الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أعظم 3 مطربات شعبيات في مصر..لا يجدن العيش الحاف


رغم أن الكثيرين لا يعرفون أسماءهن، إلا أن أغنانيهن تنتشر فى كل مكان، ويرددها الشباب قبل الصغار، دون أن يعرفوا من هن هؤلاء المطربات الشعبيات اللاتى يعيش معظمهن تحت خط الفقر ويعانين التجاهل والحرمان، ولا تجد بعضهن لقمة الخبز وثمن الدواء..ونستعرض فى تلك السطور أمجاد ومآسى أشهر المطربات الشعبيات فى مصر..
بعيدا عن حياة الفنانين الصاخبة وفى منزل متواضع بمنطقة إمبابة، تعيش رائدة فن الموال الشعبى الفنانة جمالات شيحة وسط أبنائها وأحفادها، فالكل يعرفها هناك ويقدرها، فيكفى أن تسأل أصغر طفل عن منزلها فيدلك عليه بكل سهولة.
وبدأت الفنانة الشعبية جمالات الغناء فى سن الثانية عشرة، وشربت حب الفن والغناء من والدها ووالدتها واستطاعت حفظ أغنيات كبار الفنانين والفنانات وقتها مثل العندليب عبد الحليم حافظ وفايزة أحمد وغيرهما، بدأت الغناء فى مولد «شيخ العرب السيد» وهو مولد كبير وغيره من الموالد الكبرى إلى أن اكتشفها فنان الشعب ورائد الفن الشعبى زكريا الحجاوى.
وابتعدت عن الساحة الفنية بسبب معاناتها من أمراض مزمنة بالقلب وهشاشة العظام، وهو ما يعيق وقوفها على خشبة المسرح بالساعات كما تعودت، وفى نفس الوقت لم تحب أن تغنى وهى جالسة على كرسى، ولأنه آن الأوان وهى فى سن السابعة والسبعين أن تستريح.
وقالت سناء ابنة أخت المطربة الشعبية، والتى تعيش معها وتقوم على خدمتها: خالتى لم يعد لديها ما تنفق منه، ومعاشها من نقابة الموسيقيين لا يكفيها العيش الحاف، رغم مرضها الشديد الذى يحتاج لأدوية مرتفعة الثمن».
وتمسح دموعها وتقول: «الجيران يعطفون عليها، وبعض محبى الطرب الأصيل يساعدوننا بالمال، ويشترون لنا الأدوية، وأحدهم بارك الله فيه تبرع لإجراء عملية جراحية لها».
وبين منطقة الرويعى الشعبية فى العتبة والسيدة زينب، عاشت المطربة الشعبية فاطمة سرحان وربت ابنتها المطربة الدكتورة سوزان عطية.. وفاطمة اكتشفها زكريا الحجاوى فى الخمسينيات وأعادت أنغام اكتشافها من خلال البوم وحدانية الذى شاركتها الغناء فيه ‏.‏
وفاطمة سرحان هى ملكة البلدى بلا منازع‏,‏ فقد أجادت فى جميع أشكال الغناء الشعبى،‏ موالا وأغنية ومديحا نبويا صرفا وكانت من أصغر المداحات اللاتى أقيم لهن سرادق خاص باسمها فى الحسين‏،‏ فى خمسينيات وستينيات القرن العشرين‏.‏
وهى معجونة بماء الموالد كما يقولون‏،‏ فقد ولدت فى بسيون بمحافظة الغربية فى آواخر العشرينات،‏ وارتبطت منذ اللحظة الأولى بالموالد والمطربين والعازفين‏,‏ ولم تعرف لها أهلا غيرهم‏,‏ ولذا فإنها عندما تزوجت اختارت عطية اسماعيل السفرتى ‏,‏ و هو واحد من أهم المطربين الشعبيين فى بسيون.‏‏ ‏

وتقول المطربة سوزان عطية عن تلك الفترة فى طفولتها بصحبة والدتها‏:‏ كنا نعيش حياة أسرية محافظة ومحتشمة‏، والدى هو عطية اسماعيل كان مطربا شعبيا‏، وكذلك كانت عماتى جميعهن من المطربات الشعبيات‏، اللاتى كن يؤدين الأغانى والمدائح النبوية والسير الشعبية‏، بالإضافة الى والدتى فاطمة سرحان‏..‏ أى أننى ولدت فى بيت الموسيقى والفن والطرب بأوسع معانيه‏.‏.وكنا نجوب القرى والنجوع للغناء فى الموالد ونعيش حياة بسيطة للغاية، وننام أحيانا فى خيام ننصبها، معرضين للحر والبرد، لكنها فترة كفاح صقلتنى وأفادتنى كثيرا فى حياتي.
وأضافت سوزان: أمى رفضت طوال إقامتها بالقاهرة لأكثر من ستين عاما الا أن تقيم فى حى شعبى،‏ وكان أبرز مكانين سكنتهما هما حى الرويعى بالعتبة‏، وحى السيدة زينب‏، الذى مازالت تعيش فيه حتى الآن،‏ربنا يديها طولة العمر،‏ وهى لم تكن حريصة على هذا ليس فقط لدوافع فنية وإنما بدافع الحفاظ على طبيعة الأسرة نفسها،‏ فقد ظلت ملكة الغناء البلدى تعتبر نفسها مسئولة عن ابنتها حتى بعد أن تزوجت من الدكتور هشام العربى المدرس بأكاديمية الفنون،‏ بل حتى بعد حصولها على الدكتوراه عام‏1992.‏
ورغم تقدم السن بالسيدة فاطمة سرحان‏،‏ ملكة البلدى،‏ فانها لم تنقطع عن المديح بحسب ما تسنح الظروف،‏ فلم تعد تقوى على إحياء السرادقات‏،‏ لكنها تلبى أى دعوة للانشاد.
أما المطربة روح الفؤاد إحدى علامات الفن الشعبى، وهى صاحبة أغنية «سوق بينا يا اسطى على الكورنيش»، ولها أعمال كثيرة ومواويل رائعة، وكانت متزوجة من الفنان الشعبى حفنى احمد حسن، وهى تعيش الآن فى أحد الأحياء الفقيرة بالقاهرة ، وتعانى الجحود والإهمال.
وتقول «عنايات» الابنة الكبرى للمطربة: «أمى كانت من أشهر مطربات مصر الشعبيات، وسافرت إلى العديد من دول العالم، وأغنيتها «سوق بينا يا اسطى على الكورنيش» و«دنجا دنجا» من أشهر الأغنيات الشعبية وأكثرها انتشارا فى مصر والعالم العربى كله، ومع ذلك تعيش أمى فى فقر ولا يسأل عنها أحد من نقابة الموسيقيين، واضطررنا لنبيع أثاث البيت لكى ننفق على علاجها».
وتقول: «عُرض على والدت أن تشارك إحدى مطربات الجيل الجديد بالغناء، مثلما فعلت كثيرات منهن المطربة اللبنانية رولا مع المطربة الكبيرة صباح، والمطربة أنغام مع الفنانة الشعبية فاطمة سرحان، على أن تعيد معها غناء أغنية «سوق بينا يا اسطى على الكورنيش»، لكنها رفضت حتى تظل صورتها القديمة فى عيون جمهورها، ولا يرونها بعد أن تمكن منها الفقر والمرض».