الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انهيار تحالف قطر وتركيا.. كواليس صراع خطير بين القيادات العسكرية لحكومة الوفاق

وزراء دفاع قطر وتركيا
وزراء دفاع قطر وتركيا والوفاق

تتوالى الإشارات والأنباء حول انقسامات متزايدة بين رؤوس السلطة في حكومة الوفاق الليبية بالعاصمة طرابلس وغربي البلاد، فيما يراه مراقبون إعادة إنتاج لصراع على النفوذ تؤججه طموحات شخصية وأجندات لجماعة الإخوان في خدمة مشروع التوسع التركي في ليبيا والمنطقة ككل.


وبحسب صحيفة "عرب ويكلي" الإماراتية الصادرة بالإنجليزية، تصاعدت الخلافات بشكل كبير في غرب ليبيا منذ أن أعرب رئيس حكومة الوفاق فايز السراج عن نيته الاستقالة من منصبه، وتفاقمت أكثر بعد الإعلان عن توقيع اتفاقية لاستئناف إنتاج وتصدير النفط بين الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر ونائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أحمد معيتيق.

الأخطر من ذلك، حسبما نقلت الصحيفة عن مصادر، أن الانقسامات طالت الدائرة العسكرية لحكومة الوفاق، بالتوازي مع الحوار الليبي – الليبي المفتوح بين مجلس النواب والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق حول الترتيبات الخاصة بالمرحلة المقبلة، وبلغت هذه الانقسامات حدًا باتت تركيا تخشى معه من تآكل نفوذها بعد رحيل السراج وتشكيل مجلس رئاسي جديد.

وكشفت المصادر عن خلاف متصاعد مؤخرًا بين وزير دفاع حكومة الوفاق صلاح الدين النمروش وقائد المنطقة الغربية وغرفة العمليات المشتركة لقوات الوفاق أسامة الجويلي، الذي لم يخف انزعاجه من تنصيب النمروش وزيرًا للدفاع في أغسطس.

ويعتقد الباحث السياسي الليبي كمال المرعاش أن هذا الصراع له جذور ودوافع أعمق ولا يمكن فصله عن الصراعات الحادة بين الميليشيات المختلفة المسيطرة على غرب ليبيا، تلك الصراعات التي اتخذت أشكالًا مختلفة مع تحول وتغيير التحالفات، خاصة الآن مع دخول عامل المرتزقة السوريين في لعبة توازنات القوى بين ميليشيات الوفاق وبعضها في إطار التنافس بينها على الدعم التركي.

وبحسب كمال المرعاش، فإن "الإخوان الليبيين، ممثلين بقياداتهم مثل محمد صوان وعلي الصلابي، يضغطون على قطر لدعم تيار النمروش وغرفة عمليات ثوار ليبيا على حساب التيارات الأخرى. لكن لا يزال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يفضل تيار فتحي باشأغا باعتباره الأقرب لتحقيق المصالح التركية في ليبيا في المستقبل".

ويرى المرعاش أن هذا الصراع الذي من المرجح أن يشل وزارة الدفاع في حكومة الوفاق الوطني "يحظى بتشجيع من وزير الداخلية فتحي باشأغا الذي يأمل في إضعاف كل من الجويلي والنمروش، حتى يتمكن من السيطرة على العاصمة طرابلس، باستخدام النفوذ التركي والمرتزقة السوريين في حال وقوع مواجهات مسلحة مع ميليشيات طرابلس".

في هذا السياق، لم يستبعد المرعاش احتمال لجوء تركيا إلى استخدام مرتزقتها السوريين في طرابلس لدعم باشأغا عسكريًا في حال نشوب صراع مسلح للسيطرة على العاصمة، مما يمكن باشأغا من السيطرة على مجلس الرئاسة ووضع المجتمع الدولي أمام أمر واقع.

ويقول مطلعون إن تأفف أسامة الجويلي من اختيار النمروش وزيرًا للدفاع مرده إلى عاملين؛ أولهما أن الجويلي وهو برتبة لواء يرى نفسه أجدر بالمنصب من النمروش الذي كان عقيدًا قبل تنصيبه مباشرة، وثانيهما يتعلق بالمنافسة الجهوية والقبلية بين منطقة الزنتان التي ينتمي إليها الجويلي ومنطقة الزاوية التي ينحدر منها النمروش.

ولفتت المصادر إلى أن توافق المواقف بين الجويلي والنمروش الرافضين لاتفاق النفط بين حفتر ومعيتيق لا ينبغي أن يخفي الخلاف المحتدم بين الرجلين، هذا الخلاف الذي يُرجح أن يتفاقم في الأيام المقبلة بسبب انهيار اتفاق المصالحة الموقع في يوليو 2015 بين مدينتي الزاوية والزنتان.