الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لبنان.. أزمة حكم أم أزمة نظام؟


استقالت أو أقيلت حكومة حسان دياب في لبنان، تشظت علي وقع انفجار مرفأ بيروت، والبلاد تواجه مخاطر صحية واقتصادية. والأهم أن الصراع السياسي يتأزم داخليا وخارجيا. فهل تتحمل حكومة دياب المسئولية؟ ماذا بعد الاستقالة؟ هل تؤلف حكومة وحدة وطنية، هل يشهد لبنان ولادة سريعة للحكومة؟ أم تطول فترة تصريف الأعمال؟. سؤال تحدد الإجابة عنه مسار أوضاع مأزومة في بلاد داهمها انفجار حدث مأساوي كبير، كشف عن عورات فساد لم تكن مستورة فيها تماما. 


لكن ما بعد سؤال الوقت يبقي سؤال المضمون. فهل ارتفعت أسهم حكومة الوحدة الوطنية، أم العكس هو الصحيح؟ مع ما تردد عن سعي غربي خليجي لحكومة محايدة، وما يستورده ذلك من أسئلة بشأن المقصود بـ"الحياد". هل تنتظر بيروت تكرارا لنموذج حكومة الكاظمي في بغداد؟ وما إمكانية ترجمة ذلك وسط التعقيدات اللبنانية القائمة والمستجدة؟. أسئلة تتزامن مع زيارات وفود عربية وأجنبية إلي بيروت، لتكريس نهج الانفتاح الجزئي المشروط. 


وأخيرا، يبقي السؤال حول أجندة الحكومة العتيدة وخياراتها لمواجهة الأزمات. هل تبقي محصورة في الغرب، أم تفتح علي أكثر من اتجاه؟ من سيكون رئيس الحكومة؟ هل يعود سعد الحريري؟ وهل هذا ما تريده باريس وواشنطن والرياض؟ وهل التحولات الدولية في التعامل مع لبنان بعد الضغوط القصوى، هي انفراجه استثنائية علي وقع انفجار المرفأ؟ أم تغييرات في الاستراتيجيات تجاه بيروت، وربما المنطقة؟. وهل تستطيع أي حكومة جديدة إنقاذ لبنان؟ وما هي عملية الإنقاذ أصلا؟. هل الحل بميثاق جديد يعدل اتفاق الطائف أو يستبدله؟ أم أن الحل في انتخابات نيابية مبكرة؟ .


باختصار، هل نحن أمام أزمة حكم أم أزمة نظام؟ ولماذا مع الذكري المئوية لتأسيس لبنان الكبير، يكثر الحديث عن التقسيم والفدرلة والكونفدرالية؟ ولماذا يطالب البعض بالحيادية، وكذلك بعودة الانتداب؟. في ظل مخاض ما بعد انفجار بيروت، يبدو أن لبنان جديد يتأسس. فكيف سيكون شكله؟.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط