الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جامع العبيط.. حكاية تراث لا يعرفه الكثيرون وطمسه التاريخ في قلب العاصمة

مسجد الشيخ العبيط
مسجد الشيخ العبيط

ربما ستعتقد أنك قرأت الاسم خطأ وما إن تعاود القراءة تجد أنه بالفعل اسم «العبيط» .. فما هي قصة جزيرة وضريح الشيخ " العبيط " بالقاهرة.

جامع العبيط ينسب إلى الشيخ محمد العبيط، أحد أبرز علماء الدين في القرن الـ 12 الميلادي، وظلت منطقة ميدان التحرير وجاردن سيتي التي يتوسطها الجامع، تحمل اسم العبيط.

جزيرة أروى والنيل 
جزيرة العبيط كانت تعرف باسم جزيرة أروى، وكانت تقع تلك الجزيرة بين الروضة وبولاق والقاهرة والجيزة، وكانت مياه النيل تمر بين جزيرة العبيط وباب اللوق ميدان التحرير والمنطقة المحيطة حاليا.

ظلت على وضعها المذكور حتى أمر الخديوي إسماعيل بردمها، وقام بشراء جميع ما يوجد فى هذه المنطقة من بيوت وبساتين تمهيدًا لبناء سراي الإسماعيلية الصغرى وهو مجمع التحرير الآن و سراي الإسماعيلية الكبرى.

اقرأ أيضا:



الشيخ العبيط
الشيخ محمد العبيط، كان أحد دراويش القرن الثاني عشر الميلادي، وظلت منطقة ميدان التحرير وجاردن سيتي التي يتوسطها الجامع، تحمل اسم "العبيط"، حتى وقت قريب قبل ردم الجزيرة.

كان للشيخ العبيط مسجدا في تلك المنطقة ، ودخلَ ضمنّ السور الغربي لسراى الإسماعيلية الصغرى قُرب كوبري قصر النيل القديم، وغير بعيد عن الجامع الطيبرسي، وموقع بناء جامع العبيط الآن جامع عمر مكرم.

الأمير كريم 
بدأت حكاية الشيخ العبيط كما قيل في عصر المماليك، تحديدًا في زمن السلطان قلاوون سنة ١٣٠٠م، في عهد أمير مملوكي اسمه "كريم الدين عبد الكريم بن إسحاق بن هبة الله السديد القبطي" وشهرته "كريم الدين الكبير"، كان يعمل ناظر خاص للسلطان.

الأمير كريم  أراد أن يقيم مسجدًا كبيرًا باسمه، فاتخذ قطعة أرض على شكل جزيرة قرب القاهرة وقرب القلعة وبنى عليها مسجدًا كبيرًا.

ميدان التحرير
هذه الجزيرة قبل ردم محيطها كان يمر حولها نهر النيل و هي ميدان التحرير حاليًا، وكانت تقع في المنتصف بين جزيرة الزمالك والروضة وبولاق، وكانت تسمى جزيرة التحرير وقتها بالجزيرة الوسطى، أو جزيرة أروى، وكانت خالية من السكان تقريبًا.

بنى الأمير كريم  المسجد وبعد أن توفي الشيخ محمد العبيط، دفن داخل مسجد كريم الدين الكبير، وأنشأوا له مقام وضريح وذكرى لمولده، حتى يومنا هذا يتم الاحتفال به وأطلق على المسجد مسجد الشيخ العبيط.

عاصمة جديدة 
وعودة مرة آخرى لعصر الخديوي إسماعيل، الذي قرر أن يني القاهرة الخديوية على الطراز الفرنسي فحدد منطقة وسط البلد (ميدان التحير أو جزيرة العبيط) كعاصمة جديدة بعيدًا عن العاصمة القديمة (القلعة وما حولها).

اختار الخديوي إسماعيل،جزيرة الشيخ العبيط (ميدان التحرير) بين ضفة النيل ومجراه، فقرر شراء بيوتها وقصورها كلها وهدمها، ومن بينها مسجد الشيخ العبيط.

مجمع التحرير
وبالفعل بدأ ردم محيط الجزيرة  وهدم بعض البيوت وبنى سراي الإسماعيلية الصغرى، ثم شرع في بناء السراي الكبرى بميزانية ضخمة قدرها "٣٨ الف و٨٢٠ جنيها"، لكن المديونيات كانت قد زادت، واعترض مريدو الشيخ العبيط على هدم المسجد، فقرر الخديوي وقف باقي المشروع واكتفى بسراياه الصغرى (مجمع التحرير حاليًا)، وظل المسجد كما هو.


الملك فاروق
وبدأ التحول في عهد الملك فاروق حيث  قرر تكريم جده الخديوي إسماعيل بعمل تمثال في وسط القاهرة تخليدا لذكراه، أمام مسجد الشيخ العبيط.


عمر مكرم
لم يتحمل توفيق أنه يكون تمثال جده مواجها لمسجد اسمه الشيخ العبيط، فقرر هدم المسجد، وبناء مسجد جديد أكبر باسم"مسجد الملك فاروق" ، حتى تأتي  ثورة يوليو  وقررت وزارة الأوقاف في عصر الرئيس جمال عبد الناصر، هدمه ، وبناء مسجد أكبر ودار مناسبات وتسمية المسجد على اسم الزعيم عمر مكرم تخليدا لذكراه،  وتم طمس تاريخ الشيخ العبيط نهائيًا.

توجد رواية أخرى حول ضريح الشيخ العبيط، أنه كان أيام محمد علي، بصاصا على العامة من المصريين لينقل أخبارهم إلى الباشا، ولكنها رواية غير مؤكدة.