الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رحل بجسده وبقي أثره.. ماذا قال أهالي ظهر التمساح عن طبيب الغلابة بعد وفاته؟

صدى البلد

حالة من الحزن رسمت على وجوه أهالي قرية ظهر التمساح، التابعة لمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، برحيل الدكتور محمد مشالي، والملقب ب "طبيب الغلابة"، بعد أن فارق الحياة في الساعات الأولى من صباح اليوم عن عمر ناهز ٧٦ عاما، إثر أزمة قلبية مفاجئة، وبعد رحلة طويلة من العطاء في خدمة للمرضى والفقراء .

فمجرد أن تطأ قدماك قرية ظهر التمساح، لن تسمع إلا حكايات بمثابة شهادة لأهالي القرية بحق الدكتور محمد مشالي، ولما لا وهو أحد أشهر أعلام القرية، أن لم يكن أشهرهم على الإطلاق، وهو الرجل الذي رحل وظلت سيرته وإنسانية يتباهى بها كل أبناء قريته.

على أبواب مقبرة عائلة مشالي، وقفت العائلة والمئات من أبناء القرية وأصدقاء العائلة الذين توافدوا لتشجيع جثمان "طبيب الغلابة"، لكن وسط كل تلك الأعداد لم تنقطع الدعوات للطبيب الراحل، ولم يتوقف همس أبناء القرية في ذكر المواقف الطبية والخيرية للدكتور محمد مشالي.

"رغم انه كان عايش في طنطا من سنين إلا أنه لم ينقطع عن القرية، وكانت روحه مرتبطة بالقرية وكل أهاليها، وكان في كل مناسبة يجي ويكون يوم فرح عند كل الناس"، بتلك الكلمات بدأ "أحمد محمد مشالي"  أحد أبناء عمومة الطبيب الراحل محمد مشالي، حديثه كاشفا العلاقة الوثيقة بين طبيب الغلابة وقريته التي شهدت مسقط رأسه قبل ٧٦ عاما، وشهدت اليوم جثمانه وهو يوارى الثراء.

 لم تكن العلاقة التي جمعت "طبيب الغلابة "، بقريته كعلاقة زائر يزور بلدته وقت الحاجة إلى هدوء وراحة أعصاب فحسب، بل كانت علاقة ارتباط روحي، جعله لا يدخر جهدا لمساعدة كل أبناء قريته، وهو ما كشف عنه ابن عمه قائلا: "مكنش بيجي علشان يقعد في القرية شوية وخلاص، دا كان بيجي ويعمل خير لأهل القرية على قد ما يقدر، علشان كده كل الناس في القرية كانت بتستناه يجي ويرحبوا بيه".

ما قاله "أحمد مشالي" لم يختلف كثيرا عن ما كشفه "يسري مشالي" أحد أبناء عمومة الطبيب الراحل، والذي التقط منه خيط الكلام  قائلا: "كل البلد بتفتخر بالدكتور محمد مشالي ، رغم علمه وشهرته إلا أنه فضل فعل الخير ومساعدة جميع المرضى والمحتاجين، ولم يبخل بعلمه ولا بجهده على أي إنسان لدرجة انه كان بيشتغل لمدة ١٤ ساعة في اليوم كلها لوجه الله".

ورغم رحيل طبيب الغلابة، إلا أن أهل القرية على يقين ان أعماله الخيرية وسيرته الطيبة ستبقى لسنوات، وهو ما كشفه ما كشفه ابن عم الطبيب مشالي، قائلا: "رغم أن الدكتور محمد رحل بجسده إلا أن أعماله الخيرية ومواقفه الإنسانية ستظل شاهدة على ما قدمه لخدمة المرضى والمحتاجين".

وكان الدكتور محمد مشالي، قد ولد في قرية ظهر التمساح التابعة لمركز ايتاي البارود، بمحافظة البحيرة، عام 1944 لأب يعمل مدرسا، والذي انتقل بعدها والده إلى محافظة الغربية، وانتقل معه، واستقر مع أسرته هناك.

وتخرج مشالي من كلية طب القصر العيني بجامعة القاهرة في  يونيو 1967، وتخصص في الأمراض الباطنة وأمراض الأطفال والحميات، ليعمل في عدد من المراكز والوحدات الطبية بالأرياف التابعة لوزارة الصحة في محافظات مختلفة.

وفي عام 1975 افتتح عيادته الخاصة في طنطا، والذي عمل بها منذ ان افتتحها حتة وفاته على تقديم الكشف الطبي والرعاية الصحية باحر رمزي، وتوقيع الكشف الطبي على الفقراء بالمجان، ليصبح نموذجا في للزهد، ويلقب  بطبيب الغلابة".