ذهب مصر.. من مقبض الخنجر حتى مليارات الدولارات

يعد الذهب أفخم أنواع المعادن، ويمثل المعدن النفيس رأس الثروة المعدنية الدفينة فى باطن أرض مصر، وأمل مستقبل أبنائها، حيث يتواجد في مناطق عديدة من أراضيها على رأسها الصحراء الشرقية، فتعد المنطقة الرئيسية لاستخراجه كما تتواجد مناجم فى جنوب سيناء وأسوان.

وبالعودة للماضي، نجد أن المصريين القدماء أبرع من نقبوا عن الذهب واستخرجوه عقب حفر الكثير من المناجم، كما قاموا بتصنيعه وتشكيله، وإدخاله في العديد من الصناعات الحياتية المختلفة، فبدأ استخراج الذهب فى مصر منذ عهد الفراعنة الذين برعوا فى البحث والتنقيب عنه واستخلاصه من مختلف خاماته وصهره وتشكيله.

عثر المصريون على خنجر مقبضه من الذهب الخالص يرجع إلى حوالى 4000 سنة قبل الميلاد، بخلاف مشغولات ذهبية ترجع إلى ما قبل عهد الأسرة الخامسة "الأسرة التي أنشئت بيت الذهب أو "برنوب"، حيث كان يخزن فيه الاحتياطى من ذهب الحكومة، أما خلال الدولة الوسطى فقد زادت بها أهمية مناجم الذهب الواقعة بأسوان جنوبا، حيث نشط استخراج الذهب خلال الدولة الفرعونية الحديثة فى كافة أنحاء الصحراء الشرقية أمام قفط وإدفو وأسوان، ومقابل بلاد النوبة "ذهب واوات" ومن جنوب النوبة حتى الشلال السادس ومايقابله فى الصحراء الشرقية "ذهب كوش".

وبحسب الهيئة المصرية للاستعلامات، ففي أوائل القرن العشرين بدأ العمل فى بعض مناجم الذهب في نفس المواقع التي سبق اكتشافها بواسطة الفراعنة ، ومنها مناجم البرامية الواقعة بين مرسى علم وإدفو ومناجم الفواخير الواقعة بين سفاجا وقنا وذلك على فترات متقطعة،  ففى الفترة من عام 1902 إلى عام 1927 تم تشغيل 10 مناجم ولكنها توقفت فى عام 1928.

وتم استئناف العمل عام 1930 وتوقف مرة أخرى عام 1931، ثم قامت مصر عام 1948 بتشغيل 6 مناجم، وقامت الشركات الخاصة بتشغيل 6 مناجم، ولكنها توقفت جميعا عام 1958 لارتفاع أسعار مستلزمات الانتاج وعدم الأخذ بالأساليب الحديثة في عمليات استخراج الذهب، ويقدر ما تم استخراجه خلال الفترة من 1902 إلى 1958 حوالى 7 أطنان من الذهب الخالص، وفى التسعينات عاد الاهتمام مرة أخرى بالبحث عن الذهب بالمناجم القديمة، حيث صدرت اتفاقيتان للبحث واستغلال الذهب.