الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اليونسكو تعرب عن أسفها لقرار أردوغان تغيير وضع متحف آيا صوفيا

متحف آيا صوفيا
متحف آيا صوفيا

أعربت منظمة اليونسكو-الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم- مساء أمس السبت، في بيان لها عن أسفها الشديد لما أقدمت عليه الحكومة التركية "دون إجراء حوار مسبق" بشأن تحويل متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد، بعد صدور قرار يوم الجمعة وقعه الرئيس التركي يخص هذا الموضوع، مشيرة إلى أنها أعلمت السفير التركي لدى اليونسكو، مساء أمس، "بقلقها البالغ حيال هذا الموضوع".

كما دعت المنظمة الأممية السلطات التركية إلى "استهلال هذا الحوار دونما تأخير، بغية تجنب أي تراجع للقيمة العالمية لهذا التراث الاستثنائي".

وفي هذا السياق قالت المديرة العامة لليوينسكو أودري أزولاي: "إنّ "آيا صوفيا" هي تحفة معمارية وشاهد فريد على التفاعل ما بين أوروبا وآسيا على مر القرون، ويعكس وضعها كمتحف الطبيعة العالمية لتراثها، ويجعلها رمزًا هامًا للحوار".

ومن المقرر أن تقيّم لجنة التراث العالمي حالة صون آيا صوفيا في أثناء انعقاد دورتها المقبلة.

ودعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) تركيا إلى التقيد بالتزاماتها وواجباتها القانونية بموجب اتفاقية التراث العالمي التي تقضي ب"حماية القيمة العالمية الاستثنائية للتراث الثقافي ونقلها".

وأكد بيان المنظمة الأممية أن أي تعديل يتطلب إخطارا مسبقًا لليونسكو من الدولة المعنية، ثم فحص لجنة التراث العالمي إذا لزم الأمر.

وتعد آيا صوفيا جزءا من "المناطق التاريخية في إسطنبول" المدرجة في قائمة التراث العالمي كمتحف. وينطوي هذا الإدراج على عدد من الالتزامات القانونية.

وفي هذا السياق ذكّرت اليونسكو أنه على الدولة أن تضمن عدم إجراء أي تعديل على القيمة العالمية البارزة للممتلكات المدرجة على أراضيها. وأوضحت ذلك في بيانها قائلة: "يجب أن تحرص الدولة التي توجد ممتلكات التراث الثقافي على أراضيها، على عدم إدخال أي تعديل عليها من شأنه الإضرار بقيمتها العالمية الاستثنائية. ويقتضي إدخال أي تعديل من هذا النوع، قيام الدولة المعنية بإخطار اليونسكو مسبقًا بالموضوع، وبعدها تقوم لجنة لتراث العالمي بالنظر فيه، عند الاقتضاء."

انتهاك لقواعد الاتفاقية الأممية
وتحدد النصوص التي اعتمدتها اللجنة أن المناطق التاريخية في إسطنبول مدرجة بشكل خاص على قائمة التراث العالمي لقيمتها "وادماجها الفريد لروائع معمارية تعكس اجتماع أوروبا وآسيا على مدى عدة قرون"، ولأن آيا صوفيا أصبحت نموذجًا للكنائس ومن ثم للمساجد، حيث فسيفساء القصور والكنائس في القسطنطينية أثرت على كل من الفن الشرقي والغربي.

وفي هذا الصدد، أشار مساعد المديرة العامة لليونسكو للثقافة، إرنستو أوتوني راميريز، إلى أنّه "من الضروري تجنب اتخاذ أي تدبير تنفيذي لم يناقَش مسبقًا مع اليونسكو، وقد يؤثر في عملية الدخول إلى المبنى وفي هيكليته وفي أثاثه وأسلوب إدارته"، قائلا إن ذلك "قد يشكّل انتهاكًا للقواعد التي وضعتها اتفاقية التراث العالمي لعام 1972".

"قيمة عالمية"
وأشارت الوكالة الأممية إلى أنه تماشيا مع وضعها، تعد آيا صوفيا "قيمة رمزية وتاريخية وعالمية قوية".

وتذكّر اليونسكو بأنّ "مشاركة المجتمعات المحلية وغيرها من الأطراف المعنية بالممتلكات الثقافية، مشاركة فعلية ومنصفة وشاملة للجميع، هي شرط أساسي للحفاظ على هذه الممتلكات، ولإبراز فرادتها وقيمتها".

وبحسب اليونيسكو فإن "هذا الشرط يفيد في حماية القيمة العالمية الاستثنائية للتراث الثقافي ونقلها، وهو جزء أصيل من روح اتفاقية التراث العالمي".