قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه لا يوجد تناقض بين مقولتي "العجلة من الشيطان" و"خير البر عاجله"، فكلمة العجلة في المقولة الأولى تعني التهور والتسرع وعدم الحكمة أو التدخل في ما لا يعنيك أو الحديث بغير علم، وهذا من الشيطان.
وأجاب جمعة، بمجلس الجمعة الأسبوعي عن سؤال: "أيهما نصدق قولهم العجلة من الشيطان وقولهم خير البر عاجله؟"، قائلا: "أما كلمة عاجله في العبارة الثانية فمعناها المبادرة، أي سارعوا كما في قوله تعالى: "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم"، فكلمة المبادرة والمسارعة لا تكون إلا في الخير.
واستدل المفتي السابق بحديث سهل بن سعد الساعدي الذي رواه الترمذي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأناة من الله والعجلة من الشيطان".
في سياق منفصل، قال الشيخ أحمد وسام، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن الكذب كبيرة من الكبائر، ويجب على مرتكبها التوبة إلى الله، مشيرًا إلى قول النبي ﷺ: «عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب فإن فالواجب على كل مؤمن أن يحذر الكذب، ينبغي أن يتحرى الصدق، الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار».
وأضاف وسام، في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: "ما حكم من يكثر الكذب في كلامه رغم أنه يصلي ويقرأ القرآن؟"، أن المؤمن الصادق لا يكذب، ولكن قد يكذب لنقص إيمانه وضعف إيمانه، مشيرًا إلى أن الإنسان إذا تاب من الكذب والتزم الصدق في حديثه، فإن ذلك سيؤدي به إلى عدم ارتكاب الخطأ لأنه يعلم أنه إذا سئل عنه لن ينكره.
وأوضح أن هناك حالات أجاز الشرع فيها الكذب دون سواها وهي المذكورة في حديث أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها قالت: «لم يسمع النبي ﷺ يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث: في الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته والمرأة زوجها».
أشد أنواع الكذب