الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مياه الصرف والبنية التحتية أهم مشاكل المناطق الصناعية ببني سويف

صدى البلد

تتميز محافظة بنى سويف بأنها إحدى أفضل المحافظات الواعدة استثماريًا بفضل ما تحتويه من المميزات النسبية من توافر الخامات والثروات الطبيعية والأيدي العاملة المناسبة، فضلا عن الموقع الإستراتيجي المتميز للمحافظة، وشبكة الطرق التي تخدم منظومة الاستثمار والكيانات الصناعية الكبيرة، فضلًا عن قربها من محافظة القاهرة، حيث تمتلك المحافظة منطقتين صناعيتين واعدتين هما «بياض العرب» بمدينة بني سويف الجديدة شرق النيل، و«كوم أبوراضي» بمركز الواسطي.

وبدأت منطقة «بياض العرب» عام 2000 على مساحة 750 فدانًا وتم تخطيطها لتشمل 8 قطاعات نوعية هي الصناعات الغذائية والورقية والكيميائية والنسيجية والهندسية والمعدنية والخشبية ومواد البناء، وتوفر 20 ألف فرصة عمل.

وتعاني المنطقة من مشكلة تسريب مياه محطة الصرف الخاصة بالمصانع، إلى الطرق الرئيسية والقري المتاخمة للمحطة، ما أدى إلى تبوير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، إضافةً إلى غرق قرى بأكملها مثل قرية الشيخ على‏،‏ وقرية الأمل وبياض العرب والعديد من التوابع والعزب، بجانب محولات الكهرباء بالمنطقة، ومازالت تعاني المنطقة من هذه المشكلة منذ ما يقرب من 15 عامًا ولم تفلح معها بعض الحلول المؤقتة والمسكنات طوال السنوات الماضية.

من جانبه، أكد الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، أن هناك جهودا كبيرة تمت للتغلب على مشكلة الصرف الصناعي بمنطقة بياض العرب الصناعية والتي تعد أكبر وأقدم المناطق الصناعية بالمحافظة. 

اِقرأ أيضًا: 

فيما تعد منطقة كوم أبوراضى الصناعية التي أُنشئت بقرار رئيس مجلس الوزراء فى عام 1997، إحدى المناطق الصناعية المهمة، لكنها تعانى مشكلات أثرت بالسلب على جذب مزيدٍ من الاستثمارات، بسبب سوء حالة الطرق داخل المنطقة وخارجها، على الرغم من قيام إدارة المنطقة الصناعية وتمهيدها، وتحتاج إلى حل سريع وعاجل لجذب مزيد من الاستثمارات.

وتمتلك محافظة بنى سويف، مقومات هائلة؛ تمكّنها من احتلال مرتبة عالية فى مصاف المناطق الصناعية الكبرى، وهو ما دفع الدولة إلى إنشاء عدد من المناطق الصناعية الكبرى على أرض المحافظة، وتقديم تسهيلات وأراضٍ بالمجان تشجيعًا على الاستثمار، إذ تم إنشاء 8 مناطق صناعية على رأسها منطقة "كوم أبوراضى" بمركز الواسطى، والمنطقة الصناعية فى "بياض العرب"، وهما الأعلى أهمية واستثمارًا، إلا أن بعض المشكلات التى يواجهها المستثمرون قد تفسد المخطط المستهدف من إنشاء تلك المناطق.

يقول أحمد هاشم، أحد مديرى المصانع بالمنطقة، إن مشكلة "كوم أبوراضى" تتركّز فى البنية التحتية، وعلى رأسها الطرق التى لم يتم رصفها حتى الآن، لافتًا إلى أن  طريق المبنى الإدارى بالمنطقة غير مرصوف ويحتاج إلى الصعود والنزول فوق الرمال لنتمكن من الوصول إليه.

