الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فاينانشيال تايمز: أوروبا تقيد الحياه العامة من جديد بسبب شراسة الموجة الثانية من كورونا

فيروس كورونا في أوروبا
فيروس كورونا في أوروبا

سلطت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية في عددها الصادر اليوم /الجمعة/ الضوء على عودة ارتفاع عدد الإصابات اليومية الجديدة بفيروس (كورونا) المستجد (كوفيد- 19) في العديد من البلدان الأوروبية، ما دفع سلطاتها إلى إعادة فرض قيود مؤلمة على أوجه الحياة العامة بشكل كبير للسيطرة على الجائحة، لاسيما مع اقتراب فصل الشتاء.

ففي ألمانيا وجمهورية التشيك وبولندا، سجلت الإصابات مستويات قياسية يومية يوم أمس الخميس، بينما فرضت فرنسا حظر تجول على أكبر مدنها وواجه سكان لندن قيودًا جديدة على التواصل الاجتماعي داخل منازلهم.

واعتبرت الصحيفة، تعليقا على ذلك، أن عودة ظهور الفيروس من جديد في أوروبا يمثل نكسة كبيرة لقارة نجحت إلى حد كبير في خفض معدلات الإصابة إلى مستويات مكن السلطات من التحكم في تفشي الجائحة خلال الصيف، بعد تنفيذ عمليات إغلاق صارمة في مطلع العام الجاري.

وقال جوناس شميدت شاناسيت، عالم الفيروسات في معهد برنارد نوخت في مدينة هامبورج الألمانية:"إن أجزاء من أوروبا فقدت بالفعل السيطرة على الجائحة، حيث لم تعد السلطات قادرة على احتواء انتشار الفيروس".

وأبلغت ألمانيا، التي نجت من الوباء حتى الآن بشكل أفضل من جيرانها، عن 7334 حالة إصابة جديدة صباح اليوم، وهو رقم قياسي جديد تسجله ألمانيا منذ ظهور الجائحة على أراضيها. 

وتعليقا على ذلك، قال وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير: "إن التحدي الحاسم الذي نواجهه- ليس فقط في ألمانيا ولكن في أوروبا بأسرها- هو ما إذا كان بإمكاننا كسر ديناميكية الموجة الثانية والتمتع بحياة أكثر هدوءًا".

كذلك، كشفت المملكة المتحدة وهولندا وإسبانيا والبرتغال وجمهورية التشيك عن قيود جديدة متعلقة بالفيروس هذا الأسبوع.حتى تحولت الأنظمة الصحية في جميع أنحاء القارة إلى وضع الأزمة؛ حيث بدأت أجنحة المستشفيات بالامتلاء بمرضى كورونا، وزادت المخاوف من احتمال امتلاء المرافق الطبية عن بكرة أبيها، أو أن كثرة الحالات الجديدة تعرقل جهود فرق التتبع والتعقب المكلفة بوقف سلاسل انتقال الفيروس.

بدوره، رحب رئيس مكتب أوروبا في منظمة الصحة العالمية هانز كلوج بالإجراءات الجديدة، ووصفها بأنها "ضرورية للغاية" لإنقاذ الأرواح. 
وقال كلوج: "إن الرسالة الموجهة إلى الحكومات هي، ألا تتردد في اتخاذ إجراءات قد تكون صغيرة نسبيًا لتجنب الإجراءات المؤلمة التي اضطررنا إليها في موجة الفيروس الأولى".

وكتبت "فاينانشيال تايمز" في هذا الشأن، إن حالات الإصابة بالفيروس أخذت في الارتفاع بعد أن خففت الحكومات الأوروبية عمليات الإغلاق خلال الصيف لإنعاش الاقتصادات التي تضررت بشدة من القيود الأولى.. لكن خبراء الصحة العامة يقولون إن الأوروبيين تخلوا عن حذرهم، وأصبحوا يقضون عطلاتهم في الخارج بأعداد كبيرة، متجاهلين قواعد التباعد الاجتماعي، ويتجمعون في مجموعات كبيرة لتناول الطعام والشراب والتواصل الاجتماعي.

وفي الأسبوع الماضي، سجلت أوروبا أعلى عدد أسبوعي من الإصابات بكورونا منذ بدء الوباء، مع ما يقرب من 700 ألف حالة جديدة، وفقًا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية.

مع ذلك، أكدت الصحيفة البريطانية أن الحكومات الأوروبية ابتعدت حتى الآن عن الإجراءات الصارمة مثل إغلاق المدارس أو إعادة فرض الإغلاق على مستوى البلاد، خوفًا من إلحاق المزيد من الضرر بالاقتصادات التي لا تزال تكافح للخروج من حالة الركود.

وبدلا من ذلك، أمروا بحظر التجول وإغلاق الحانات والمطاعم وفرض قيود على التجمعات الاجتماعية. لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت مثل هذه الإجراءات المحدودة ستكون كافية لتسوية المنحنى الحالي، على حد قول الصحيفة.