الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر مستعدة للتدخل.. هل تغلق الجزائر طرف الكماشة على تركيا في ليبيا؟

الرئيسان عبد الفتاح
الرئيسان عبد الفتاح السيسي وعبد المجيد تبون

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة أن مصر مستعدة للتدخل عسكريًا في ليبيا لحماية الأمن القومي للبلدين من تهديدات الميليشيات المتطرفة والقوات التركية المساندة لها.

وأعلنت قبائل ليبيا على ألسنة شيوخها في القاهرة أمس تفويضها للرئيس السيسي والجيش المصري بالتدخل عسكريًا في ليبيا إذا دعت الضرورة للقضاء على تهديد الميليشيات والقوات التركية المساندة لها، مؤكدة أن مصير البلدين وأمنهما القومي واحد.

لكن على الجانب الآخر من الحدود الليبية، ما هو موقف الجزائر من التطورات في جارتها الشرقية، وإلى أي المواقف والأطراف تميل الجزائر في سياستها تجاه ليبيا؟

وفقًا لصحيفة "ألجيرز هيرالد" الجزائرية الناطقة بالإنجليزية، فإن قراءة في تصريحات للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تنبئ بأن الجزائر أقرب إلى الموقف الرافض للتدخل الأجنبي، وبالتحديد التركي، في ليبيا.


وإجابة على سؤال حول تحركات تركيا في ليبيا، قال تبون في حوار مع صحيفة "لوبينيون" الفرنسية إن "ليبيا ساعدتنا إبان حرب التحرير واستضافت المجاهدين على أراضيها، ومن واجبنا أن نساعدها، وربما يثير ذلك استياء دول تتصرف في ليبيا تحت ذريعة مصلحتها الاقتصادية. إن الاحتلال العسكري للأراضي ليس حلًا".

وعلقت "ألجيرز هيرالد" بأن تبون قصد تركيا بشكل غير مباشر عندما تحدث عن "دول تتصرف في ليبيا تحت ذريعة مصلحتها الاقتصادية" وعن "الاحتلال العسكري للأراضي"، وأظهر بوضوح أن موقف الجزائر مناهض للتحركات التركية في ليبيا.

وأضافت الصحيفة أن تبون عندما سُئل عما إذا كان يخشى أن يتحدد مصير ليبيا وفق تفاهمات روسية تركية كما يحدث مع سوريا، أجاب بأن "الاستقرار في ليبيا مسألة أمن قومي بالنسبة للجزائر"، ومضى إلى أبعد من ذلك مؤكدًا أن "مصر والجزائر وتونس هم الأقدر على مساعدة ليبيا على العودة إلى طريق السلام".

وأوضحت الصحيفة أن تبون يولي الأولوية بشكل واضح لأدوار دول جوار ليبيا في البحث عن للصراع الليبي، ويرفض الإقرار بصحة الحل العسكري الذي تجنح إليه تركيا.

وتابعت الصحيفة أن الموقف الجزائري بذلك يكاد يتطابق مع الموقف الفرنسي من الصراع في ليبيا، ويتلخص كلاهما في رفض فرض الأمر الواقع بالقوة العسكرية كما تفعل تركيا، وإسناد الدور الأكبر في البحث عن الحل إلى دول الجوار الليبي، وتجاوز صيغة حكومة الوفاق الموالية لتركيا في طرابلس.

من جانب آخر، وعلى النقيض من تيار داخل الجزائر يتحدث باعتزاز عن فترة التبعية للسلطنة العثمانية، تحدث تبون عن الحكم العثماني للجزائر باعتباره "حقبة احتلال"، في تصريح نادر للرئيس الجزائري الذي لم يعتد التهجم على تركيا بشكل مباشر أو عبارات صريحة.