الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ترامب يقود أنصاره إلى الانتحار.. لماذا يحارب الرئيس الأمريكي الكمامات؟

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

منذ انتشار فيروس كورونا في الولايات المتحدة، لم ير أحد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرتديًا كمامة سوى مرة واحدة في مايو الماضي، وكان في جولة غير مصورة أو مذاعة بأحد المصانع، أما في المناسبات العامة وخلال الظهور العلني يرفض ترامب رفضًا قاطعًا ارتداء الكمامات، بل ويسخر ممن يرتدونها.

ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن مديرة مركز التقدم الأمريكي للدراسات نيرا تاندن أن موقف ترامب الرافض لارتداء الكمامة الذي حوّل الأمر إلى مسألة سياسية هو "موقف همجي ويعرض المزيد من الأشخاص للإصابة والموت".

اقرأ أيضا:

وأضافت تاندن "فكرة أن لدينا رئيس تؤدي سياساته ومواقفه وتصريحاته إلى قتل الناس بدلًا من حمايتهم هي فكرة جنونية ومثيرة للاستهجان بشكل يفوق التحمل".

وأوضحت تاندن "أعتقد ان الجمهوريين وأنصار ترامب يظنون أن فيروس كورونا لا يضرب سوى الولايات ذات الأغلبية المؤيدة للديمقراطيين. لا أعرف حقًا لماذا لا يرتدي ترامب الكمامات لكن نتيجة ذلك هي أنه يقود مؤيديه إلى المرض".

وعندما أقامت حملة ترامب الانتخابية فعاليتين انتخابيتين الشهر الماضي في ولايتي أوكلاهوما وأريزونا بحضور الرئيس وأعداد ضخمة من أنصاره، كانت الأغلبية الساحقة من الحضور لا ترتدي كمامات، بعكس المظاهرات التي اجتاحت الولايات المتحدة احتجاجًا على مقتل المواطن الأسود جورج فلويد في مايو الماضي، حيث لوحظ التزام معظم المشاركين فيها بارتداء الكمامات.

وبحسب "الجارديان"، أصبح ارتداء الكمامة ورفضها موضوع مشاجرات متكررة في أماكن التجمعات بالولايات المتحدة، مثل الحانات والمتاجر والمقاهي، وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لزبائن يرفضون ارتداء الكمامات داخل المتاجر ومراكز التسوق، ألقوا بالبضائع التي أرادوا شراءها أرضًا عندما طلب العاملون في المتاجر منهم المغادرة حفاظًا على سلامة بقية الموجودين.

وذكر ترامب في حوار مع موقع "أكسيوس" الإخباري، ردا على سؤال عن سبب عدم تشجيعه مؤيديه على ارتداء الكمامات لتقليل خطر إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، أن الكمامات تمثل "سيفا ذا حدين".

وأضاف "أنصح الناس بفعل ما يريدونه.. وفي وقت سابق كان الناس يعتقدون أن ارتداء الكمامات لا يجلب إلا عواقب سلبية. أسمح للناس باتخاذ القرار بأنفسهم".

وأشارت قناة "سي إن إن" في وقت سابق إلى أن ترامب يرفض عمدًا قناع الوقاية، وذلك من أجل أن يظهر نفسه بصورة الزعيم الأمريكي الذي يرفض نصائح منظمة الصحة العالمية التي توترت علاقته بها بشكل حاد خلال الأشهر الماضية.

وفي الجانب السياسي كذلك، استخدم ترامب الكمامة سلاحًا ضد صورة منافسه الديمقراطي جو بايدن، حيث أعاد نشر تغريدة تظهر بايدن وهو يرتدي كمامة أثناء حضوره مناسبة عامة مصحوبة بتعليق «قد يساعد هذا في تفسير السبب في أن ترامب لا يحب وضع كمامة في الأماكن العامة».

وليس ترامب وحده هو من يرفض ارتداء الكمامات، حيث يشاركه عدد من أركان إدارته هذا الموقف، وعلى سبيل المثال لا يرتدي نائب الرئيس مايك بنس الكمامات أثناء جولاته العامة، بل إنه لم يرتد واحدة أثناء زيارة مركز طبي في مدينة مينيسوتا.

وقال رئيس لجنة الصحة والتعليم والعمل والمعاشات بمجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور لامار ألكسندر "لسوء الحظ أصبحت هذه الممارسة البسيطة المنقذة للحياة جزءًا من نقاش سياسي يقول: إذا كنت مؤيدًا لترامب فأنت لا ترتدي كمامة، وإذا كنت ضد ترامب فأنت ترتدي كمامة".

وأضاف ألكسندر "ولذا كان ن رأيي أن الرئيس يجب أن يرتدي كمامة من حين إلى آخر، حتى لو لم تكن هناك ضرورة ملحة لذلك. الرئيس لديه الملايين من أنصاره يتبعون نصائحه، ويمكنه أن يساعد على إنهاء هذا الجدل الذي يشكل استمراره خطورة بالغة". 

وأظهر استطلاع رأي شمل عينة من 2459 مواطنًا أمريكيًا أن الرجال أكثر رفضًا لارتداء الكمامة ويعتبرونها شيئًا يجدر الخجل منه وعلامة ضعف.