الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ريهام الزيني تكتب: كورونا.. وقرية البوها الغائبة عن المسئولين !!

صدى البلد

على بعد 100 كم من القاهرة، وفي أحضان مدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، تقع «قرية البوها» التي أصبح سكانها يتشوقون إلي بريق من الأمل، وفي نظرة المسئولين لهم، لكي يعيشوا حياة آمنة.

تلك القرية التي يحزمها ويحيطها من كافة شوارعها «وباء كورونا» أكثر من أي وقت مضي،والذي يعتلي كل يوم حالات الإصابة بها، حتى أصبح القاطنون فيها يعانون من القلق من أن تهدد حياتهم بانتشار الوباء مما يؤدي بهم للموت.

يذكر أن القرية شهدت وفاة ثلاثة إخوة وزوجة أخ في خلال أيام ،وذلك بعد تعرضهم للإصابة بفيروس كورونا وهم (محسوب عبدالمعطي سليم، وحسنية عبدالمعطي سليم، وسعيدة عبدالمعطي سليم، وزوجة أخيهم سعاد محمد أبو علي).

كما شهدت القرية أيضا، وخلال فترة وجيزة وفاة أحد عشر شخصا يقيمون في نفس المنطقة، فضلا عن حالات الوفاة التي لم يعلن عنها ويتم إخفاء الأسباب الحقيقية وراء وفاتها، نتيجة مخالطتهم لحالات إيجابية مصابة بالفيروس. 

والحقيقة من خلال متابعتى الدقيقة لأخبار القرية، لا أزال أؤكد، ووفقا لما يتم الإعلان عنه أن أغلب حالات الوفاة بفيروس كورونا كانوا يعانون منذ البداية من أمراض صحية مزمنة وعوامل صحية خطيرة معترف بها منها التهابات الجهاز التنفسي وضعف جهاز المناعة مما أدي الي سهولة تعرضهم لخطر الإصابة بأمراض أخري ومنها فيروس كورونا المستجد، وذلك أكثر من الأشخاص العاديين الذين لا يعانون من مثل هذه الحالات.

وبناء وتأسيسا على ما سبق، ورغم الصعوبات الشديدة للإلمام بتفاصيل أكثر،لا أزال أؤكد أنه ومع كثرة أعداد الإصابة وإزدياد حالات الوفاة بشكل ملحوظ بالقرية أتوقع أن تصل النسبة خلال الفترة المقبلة لأعداد صادمة ومخيفة، نظرا لتواجد الكثير من الأهالي الذين يتهربون من حملات المسح الميداني في المناطق الموبوءة خوفا من مسألة الحجز في المحاجر الصحية،لما يسمعونه من عدم إهتمام وقلة خدمات، فضلا عن قلة الثقافة الصحية وعدم الإلتزام بالإجراءات الوقائية. 

وإثر ذلك، أطالب وزيرة الصحة المصرية الدكتورة هالة زايد أن ترفع أقصي درجات اليقظة،وذلك بمتابعة وتطبيق الإجراءت الاحترازية للوقاية من انتشار الفيروس بالقرية وبالقري المحيطة بها،والعمل علي تشجيع المواطنين للكشف عن إصاباتهم، وبالتالي توفير جميع وسائل الوقاية والحماية الصحية من أجل التعافي.

وبناء على ما تقتضيه المصلحة العامة..

أناشد بما هو آت:
1) ضرورة إصدار قرار من السلطات الصحية بوضع«قرية البوها» تحت العزل،وتقديم الدعم الطبي للأهالي بعد تزايد حالات الإصابة والوفاة بها.

2) القيام بسرعة تجهيز حجر صحي بالقرية،وإخضاع السكان «لفحوصات إجبارية»،«وليست اختيارية»من خلال حملات المسح الميداني لفيروس كورونا،إثر إصابة عدد  كبير من الأسر والأهالي،فضلا عن إرتفاع نسبة الوفاة الناتجة عن مخالطتهم بحالات كثيرة إيجابية جراء الإصابة بالفيروس.

