الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. خالد قنديل يكتب: لا تهاون بأمن مصر وليبيا

صدى البلد

قال الدكتور خالد قنديل، نائب رئيس حزب الوفد، ورئيس اللجنة الاقتصادية بالحزب إنه على مر التاريخ الطويل  تربط ليبيا بشقيقتها مصر وجارتها حدود طويلة وقبائل وعائلات وأقارب على جانبي الحدود.  كل هذه عوامل تعطي مصر الحق في أخذ كل أشكال الحيطة والحذر من أي تطورات أو تدخلات خارجية بالقرب من حدودها الغربية. لكن القيادة المصرية الواعية مع ازدياد التهديدات على حدودها لم تجد خيارا سوى التدخل المسئول لحماية أمنها القومى. خاصة بعد تجميع الآلاف من عناصر الجماعات الإرهابية التى تدخلهم تركيا إلى ليبيا من سوريا والصومال تشكل تهديدا حقيقيا لمصر، وفى ظل التقاعس الدولى في مواجهه تركيا ورعايتها للإرهابيين.

وأكد د.قنديل فى مقاله المنشور بجريدة الأهرام اليوم الجمعة أن مصر تمسكت بالعمل على دعوة كل الأطراف الليبية للحل السياسي واستبعاد محاولات الحسم العسكري وهي على قناعة بأن لا حل عسكريا يمكن أن ينجح في ليبيا ، وتمسكت بمبدأ الحفاظ على وقف إطلاق النار وصولا للحوار بين كل الأطراف، لكنها في الوقت نفسه لم تغمض عينها عن محاولات ميليشيات الوفاق والجماعات الإرهابية المسلحة والأطراف الداعمة لها لتغيير التوازن العسكري عبر نقل آلاف المرتزقة من الإرهابيين، الذين استخدمتهم تركيا سابقا لتثبيت نفوذها في الشمال السوري، هنا برزت ضرورة التنبيه على وجود خطوط حمراء ، ومن هنا جاء تحديد الرئيس عبدالفتاح السيسي لخط سرت- الجفرة كخط أحمر يستدعي تدخلا مصريا  إذا ما حاولت الجماعات الموالية لميليشيات الوفاق تجاوزه .

إلى نص المقال:

على مر التاريخ الطويل  تربط ليبيا بشقيقتها مصر وجارتها حدود طويلة وقبائل وعائلات وأقارب على جانبي الحدود.  كل هذه عوامل تعطي مصر الحق في أخذ كل أشكال الحيطة والحذر من أي تطورات أو تدخلات خارجية بالقرب من حدودها الغربية. لكن القيادة المصرية الواعية مع ازدياد التهديدات على حدودها لم تجد خيارا سوى التدخل المسئول لحماية أمنها القومى. خاصة بعد تجميع الآلاف من عناصر الجماعات الإرهابية التى تدخلهم تركيا إلى ليبيا من سوريا والصومال تشكل تهديدا حقيقيا لمصر، وفى ظل التقاعس الدولى في مواجهه تركيا ورعايتها للإرهابيين .
تمسكت مصر بالعمل على دعوة كل الأطراف الليبية للحل السياسي واستبعاد محاولات الحسم العسكري وهي على قناعة بأن لا حل عسكريا يمكن أن ينجح في ليبيا ، وتمسكت بمبدأ الحفاظ على وقف إطلاق النار وصولا للحوار بين كل الأطراف، لكنها في الوقت نفسه لم تغمض عينها عن محاولات ميليشيات الوفاق والجماعات الإرهابية المسلحة والأطراف الداعمة لها لتغيير التوازن العسكري عبر نقل آلاف المرتزقة من الإرهابيين، الذين استخدمتهم تركيا سابقا لتثبيت نفوذها في الشمال السوري، هنا برزت ضرورة التنبيه على وجود خطوط حمراء ، ومن هنا جاء تحديد الرئيس عبدالفتاح السيسي لخط سرت- الجفرة كخط أحمر يستدعي تدخلا مصريا  إذا ما حاولت الجماعات الموالية لميليشيات الوفاق تجاوزه .
لم يتردد البرلمان الليبي، وهو المؤسسة الشرعية الوحيدة المنتخبة من قبل الشعب الليبي في طلب  تدخل مصر لمساعدة الشقيقة والجارة، بمباركة القبائل الليبية التى دعمته بصوت عال، فقد أعرب مشايخ القبائل الليبية -الذين اجتمعوا مع الرئيس السيسي في القاهرة- وبكل وضوح لا يقبل اللبس عن "كامل تفويضهم للسيد الرئيس والقوات المسلحة المصرية للتدخل لحماية السيادة الليبية، وكان رد الرئيس السيسي مباشرا عقب الاجتماع بزعماء القبائل الليبية، وقالها لهم بوضوح "لن نسمح بأن تصبح ليبيا بؤرة للإرهاب حتى لو كلف ذلك التدخل المصري المباشر".
    والبرلمان المصري بدوره وافق بالإجماع على إرسال قوات من الجيش المصري خارج الحدود إذا استدعت ذلك ضرورات  الدفاع عن الأمن القومي ومحاربة الجماعات الإرهابية التي لا تضمر لمصر إلا الشر، والشعب المصري من وراء جيشه وجنوده سيقفون صفا واحدا  لا يمكن تجاوزه أو اختراقه، ليكون هو المدد والسند لجيشه العظيم في الدفاع عن مقدرات الوطن وأمنه وسلامته، لتبقى مصر مقبرة الغزاة في كل العصور.
  كل أشكال الشرعية اكتملت ووفرت لمصر غطاء شعبيا على جانبي الحدود في مصر وليبيا، وبذلك تكون الرسالة قد وصلت إلى من يسعى لزعزعة أمن مصر عبر حدودها الغربية. وبات واضحا أن المسألة ليست مجرد تهديد أجوف، بل هي دعوة لتلك الأطراف كي تتعظ وتعيد حساباتها من جديد وتعود إلى ما يتفق عليه جوار ليبيا وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، بأن الحوار وفقا لمخرجات مؤتمر برلين هو الأساس للحل في ليبيا، و أن أمن ليبيا من أمن مصر القومي.