أما أسامه صلاح، مهندس بأحد مصانع السيراميك، فأكد أن التيار الكهربائى الخاص  بمنطقة أبوراضى غير منتظم ويؤثر على عملية الإنتاج، مشيرًا إلى أن الجهد الكهربائى ينخفض بشكل مفاجئ فيؤثر على حالة ماكينات التصنيع، ويتسبب فى تلف بعضها، وحينما حاولوا الشكوى طالبهم الجهاز الإدارى للمنطقة الصناعية بشراء أجهزة منظمة للتيار الكهربائى، لافتًا إلى أن ما ذكروه هو الحل السهل حتى لا يكلف المسئولون أنفُسَهم عناء حلّ المشكلة.

وقال مستثمر رفض ذكر اسمه، "إن بطء إجراءات تسليم الأراضى وقلة المهلة الممنوحة للتشغيل سبب رئيسى فى هروب المستثمرين من المناطق الصناعية، مضيفًا أن أهمّ مشكلات المستثمرين فى كوم أبوراضى أو بياض العرب، هى بطء إجراءات تسليم الأراضى والتأخر فى فحص الأوراق ومراجعتها من وقت إلى آخَر، بالإضافة إلى قِصَر المهلة الممنوحة للمستثمرين للبدء فى التشغيل، والتى تدفع المستثمرين إلى الإسراع بعمليات البناء بصورة قد تضر بالعملية الإنتاجية مستقبَلًا، بالإضافة إلى سوء حالة البنية الأساسية بالمنطقة.

المشكلات لا تتوقف على الطرق والكهرباء بمنطقة كوم أبوراضى، بل وصلت إلى عدم وجود مواصلات بين مراكز المحافظة المختلفة والمصانع، حسبما ذكر أحمد جمال محمود، أحد العاملين بمصنع السيراميك، قائلًا "لا توجد وسيلة مواصلات للمنطقة سوى أوتوبيسات مصنعنا، وإذا تأخرت لدقائق ولم أستطع اللحاق بالأوتوبيس لا أستطيع الوصول إلى المصنع، وهو حال أغلب العاملين هنا، بالإضافة إلى عدم وجود خدمات، مضيفا "نحتاج لنقطة شرطة ووحدة إسعاف وإطفاء بالمنطقة للتدخل السريع في حالة حدوث حادث او حريق داخل المنطقة للتعامل بشكل أسرع بدلا من الاستعانة من مدينة الواسطى".

من جانبه قال الدكتور محمد هانيء محافظ بنى سويف، إن المحافظة تؤكد دعم الاستثمار سواء الأجنبى أو المحلى، مع التطلع إلى خلق مزيد منه لإقامة مشروعات استثمارية جديدة فى مختلف القطاعات التنموية خلال المرحلة المقبلة، وحل أى مشكلة تواجه المستثمرين المحليين أو الأجانب بالمحافظة، بالتنسيق مع كل الجهات المعنية لجذب مزيد من الاستثمارات العالمية والإقليمية، والمحلية.

وأشار "غنيم" إلى تفقُّده منطقة كوم أبوراضى الصناعية، وحضوره اجتماعًا للمستثمرين بالمنطقة لبحث مشكلاتهم فى حضور التنفيذيين، ووجه خلاله إلى عقد اجتماعات دورية  مع أصحاب المصانع لتوفيق أوضاعهم ومساعدتهم فى إقامة المشروعات بحضور مسئولى المرافق من الكهرباء، والدفاع المدنى، والبيئة، ومركز تيسير الأعمال، لمتابعة تذليل المعوقات التى تواجه استخراج رخص التشغيل والحصول على الموافقات والتقارير من الجهات المعنية، بما يسهم فى حل مشكلات المستثمرين من خلال اختصار الوقت والقضاء على البيروقراطية.

وتابع "الفترة القادمة ستشهد تكثيفا في أعمال البنية الأساسية بالمنطقة والتي شهدت تطورا كبيرا في الفترة الأخيرة".