الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيناريو حرب تموز يلوح في الأفق.. هل يقف حزب الله وإسرائيل على شفا مواجهة جديدة؟

تقارير عن حرب محتملة
تقارير عن حرب محتملة بين حزب الله وإسرائيل

على وقع أزمة اقتصادية طاحنة تضرب لبنان وانهيار غير مسبوق للعملة المحلية، تعود للأذهان حرب 2006، أو "حرب تموز" كما يسميها اللبنانيون.. لدرجة أن الحديث يدور مؤخرا عن حرب محتملة جديدة بين إسرائيل ولبنان في أقرب وقت، كما لو أن الأزمات المعيشية والسياسية التي تضرب هذا البلد لا تكفي.

 تستند الادعاءات حول تجدد الحرب بين إسرائيل وحزب الله إلى البيانات والتحركات بين الجانبين مؤخرا، وفقا لصحيفة "لوريون لوجور" الفرنسية، في ظل تمدد محور مقاومة حزب الله خارج حدود لبنان. وبالنسبة لإسرائيل، جرت العادة أن يشن الاحتلال الإسرائيلي هجوما ضد منطقة عربية خلال فترة الانتخابات الأمريكية.

اقرأ أيضا:
ووفقا للصحيفة، تنشغل الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت بصراعاتها الداخلية، ما يترك مساحة أكبر للإسرائيليين للمناورة. كما أن هجوما على حزب الله في لبنان، قد يكون خطة ناجحة بالنسبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لتحويل انتباه الإسرائيليين عن الوضع الاقتصادي غير المستقر والصعوبات التي تواجهها الحكومة الائتلافية.
 
الأمر يختلف بالنسبة لحزب الله ومحور المقاومة كما يطلق عليه، في سوريا وإيران ولبنان، فمن ناحية، بدأت العقوبات الأمريكية تؤتي ثمارها ولو قليلا الأمر الذي يمكن أن يبرر الاندفاع المتهور، مثل الحرب ضد إسرائيل ، والتي من شأنها صرف الانتباه الشعبي عن الصعوبات الاقتصادية.

وبالمثل، قد يلجأ حزب الله لهذا السيناريو لخلق نوع من الزخم الوطني الذي من شأنه أن يضع الانقسامات السياسية في الخلفية. والسخط الشعبي بسبب الأزمة الاقتصادية، وفقا للصحيفة.

من ناحية أخرى، يعد القرار المرتقب بضم الضفة الغربية وغور الأردن دافعا آخر لعودة الحديث عن سيناريو حرب تموز، ففي كل الأحوال، لن يمر هذا القرار إذا تم تطبيقه دون رد فعل خاصة في الأردن ولبنان، الذي سيعاني من نزوح فلسطيني جديد.

وتعزز الصحيفة من دوافع الحرب لدى حزب الله ومحور المقاومة الذي تدور كل مصداقيته حول المنظمات الفلسطينية واحتماليه تحريك انتفاضة جديدة قد تكون أعنف من سابقتها، حال تنفيذ الضم، كما يمكن للحلفاء في مختلف الجبهات من الجولان ولبنان أو حتى إيران، الاشتراك في الأمر لتخفيف الضغط على المقاومة.

- تحركات إسرائيلية تثير القلق

اعتبر كثيرون في الأوساط اللبنانية التحرك الإسرائيلي الأخير بإعلان بدء التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة المتنازع عليها مع لبنان، بمثابة إعلان حرب, بل أكد الرئيس ميشال عون أنه مسأله خطيرة للغاية قد تزيد الأوضاع تعقيدا، مشددا على أن لبنان لن يسمح بالتعدي على مياهه الإقليمية المعترف بها دوليا.

وفي المقابل، تتحدث الصحف اللبنانية عن قلق من توقيت القرار وما ترمي اليه اسرائيل من خلال إعلانها عنه في هذا الوقت بالذات.

ورغم ذلك تتعامل السلطات اللبنانية كدولة بحذر مع الأمر حتى ترقب البدء الفعلي في التنقيب خلال أشهر، لكن رغم ذلك لكن يقف لبنان مكتفا مرة أخرى حيال ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، رغم أزماته الخانقة، 

إضافة إلى ذلك، حذرت تقارير من استفزاز إسرائيلي آخر بقطع الأشجار التي تنمو بجوار الجدران الحدودية الخرسانية لإسرائيل ولبنان، بسبب حجب الأشجار لكاميرات المراقبة على الحدود، لكن الأمر لا يبدو بسيطا بالنسبة لحزب الله، فهو يعتمد على غطاء الأشجار عادة لإطلاق صواريخ على الدوريات والأهداف الإسرائيلية.

ويشير محللون إلى واقعة سابقة عام 2010، عندما اندلعت موجة إطلاق نار بين جنود إسرائيليين وحزب الله لعدة ساعات بسبب محاولات إسرائيل تقليم الأشجار على طول الخط الحدودي، لكن سرعان ما تم تدارك الأمر بعد سقوط كم كبير من القتلى والجرحى.

وبالنسبة لإسرائيل، نشرت وسائل إعلام عبرية تقارير عن تدريب جيش الاحتلال على استعدادات وتدريبات معقدة استعدادا لحرب مقبلة مع لبنان، انطلقت منذ بضعة أشهر، حيث ذكرت القناة "7" في تقرير لها أن التدريب تم في تضاريس معقدة وصعبة تحاكي حربا مع لبنان على الجبهة الشمالية.

- احتمالات تجدد الحرب 

رغم وجود أسباب منطقية تدفع لاشتعال ذلك الصراع مجددا وتكرار سيناريو حرب تموز، والتي استمرت أكثر من شهرا وكانت الاعنف في مواجهات الطرفين. لكن يعلم كلا الطرفين، وخاصة إسرائيل أن أي حرب جديدة ضد الحزب الموالي لإيران قد تكون مكلفة خاصة أن الإسرائيليين سيكون عليهم الحرب على عدة جبهات في نفس الوقت.

وطوَّر حزب الله قدراته خلال السنوات الأخيرة، فبخلاف الأنفاق والمواجهات على الحدود والطائرات التي بحوزته، هناك عشرات الصورايخ التي قد تواجهها إسرائيل، بما فيها عالية الدقة، والتي قد تمثل تهديدا وجوديا لتل أبيب حتى بتدخل الأمريكيين.

من ناحية أخرى، قد لا يرغب محور المقاومة في دخول تلك الحرب عسكريا، في ظل زيادة العقوبات الأمريكية بل ينظر للحرب الاقتصادية كبديل فعال أكثر عن العمل العسكري، كما أنه قد يتجنب ذلك الأمر في ظل أزمة اقتصادية تضرب لبنان وارتفاع جنوني في أسعار السلع وسط تفشي فيروس كورونا "كوفيد-19"، بل وصلت التحذيرات إلى حد وصول البلاد إلى مجاعة بعد عودة مشاهد طوابير الخبز مجددا والاحتجاجات للشوارع.