الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"العسكرى".. رجل الثورة والدولة!


كثيرا ما فقدنا رجالا من قواتنا المسلحة وودعناهم بدموع الفخر والحزن .. ولكن ثمة أعمدة تتوقف عندها بحسن قراءة تاريخهم والإمعان فى سجلهم المشرف ومشوار عطائهم المرصع بالإنجازات والأدوار المهمة .. فتتضاعف مشاعر الاعتزاز والافتقاد!.

ومن هذه الفصيلة ينتمى الفريق محمد العصار وزير الإنتاج الحربى الذى تعرفت على شخصيته لأول مرة فى برنامج "العاشرة مساء" مع الإعلامية منى الشاذلى عقب ثورة ٢٥ يناير فى ٢٠١١، ومع كل كلمة يتفوه بها تشعر بقيمة رجل وطنى حتى النخاع .. يؤمن بحق الشعوب والأمم فى بناء دولها وإقامة مؤسساتها بسواعد وأفكار شبابها وشرفائها .. يقدس لغة الحوار المفتوح مع كل الأطياف دون تمييز أو مصادرة للحريات .. ويتحرك بوعى سياسى وعقلية عسكرية منظمة لحماية هذا الوعى وتحصينه من الخطأ أو الأهواء!.

كان فى انحياز "العصار" للشارع فى شتاء يناير الدليل على أنه يقود معسكرا داخل الجيش المصرى يضع مطالب ملايين المصريين  على رأس أجندة الإصلاح الشامل وتغيير النظام السياسى نحو جوهر الديمقراطية والانفتاح على العالم .. ولكى تمتاز مصر باستقلالها سياسيا واقتصاديا درس "العصار" مع رفاقه المخلصين خطط تسليح الدولة بالتعاون مع مختلف الدول الشرقية والغربية وتكوين تحالفات قوية وذات مسافة متساوية مع كل الجبهات خصوصا خلال فترة عمله كمستشار لوزير الدفاع لشئون التسليح.

ونجح "العصار" باقتدار على مدار سنوات خدمته داخل القوات المسلحة، والتى امتدت لـ ٤٨ عاما فى التعاطى بذكاء وهدوء الأقوياء مع ملفات حساسة أهمها العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وخوض مفاوضات استعادة المعونة العسكرية للجيش المصرى بعد ٣٠ يونيو ٢٠١٣ .. ومن تلك المناورة فتح ملفات الشراكة العسكرية عدة دول فى مقدمتها فرنسا وروسيا .. فساهم ببراعة فى إنهاء صفقات مربحة مثل "الرفال" والفرقاطة "فريم" مع باريس، ورفع كفاءة التعاون القتالى مع موسكو فى مجال خدمات الصيانة وقطع الغيار.

وخلع "العصار" الزى العسكرى ليرتدى ابن الكلية الفنية خوذة "المهندس" ويستدعى خبراته فى سلاح المهندسين  منذ ملحمة ٦ أكتوبر المجيدة، وقاده إخلاصه وتفانيه فى صمت ونشاط نحو تقلد مناصب قيادية   
توَّجها برئاسة هيئة التسليح، تلك البوابة التى نال منها ثقة الرئيس عبد الفتاح السيسى فأسند له مهام الإنتاج الحربى الصعبة فى ٢٠١٥ .. وقبل الجنرال المبتسم التكليف، وارتفع رجل الثورة إلى مرتبة رجل الدولة والمرحلة، ليحقق نقلة ضخمة وتطويرا فارقا فى كافة المصانع لإحياء التصنيع العسكرى وإبراز جودة المنتج المحلى بشعار "صنع فى مصر" .. وانتشرت المعارض للصناعات الدفاعية، واستثمر طموحه فى استقطاب العقول المصرية بالخارج وبالتعاون مع وزارة الهجرة فى مؤتمرات "مصر تستطيع" للاستفادة من الأيدى الوطنية المهاجرة فى إنتاج المدرعات والسيارات الكهربائية .. ولا تهدأ روح العطاء أمام عاصفة "كورونا"، بل يُسخِّر السوق المحلية وإمكانيات القوات المسلحة من واقع صلاحياته لخدمة الشعب وتوفير احتياجاته من الكمامات والمطهرات والمنظفات المضادة للبكتريا باستخدام النانوتكنولوجى منذ بدء انتشار الفيروس.

- إن للثورة أبطالها الذين نعشقهم ونخلدهم .. وللدولة رجالها الذين نحترمهم ونريدهم .. ولنا فى رحلة "العصار" سيرة جندى عرف كيف يحمل "أمانة" الثورة .. ويرفع "رأس" الدولة!.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط