطوير والتي كان يقطن بها عدد كبير من الأهالي في ظروف صعبة، موضحًا أنه تم إخلاء هذه المنطقة وتوفير سكن بديل للأهالي، هذا فضلاَ عن وضع الدولة في حسبانها تلبية رغبات عدد من الأهالي الراغبين في العودة إلى المنطقة مرة أخري بعد إنتهاء إعادة تطويرها.

وأضاف رئيس الوزراء في هذا الصدد أن منطقة مثلث ماسبيرو تُعد جزءا من مركز القاهرة التراثي والحضاري وتنافس هذه النوعية من المراكز الموجودة على مستوى العالم، من خلال الواجهة النيلية، والحفاظ على المباني التاريخية القائمة، والمباني التجارية والإدارية التي ستكون موجودة بها، منوهًا في الوقت نفسه إلى أنه سيتم تنفيذ كل مشروعات سواء الأبراج السكنية والإدارية بشكل حضاري ليكون مطابقًا للمشروع الحضاري الكبير للقاهرة.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن العمل في منطقة مثلث ماسبيرو بدأ من خلال تنفيذ أعمال تحت الأرض بسبب المياه الجوفية، ويتم الان العمل على قدم وساق لسرعة الإنتهاء من تنفيذ الأعمال فوق الأرض لهذا المشروع الحضاري الكبير للقاهرة.

واختتم رئيس الوزراء كلمته، لافتًا إلى أن كل المشروعات التي سبق الإشارة إليها هي مشروعات ضخمة جدًا ستسهم في إعادة الوجه الحضاري لهذه المدينة العظيمة، متقدمًا بالشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية على كل الدعم المقدم قائلًا : "مصر دائمًا إلى التقدم وإلى الأمام."