الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب عرفة: الشدائد مهما عظمت لا تدوم ورحمة الله أوسع وفرجه أقرب

خطيب يوم عرفة
خطيب يوم عرفة

أكد الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع، عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي،  أن المصائب تذكر الناس بالآخرة، وتجعلهم يستعدون للجنة التي لا مصائب فيها ولا أحزان، كما قال تعالى: «فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ»، وكما قال تعالى «وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ».

 
وقال «المنيع» خلال خطبة يوم عرفة، اليوم، إنه بهذه المصائب يحصل اختبار العباد والتمييز بين أهل الصبر وأهل الجزع، قال تعالى «وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ»، منوهًا بأن الشدائد مهما عظمت فإنها لا تدوم ورحمة الله أوسع وفرجه أقرب وقد وعد الله بالفرج والتيسير، قال تعالى «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا»، وقال تعالى: «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا»، وقال تعالى: «يُرِيد اللَّه بِكُمْ الْيُسْر وَلَا يُرِيد بِكُمْ الْعُسْر».


وأضاف: «هذه المصائب تفتح أبواب طاعة الله تعالى باحتساب الأجر في دفعها قبل وقوعها وفي فعل الأسباب المؤدية لرفعها بعد حصولها وقد جاءت الشريعة الإسلامية المباركة بعدد من الإجراءات المؤدية إلى ذلك.

وواصل: إن التوجيهات الإلهية جاءت للتعامل مع المصائب والمشكلات المالية والاقتصادية بما يحقق رغد العيش للخلق، فمن ذلك أن الشريعة الإسلامية رغّبت في الاكتساب والإنتاج، ومزاولة الأعمال وحثت على التجارة وجعلت الأصل في البيوع الحل والجوا، وحرمت الربا والغش والخداع في المعاملات، وأمرت باحترام الأموال العامة والخاصة، وأمرت بالوفاء بالعهود والالتزام بشروطها.

واستطرد: إن الشريعة الإسلامية نظمت التعاون والتبادل التجاري، وأمرت بسداد الديون وتوثيق الحقوق، وحذرت من الإسراف وفرضت دفع الزكاة للفقراء والمساكين، ورغّبت في الصدقات لا سيما أيام الشدة والبلاء، قال تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ»، وقال تعالى «وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا»، وقال تعالى «وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا»، وقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ»، وقال تعالى: «وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ»، «وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ»، وقال تعالى عن الجنة «أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّآءِ وَالضَّرَّآءِ».