الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى الإعلان عن فك رموز حجر رشيد: كشف غموضه استغرق 23 عاما.. وشامبليون فقد الوعي بعد حل اللغز

حجر رشيد
حجر رشيد

في السابع والعشرين من سبتمبر لعام 1822، أعلن العالم الفرنسي الشهير "جان فرانسوا شامبليون" عن اكتشاف غير التاريخ ولعب دورًا في الكشف عن أسرار الحضارة المصرية القديمة، وهو فك رموز حجر رشيد، ليصبح بذلك دليلًا مهمًا ساعد الخبراء على تعلم قراءة اللغة الهيروغليفية.

وكما هو معروف، فإن جنودًا فرنسيين عثروا على الحجر الأثري بالقرب من مدينة رشيد في شهر يوليو لعام 1799، وذلك أثناء الحملة الفرنسية على مصر، والتي استمرت خلال الفترة ما بين عامي 1798 و1801، وقد كان اكتشافه على وجه التحديد على يد ضابط مهندس بالجيش الفرنسي يُدعى "بيير فرانسوا بوشار"، والذي أخبر بعد ذلك الجنرال "جاك فرانسوا مينو"، القائد العام في مصر، وبعد أشهر قُدم هذا الاكتشاف إلى "نابليون بونابرت".

يعد حجر رشيد في الوقت الراهن من أشهر القطع الأثرية الموجودة في المتحف البريطاني في إنجلترا، وهو عبارة عن مرسوم ملكي يعود تاريخه إلى عام 196 قبل الميلاد تقريبًا، وهذا المرسوم هو عن الملك "بطليموس الخامس"، الذي حكم خلال الفترة ما بين عامي 204 وحتى 181 قبل الميلاد، وكان بمناسبة الذكرى الأولى لتتويجه.

ومن المرجح أن الحجر كان موضوعًا داخل معبد بالقرب من رشيد، حيث جرى اكتشافه؛ وأهم ما يميزه هو أن المرسوم أو النص كان مكتوبًا ثلاث مرات، باللغات الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية القديمة؛ وقد عُثِر عليه مكسورًا وغير مكتمل، ويتضمن 14 سطرًا من الكتابة الهيروغليفية، و32 سطرًا والديموطيقية، و54 سطرًا باليونانية القديمة.

وبعد هزيمة قوات "نابليون بونابرت" في الإسكندرية عام 1801، استولى البريطانيون على العديد من القطع الأثرية المصرية التي جمعها الفرنسيون أثناء احتلالهم، بما فيها حجر رشيد؛ وقد حاول الجنرال "مينو" المطالبة بالحجر باعتباره من ممتلكاته الشخصية، لكن الإنجليز أدركوا قيمته، وقاموا بتأمينه ونقله إلى المتحف البريطاني، الذي تم افتتاحه في عام 1757 كأول متحف وطني عام في العالم، ويُعرض حجر رشيد هناك منذ عام 1802.


فك رموز حجر رشيد استغرق أكثر من عقدين من الزمان:

الجدير بالذكر أن عملية فك رموز حجر رشيد استغرقت حوالي 23 عامًا، حيث تمكن العلماء من ترجمة الـ54 سطرًا باللغة اليونانية والـ32 سطرًا بالديموطيقية المنقوشة على الحجر بسرعة، لكن فك رموز الخطوط الهيروغليفية استغرق أكثر من عقدين من الزمان، وكان جزء من المشكلة راجعًا إلى وجود اعتقاد سائد في البداية بأن الكتابة الهيروغليفية كانت نظام كتابة رمزيًا في حين أنها كانت كذلك نظامًا صوتيًا إلى حد كبير.

وحقق العالم البريطاني "توماس يونج" إنجازًا هائلًا باكتشافه أهمية "الخراطيش"، والتي كانت عبارة عن دوائر مرسومة حول أسماء الأعلام، ونشر النتائج التي توصل إليها في عام 1814. 

شامبليون فقد الوعي بعد التوصل إلى اكتشاف حاسم:

في البداية، حقق عالم المصريات الفرنسي تقدمًا بطيئًا ومضنيًا نحو فك رموز حجر رشيد، حتى توصل ذات يوم إلى إنجاز هام، حيث أدرك أن اللغة الهيروغليفية لغة صوتية في الأساس وأن الكتابة الهيروغليفية "تسجل صوت اللغة المصرية"، وسارع بعد ذلك إلى أكاديمية النقوش والآداب بالعاصمة الفرنسية "باريس"، حيث كان يعمل شقيقه.

وجاء في تقرير لموقع "Mental Floss" أن العالم الفرنسي صرخ قائلًا ما مفاده أنه توصل إلى حل اللغز عند دخوله مكتب أخيه، وأغمى عليه على الفور؛ وفي عام 1822، قدم "شامبليون" ترجمة كاملة في خطوة تعد إنجازًا تاريخيًا عظيمًا.