الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شعر بالتردد والإحباط .. كواليس اللحظات الأخيرة قبل نقل ترامب إلى مستشفى والتر ريد

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

كشفت مصادر مطلعة لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، عما جرى داخل البيت الأبيض، قبل نقل الرئيس دونالد ترامب إلى مركز والتر ريد العسكري الطبي، بعد ثبوت إصابته بفيروس كورونا، حيث كان التخبط والقلق والافتقار إلى الشفافية سماتهم.

ووفقًا للمصادر، كان ترامب مترددًا في الذهاب إلى المستشفى، على الرغم من ظهور أعراض كورونا عليه، وتناوله عقاقير تجريبية.


وأضافت المصادر أن مساعدي ترامب يسعون الآن لتقديم صورة محسنة له، بعد أن أدركوا شعوره وعدم رغبته في الظهور بأنه مصاب بمرض خطير، أو حالته الحرجة.

ولكن في يوم الجمعة، شعر المسؤولون الطبيون بالقلق بشأن حالة ترامب وعناصره الحيوية، واعتقدوا أنه من الأفضل مراقبة استجابته داخل مركز والتر ريد الطبي العسكري، حيث أخبروا الرئيس بأن المستشفى يعد أكثر مكانا مناسبا بالنسبة له في حالة تدهور حالته.

وقال نائب السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جود ديري في بيان إن "البيت الأبيض ملتزم تمامًا بتقديم تحديثات شفافة ومنتظمة بشأن حالة الرئيس وتعافيه".

فيما ذكر مصدران مطلعان على الأمر إن كبار المسؤولين اتخذوا قرارًا لتحديد موعد مغادرة الرئيس إلى المركز الطبي وذلك بعد إغلاق الأسواق لتجنب أي تعثر أو اضطراب لا مفر منه.

وأضافا أن ترامب بدا متعبًا وشاحبًا إلى حد ما، وسار عبر الكاميرات التي ابتعد عنها عدة مرات، واستقل الطائرة الرئاسية والتي كانت متوقفة في الحديقة الجنوبية يوم الجمعة استعدادا لنقله إلى مركز والتر ريد.

وحسب "سي إن إن" الأمريكية، يواجه البيت الأبيض أزمة مصداقية، في أكثر اللحظات صعوبة خلال رئاسة ترامب - أو في أي فترة رئاسة منذ عقود.

وقال بعض المسؤولين إن الافتقار إلى المعلومات داخل البيت الأبيض يثير القلق، حيث أشار مطلعون إلى أنه في مساء الجمعة، بينما كان الرئيس في طريقه إلى والتر ريد، لم يتم إطلاع العديد من المسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى - بما في ذلك مسؤول حكومي واثنين من كبار الجمهوريين- بشكل كامل حول الوضع.

ولفتت الصحيفة إلى أن الكثيرون داخل البيت الأبيض والإدارة الأوسع نطاقا يعتمدون على التقارير الإخبارية لجمع معلومات حول صحة الرئيس. ويشمل ذلك العديد من حلفاء البيت الأبيض الذين يعتقدون أنهم من المحتمل أن يكونوا قد أصيبوا بفيروس كورونا خلال الأسبوع الماضي، لكن لم يتم الاتصال بهم بتعليمات من الفريق الطبي للرئيس.

وفي مؤتمر صحفي في وقت متأخر من السبت، قدم طبيب ترامب صورة وردية له، مؤكدا أنه في تحسن لكنه تجنب مرارًا وتكرارًا الأسئلة حول حالته، بما في ذلك ما إذا كان قد تم وضعه على الأكسجين وأعلى درجة حرارة سجلت له. 

وقال الدكتور شون كونلي: "الرئيس يعمل بشكل جيد للغاية.. وفي هذه اللحظة، أنا والفريق سعداء للغاية بالتقدم الذي أحرزه الرئيس.. كان يعاني من سعال خفيف وبعض الاحتقان بالأنف والتعب، وكلها أعراض يتعافى منها الآن وتتحسن حاليا".
 
وبعد لحظات، قدم شخص آخر مطلع على حالة ترامب لم يتم الكشف عن هويته، صورة مختلفة للغاية عن صحته لمجموعة من المراسلين المجتمعين في المستشفى، قائلا: "كانت العناصر الحيوية للرئيس على مدار الـ 24 ساعة الماضية مقلقة للغاية وستكون الـ 48 ساعة القادمة حرجة.. لسنا على طريق واضح بشأن شفاؤه التام".

كما قال كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز في تصريحات لقناة "فوكس نيوز" إن حالة الرئيس ترامب تدهورت يوم الجمعة، مع انخفاض مستوى الأكسجين في الدم بشكل سريع.

وبعد ذلك يوم السبت، ذكر ميدوز "صباح أمس كنا قلقين للغاية .. أصيب بحمى وانخفض مستوى الأكسجين في الدم بسرعة".

وتابع ميدوز إن ترامب حقق "تحسنا لا يصدق" منذ ذلك الحين.

ولذلك أدى التباين في توضيح حال ترامب إلى إحداث فجوة مذهلة في معرفة الأمريكيين بصحة رئيسهم، حيث وصل الوضع إلى ذروة خطيرة لتآكل ثقة الجمهور، خاصة مع اعتيار ترامب وإدارته على عدم الاعتراف بالحقيقة.

وعلى الرغم من أن ترامب قلل من خطورة فيروس كورونا في البداية، إلا أنه أصيب بالفزع بعد أن أثبتت إصابته بفيروس كورونا وأصبح منزعجًا بشكل متزايد مع ظهور الأعراض، مثل ارتفاع درجة الحرارة.

كما شعر ترامب بالإحباط لأنه لا يستطيع مخاطبة وسائل الإعلام بنفسه وانتقد ما قاله الذين يتحدثون علانية باسمه، كما قال أشخاص مطلعون على الأمر.

أما داخل البيت الأبيض، فأوضح مسؤولون أنهم ظلوا على علم بحالة ترامب ومدى خطورتها. ولم يره معظم المسؤولين منذ عودته من حملة لجمع التبرعات في نيوجيرسي في وقت متأخر بعد ظهر الخميس الماضي.

فيما صدرت أوامر لبعض موظفي الخدمة العسكرية بالرئاسة، والموظفين في مقر إقامة العائلة الأولى بالحجر الصحي في المنزل بعد نتائج الاختبار الإيجابية لترامب وميلانيا.

وأكد بعض المسؤولين، إلى جانب العديد من حلفاء ترامب خارج البيت الأبيض، أنهم محبطون من الافتقار إلى الشفافية التي تقدمها الإدارة، كما انزعج أبناء الرئيس أيضًا من تشخيصه، خاصة أن الانطباع الأول والتقارير التي تحديث قالت إن حالته لم تكن خطيرة.