الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فاينانشيال تايمز: تفشي كورونا في البيت الأبيض يعكس انقسامًا وطنيًا داخل أمريكا

صدى البلد

 اعتبرت صحيفة " فاينانشيال تايمز " البريطانية في عددها الصادر اليوم /الثلاثاء/ أن تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) داخل البيت الأبيض وإصابة العديد من أفراده به، بمن فيهم الرئيس دونالد ترامب وزوجته، إنما يعكس حالة انقسام وطني واضحة داخل أكبر دولة في العالم.

واستهلت الصحيفة مقال رأي في هذا الشأن - نشرته على موقعها الإلكتروني - بالقول إن الولايات المتحدة عاشت منذ إغلاقها لأول مرة في مارس الماضي لمكافحة الجائحة، في عالمين منقسمين تماما ، حيث أمضت إحدى المعسكرات أشهرا في عزل ذاتي امتنعوا فيها عن رؤية الأصدقاء والعائلة حتى أنها لم تستمتع بعد بتناول وجبة شهية داخل المطعم؛ فيما أخذت معسكرات أخرى في اعتبارها تصريحات ترامب في البيت الأبيض بأن المخاوف بشأن الفيروس مبالغ فيها وأنه يتوجب إعادة فتح الاقتصاد بالكامل دون اتخاذ أي احتياطات إضافية.

وكتبت الصحيفة تقول : " بالنسبة للمجموعة الأولى، أصبح ارتداء كمامات الوجه شكلًا من أشكال التحلي بالفضيلة - فغيابه في الأماكن العامة يكفي لإلقاء نظرة استياء وازدراء .. أما بالنسبة للمجموعة الأخرى، فارتداء الكمامة في حد ذاته يستدعي السخرية، وهو شعور استغله ترامب في السابق عندما سخر من خصمه الديمقراطي جو بايدن لارتدائه الكمامة مرارا في المناظرة الرئاسية الأولى التي جرت في الأسبوع الماضي بينهما".

وتابعت الصحيفة تقول : " هذين العالمين لم يتصادما في أي مكان بأكثر مما حدث في واشنطن حيث أفاد بعض موظفي البيت الأبيض والكونجرس بأنهم تعرضوا لضغوط من أجل التخلي عن ارتداء الكمامات، لأن رؤسائهم إما لم يثقوا بهم أو اعتقدوا ارتداؤها تبدو مخيفة أو ضعيفة".

ومن جانبها، تقول أوليفيا تروي، وهي مساعدة كبيرة سابقة في فرقة العمل المعنية بفيروس كورونا والتي استقالت في أغسطس الماضي وأعلنت عن تأييدها لبايدن: "لقد يتم النظر إليك باحتقار عندما تسير بكمامة".

وأوضحت "فاينانشيال تايمز" تقول إنه في إحدى التجمعات الانتخابية لترامب في ميشيجان بالشهر الماضي، سأل طاقم شبكة "سي إن إن" الإخبارية الحضور عن سبب اختيارهم للوقوف في هذا الحدث المزدحم بدون كمامة.

وقتها، أجاب أحدهم " لأنه لا يوجد كوفيد-19 "، واصفا إياها بجائحة مزيفة اختلقت لتدمير الولايات المتحدة الأمريكية".. وأجاب آخر: "إذا مت، سأموت... وقتها، ماذا يمكنك أن تفعل، هل سترتدي كمامة وتبقى منعزلا لمدة عام آخر؟!".

وأخيرا، تساءلت "فاينانشيال تايمز" هل سيقرّب تشخيص ترامب ودخوله المستشفى بين هذين العالمين؟!، وقالت إنه من السابق لأوانه الجزم بذلك .. فقد يؤدي التعافي السريع لترامب إلى جعل أولئك المعرضين لخطر الفيروس أكثر جرأة.

في الوقت نفسه، بدأ عدد الإصابات بفيروس كورونا داخل الولايات المتحدة في الارتفاع مرة أخرى في جميع أنحاء البلاد.

وفي يوم أمس الأول، ظهر جيسون ميللر، كبير مستشاري حملة ترامب الانتخابية على شاشة التلفزيون ليقول بنبرة مختلفة عن رسائل الرئيس السابقة...إن الرئيس يذكر الشعب الأمريكي بضرور "غسل أيديهم واستخدام معقم اليدين وتأكد من عدم قدرة التباعد اجتماعيا وارتداء الكمامة"... وتعليقا على ذلك، قالت الصحيفة البريطانية: "سنرى من يستمع هذه المرة!.