 3) وفي إطار في الحملة الإستباقية التي تقوم بها الدولة المصرية لمجابهة تفاقم انتشار العدوي بفيروس كورونا باتت وزارة التضامن الإجتماعي والجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني بالتعاون مع القطاع الخاص وجمعيات الأحياء والقري السكنية بمدينة ميت غمر تلعب دورا مهما وجوهريا في الخروج من الأزمة الحالية،وذلك من خلال شن حملات موسعة في شوارع «قرية البوها» والقري المحيطة بيها للتوعية بمخاطر جائحة كورونا وكيفية التعامل معها للحد من زيادة عدد الإصابات والوفيات بها. 

4) وهذه الحملة التوعوية يجب أن تجسد في التعريف بالفيروس،وكذلك طرق إنتقاله، والطرق المثلى للحد والوقاية منه،ويتم توزيع مجموعة من الكمامات الطبية على المواطنين،وكذلك توزيع منشورات توعوية ضد المرض،وبأهمية الامتثال الصارم للإجراءات التي تفرضها الدولة جراء حالة الطوارئ الصحية،وذلك لتوعية المواطنين بشكل عملي ودقيق،خاصة فى ظل إنتشار العديد من المعلومات الخاطئة التى قد تساهم فى تفاقم الأزمة،فضلا عن تقديم  النصائح الهامة والتوعية المتخصصة للسيدات فى مرحلة الحمل والرضاعة، كذلك الأشخاص المصابين بحالات مرضية سابقة،والأكثر عرضة للإصابة بالفيروس فى حالة العدوى،بالاضافة الى تقديم الدعم والمساندة النفسية والإجتماعية للأسر المصابة، فى ظل الإجراءات الإحترازية الوقائية التى تقتضي ضرورة الإلتزام بالعزل في الحجر الصحي أو في المنازل فترات طويلة. 

وانطلاقا من واجبي الوطني والإنساني اتجاه مجتمعنا، وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن الحبيب بشكل عام وهذه القرية بشكل خاص،ودعما للجهود الكبيرة التي تبذلها القيادة المصرية ومؤسساتها المختلفة لمجابهة تفشي وباء كورونا رأيت من واجبي أن أعرب عن قلقي الشديد،وأن أكون في الصفوف الأمامية لدعم أهالي هذه القرية والقري المحيطة بيها بأن أطلق صرخة إستغاثة ممزوجة بالغضب لكافة الجهات المعنية في محاولة بسيطة مني للفت إنتباه المسؤولين لخطورة الوضع الصحي لأهالي هذة القرية قبل فوات الأوان. 

نعم كورونا تلاحق أهالي«قرية البوها»حتي أصبحت من أكثر القري احتياجا لشن مسؤولي «مدينة ميت غمر» حملة موسعة لتطهير وتعقيم كافة القطاعات والمنشأت والشوارع والمنازل بالقرية تزامنا مع الإجراءات الوقائية التي تتخدها الدولة للوقاية من انتشار فيروس كورونا.

نعم «قرية البوها»التي تشهد صعوبات جمة منذ بداية أزمة كورونا أصبحت الأن مهددة بالخطر إذا لم تقدم لها الدولة دعما حقيقيا ملموسا.

لذا أتمني أن يصل صوتي للمعنيين بهذا الأمر،وآمل أن أتلقى قريبا خبرا إيجابيا يثلج الصدور،وذلك بسرعة الاستعداد لأسوأ السيناريوهات المتوقعة بإتخاذ كل التدابير اللازمة لمواجهة الأمراض والأوبئة وخصوصا فيروس كورونا،وتقديم كل أوجه الدعم الحقيقي والملموس لأهالي«قرية البوها» وجميع القري المحيطة بها،والتي أصبح المواطنون فيها يتشوقون إلي بريق آمل، وفي نظرة المسئولين لهم، حتي يمكن السيطرة علي انتشار الفيروس،ولكي يعيشوا حياة آمنة في ظل القرارات الحكيمة التي يمكن أن تتخذها الدولة.

نعم «قرية البوها الغائبة عن المسئولين» تستغيث.. فهل سأتلقي قريبا أخبارا سارة تثلج الصدور عن هذه القرية؟!

وفي الختام.. أتمني من الله دوام الصحة والعافية لأهالي «قرية البوها»وجموع الشعب المصرى،داعية المولى عز وجل أن يحفظ مصرنا الغالية شعبا وقيادة، وأن نكون جميعا يدا واحدة من أجل المصلحة العامة،ولنعبر من هذه المحنة متفائلين،أقوياء، متحدين،مقاتلين ومنتصرين إن شاء الله.