لم يتوقف الحب عند زواجهما منذ 50 عامًا، بل استمر حتى صندوق اقتراع
انتخابات مجلس النواب 2020، حيث استيقظت السيدة التي تتماشى بخطى السبعين، مُبكرًا
في صباح اليوم الثاني من أيام التصويت الانتخابي في محافظة سوهاج.
وأيقظت زوجها الذي اقترب عمره من الـ 80 عامًا، كي يذهبا سويًا إلى مقر اللجنة الانتخابية التي من المُفترض أن يُدليا بصوتيهما بها، لترصد كاميرا الصحافة ووسائل الإعلام في مشهد يطرق باب القلوب،وتتشتت منه العقول، فكيف يعيش الحب بين عجوزين زمنًا طويلًا منذ إن كانا عروسين في مُقتبل العُمر، وحتى يومنا هذا، من يُماثلهم فالعمر يمشي بجانب الآخر كي يتعكز عليه ويستند، إلا إنهما اختلفا عن مماثليهم كثيرًا فهما أمسكا بيد بعضهما البعض حبًا كشاب وفتاة في بداية علاقتهما العاطفية.
وقالت حياة فرج، 71 سنه، إنها منذ زواجها من أديب أرنيست، البالغ من العمر 79
سنه، إنهما أصرا ألا يوقفهما الزمان وإرهاقه لصحتهما عن إعطاء وطنهم حقه، وأخذ
حقهم في المُشاركة الإنتخابية بالإدلاء بصوتيهما في انتخابات مجلس النواب 2020.
العم عاشور ضحية التنمر بسوهاج يُدلي بصوته في انتخابات النواب 2020
لتشهد بذلك اللجنة رقم 152 بمدرسة الباحثة البادية الإبتدائية، بمحافظة
سوهاج، مشهدًا لم تراه أعين أبناء المدينة من اثنان بمثل عمرهما من قبل، حيث دخلا
الزوجان ويد كلًا منهما تحتضن يد الأخر بود ومحبة تظهر في أعينهما.
فذهبان إلى صندوق الإقتراع وأدلى كلًا منهما بصوته لمن يمثله من المرشحين
من وجهة نظر كلاهما، ثم خرجا وأيديهما لا تُفارق بعضها، وكأن كلاهما يخشى أن يفقد
الأخر بلحظة ما، ويتهوه أحد الزوجين دون الأخر في حياته وخطواته.
مازال الإخلاص والأمان يدق أبواب حياتنا، ومازال الحب والرحمة يتجول بين
أهالينا وأجدادنا، وسيظل يحيا الأمل بداخلنا أن تتحسن أحوال جيلنا وما قادم من
أجيال أخرى.