زادت إيران من نشاطها العسكري في المياه قبالة شواطئها في أعقاب تصعيد كبير للتوتر مع واشنطن بعد انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018.
ومنذ ذلك الحين، شهدت المنطقة سلسلة من الهجمات التخريبية والمضبوطات على الناقلات وإسقاط الطائرات المسيرة، والمضايقات المزعومة للسفن الحربية الأمريكية من قبل الزوارق الحربية الإيرانية.
وأفادت وكالة تسنيم نقلًا عن العميد البحري حبيب الله سياري، الضابط الإيراني المخضرم الذي سيقود المناورات، أن القوات المسلحة الإيرانية تستعد لإطلاق ثلاثة أيام من الحفر في بحر عمان والمحيط الهندي.
وستنطلق التدريبات التي أطلق عليها اسم "ذو الفقار 99" غدا الخميس، وستشارك فيها وحدات من القوات البحرية والجيش والقوات الجوية والدفاع الجوي، وتغطي مساحة تبلغ حوالي مليوني كيلومتر مربع في المياه الشرقية لمضيق هرمز، وساحل مكران وبحر عمان وشمال المحيط الهندي.
اقرأ ايضا
وبحسب سياري، فإن العنصر البحري سيشمل استخدام السفن والطائرات والغواصات، بما في ذلك غواصة فتح، وهي الأولى من سلسلة جديدة من الغواصات الإيرانية شبه الثقيلة.
ومن المقرر أن يتدرب الجيش على العمليات الهجومية والدفاعية، بما في ذلك عملية الاستيلاء على رؤوس الجسور والانخراط في "مواجهة حاسمة" ضد العدو، وعمليات باستخدام طائرة استطلاع طويلة المدى وطائرة بدون طيار.
وقال سياري، إن "الأمن في غرب آسيا وممراتها المائية الحيوية والاستراتيجية يتطلب توطين الأمن والتعاون البناء من جميع دول المنطقة ومنع التواجد الأجنبي في المياه الإقليمية".
وأضاف أن "تحسين الاستعداد القتالي والقدرة القتالية للقوات البحرية والجويةوالبريةوالدفاع الجوي من خلال إجراء تدريبات مشتركة والتصدي للتهديدات عبر الإقليمية من خلال ممارسة الخطط العملياتية والتأكد من ملاءمتها في مواجهة أي عدوان محتمل، من بين الأهداف المنشودة في هذا التمرين
وحذر السياري من أن "أعداء ايران يجب أن يعلموا أنه في حالة حدوث أي خطأ استراتيجي، فإن جغرافية المعركة ورد إيران على أفعالهم لن يقتصر على غرب آسيا وسيواجهون ساحة معركة واسعة".
وزادت إيران من وتيرة التدريبات العسكرية وحجمها ونطاقها في السنوات الأخيرة ، لا سيما بعد انسحاب الولايات المتحدة في مايو 2018 من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض عقوبات ساحقة على البنوك والطاقة ضد البلاد.
وفي العام الماضي، وصل البلدان إلى حافة الحرب بعد أن أرسلت واشنطن مجموعة حاملة طائرات هجومية إلى المنطقة، ثم اتهمت إيران بالمسؤولية عن سلسلة من الهجمات التخريبية على الناقلات في الخليج العربي.
وفي يونيو 2019، أسقطت الدفاعات الجوية الإيرانية طائرة تجسس أمريكية بدون طيار بقيمة 220 مليون دولار، ما دفع الرئيس ترامب إلى التفكير في شن ضربات جوية ضد البلاد قبل التراجع في اللحظة الأخيرة.
وفي يناير 2020، بعد أن قتلت غارة أمريكية بطائرة مسيرة قائدًا إيرانيًا بارزًا في بغداد، أطلقت إيران صواريخ متعددة على قواعد أمريكية في العراق، ما تسبب في إصابة أكثر من مائة جندي أمريكي بإصابات دماغية.
وفي أبريل، اشتكت البحرية الأمريكية من قيام الزوارق الحربية الإيرانية الصغيرة بـ "مضايقة" سفنها الحربية أثناء عبورها للخليج العربي.
وفي يوليو، اتهمت إيران الطائرات المقاتلة الأمريكية بالسيطرة على طائرة ركاب في طريقها إلى لبنان في المجال الجوي السوري.